في وداع الشاعر الكبير الورداني ناصف

قصيدة
في وداع الأستاذ الأديب الصحفي الشاعر الكبير
الورداني ناصف
شعر / محمد فايد عثمان
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

مدائنُ الصمت ردَّت فيك أحزاني
وبعثرت في مَديد الوقت أشجاني

فرُحْتُ لا هاربٌ منِّي غدي فأرى
والأمسُ يمضي تجليَّات ألواني

ولا تبدَّى على ما كان من لهفي
في روضها من قطاف سائغ دانِ

أنا الذي كلمـا حــاورتُ أمسـيةً
من أمسيات الهوى ضجَّتْ بشطآني

أجَّلتُ خوفي فما أوفت بمُوعدِها
وَعاجَلتْ بالأسى عجزي وحرماني

أنا الذي عشـتُ لا نفسـي أحمِّلُها
ثِقـلاً ولا أغـتدي إلا بأوزاني

وشائجُ الشَّـوق في أنحاءِ قافيتي
شـدَّتْ إليك الخُطى وصـلاً بأجفاني

مازجتنا يا نجىَّ الرُّوح من زمنٍ
بلازم العشـق طـىَّ القلـب نوراني

أهيمُ في (هَمَسَاتِ الوَرْدِ) تُرْسِلُها
في رائقِ العُشـْبِ في أرجـاءِ بُسْتانِ

تناثر العطرُ في أبهـائهِ فغدا
على البدايات تيَّاها بتيجانِ

يا طلَّةَ النور في أفق غدا تعِساً
في غمرة االشَّـكِّ في مُسْـوَدِّ بُهتان

ما عُـدتُ أحتَمِـلُ الأنَّاتِ تُوجِعـُنِي
وحالكا من أسى نَفسـي ووجداني

وَكُنْتَ لي في هَجِيرِ العُمْرِ أُمْنِيَةً
في وارفٍ من سنا شَوقٍ وتَحْنانِ

لسنا سوى ريشةٍ والريحُ تُرْهِقُها
بادرت أطـوي بهـا شـكِّي بإيماني

واريتُ فيك الأسى فاشتدَّ مُوجعُهُ
واجتزت فيك الرِّضا للشاطيء الثَّاني

يا سُنْدُسىَّ المنى ياصوت عافيتي
وقد تبدَّى بسرِّ الغّيبِ ناداني

ترى هل القوم لمَّا غبتَ مُمْتَثلٌ
في جمعِهِمْ سالمٌ من دُون أضغانِ

وليس في صفوةٍ منهُمْ أخو ثقةٍ
ولا يُجَلِّى سَراةُ القَوْمِ بُرْهاني

أنا الذي عشت في أصداء أغنيةٍ
مزجْـتَ في لحنهـا نبضـاً بشرياني

أبيتُ لا حيرتي سكرى ولا قَلَمي
مودِّعٌ في حديثِ العشْقِ ألحاني

وكُنْتَ إمَّا دَوَاعي الهمِّ تطلُبُني
سَعْدي فَلَمْ أسـتَجبْ يوماً لأحزانِ

عانيت في لُغَةِ القرآنِ تحرُسُها
من كُلِّ مؤتفـكٍ في السِّــرِّ خـوَّانِ

ورحتَ تدفَعُ عنها كلَّ غائلةٍ
في عـزمةٍ لـم تُتَحْ فـينا لإنسـانِ

ما زال في سَمْعِنا المُمْتَدِّ في أفقي
صدى لصـوتٍ جسورٍ منك رنَّانِ

فمن لها بعد أن سافرت مبتهجاً
على جناحٍ بلا خوفٍ ولا وان

إلى السموات في ركبٍ لهم أملٌ
في ( الله ) أكرم بهم من خير رُكبانِ

يا وجههُ في بياض الصُّبحِ أرسلهُ
ليحتوي كُلَّ مأزومٍ وحيرانِ

يا كفَـهُ مبسـمٌ في كُلِّ أُنْمُلةٍ
تصافح الناس أذهاناً بأذهانِ

الناشـراتِ السّـَنا في كُلِّ ما كتبتْ
ذباً عـن الـدِّينِ أو تسـبيح ديَّانِ

يا ساكنَ الرُّوح طىَّ الرُّوحِ في بدني
وكائناً في مدى عُمْري وأزماني

سَلَكْتَ فيها مسـار العشقِ مرتحلاً
وقد تزودتَ من طيبٍ وريحانِ

كأننا يوم جاء العيدُ موعدنا
وقد تجلَّى لهذا العيدِ وجهانِ

(أهلاً بكمْ أصدقائي) لستُ أسمعها
حتى تنادي بها جنَّاتُ رضوانِ

وضحكةٌ في صفاء الطفل تضحكُها
فيشـرقُ الكـونُ مُمْتـدَّاً لأكوانِ

ما هدني من لفيح الحُزنِ أسكتني
وبادر الصَّـمْتُ منِّي صـوتَ كتماني

وأعلنتْ في حروف الشِّـعْرِ قافيتي
على رجيع الأسى والجُرْحِ عصياني

فرُحْتُ أسترجع الأنات أغزلها
ثوباً من الصـدق في حـزنٍ تغشاني

إمَّا بكـت من أسَى أمٌّ فما حَمَلَتْ
مِنَ الأسى مثلُ ما حمِّلتُ (ورداني)!!

فـدع فـؤادي على ذكـراك ناعمة
كالطفل يسـتدفيءُ الذكرى بأحضاني

إن كنتُ في راحلٍ أخشى نهايته
فقد تأملت فيكُمْ عفو رحمانِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة
في وداع الأستاذ الشاعر الكبير
الأديب الصحفي / الورداني ناصف
شعر / محمد فايد عثمان
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

هذا هو الوفاء

هذه القصيدة الثانية للشاعر محمد فايد عثمان
في رثاد الورداني ناصف

تثبت القصيدة وفاء للراحل وتقديرا للأوفياء من الشعراء

رحم الله أخانا الشاعر الكبير الوردانى ناصف
صاحب القلب النظيف و الروح الطيبة
أجدث أخى محمد فى سرد مأثر الرجل و ما كان منه فى ديوانه
و ندوته و من كلامه أيضا
أحسنت و جعلها الله فى ميزان حسناتك يوم القيامة
دمت لأخيك

الشاعر الكبير الأستاذ الكريم / محمد فايد عثمان
كنت دائما ومازلت تثري ملتقى الأربعاء الأدبى وجميع المنتديات الأدبية بقصائدك الرائدة الرائعة وكنا نسمع دائما الشاعر الكبير الراحل الأستاذ الوردانى يوجه من لديه استشارة أدبية اليك فأنت أهل لذلك واليوم أنت ترثيه بقصيدك الرائعة التى لمست القلوب وأججت المشاعر فجزاك الله خير الجزاء ورحم الله الأخ والصديق الأستاذ الورداني رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته

أبيات جميلة تدل على ما كانه الشاعر الوردانى
شكرا لك و للمنتدى الذى عرفنى بالراحل القدير
أبيات رائعة أستاذنا

والله جدد احزانى

» مساجلة بينى وبين الشاعر رشاد يوسف
» ستعلي شأنك الأيام(رثاء الشاعر الورداني ناصف)..!
» في رثاء الشاعر الكبير الأستاذ الصحفي / الورداني ناصف
» هام لشعراء الفصحى
» مساجلات فرسان العامية