{{ .. يُحْتضرُ الحَمَامُ ..}}

فوزية شاهين كتب:

{{ .. يُحْتضرُ الحَمَامُ ..}}

كأنَّ النورَ في عيني ظـــــلامُ ** و نبضَ القلبِ في صدري سِهامُ

كأنَّ البدرَ يحــــــدوهُ التجنِّي ** وعينَ الشَّمسِ يقتلهــــــا الخِصامُ

وحدَّ السيفِ مزروعٌ بصدري ** ونصلَ الرمــــــحِ في جنبي ينامُ

لأنَّ الحبَّ مهزومٌ بصمتي ** إلامَ الصمتُ ؟ والهمسُ انسجامُ ؟؟

إلامَ الحلمُ ترسلهُ نحيبــــــــــاً ** وفي عيْنيكَ ينتعشُ المنــــــامُ ؟؟

إلامَ الحزنُ أرشفــــــهُ كؤوساً ** وكأسُ الحُبِّ فـــــي شفتي حرامُ

وتهجرُ لا تراعي نبضَ أنثـــى ** وظُفرُكَ فـــــــي محاريبي إمامُ

وتذبحُ ما تبقَّى مــــــــن حنينٍ ** فينهشني إذا غبــــــــتَ الحِمامُ

وضعتُكَ فوقَ رأسي تــاجَ عِزٍّ ** وعَزَّ علـــــــيَّ إذ ضَلَّ الوسامُ

بربكَ لا تُعكّر صفـــــــوَ قلبي ** فقد يهديكَ للوصــــــــلِ اهتمامُ

تذكَّر يومَ كُنَّا في هــــــــــوانا ** على عهدٍ يذوّبنــــــــــا الغرامُ

تذكَّرْ حينَ ألفينــــــــــــا عتاباً ** حَلفنـــــــــــا لا يوارينا الظلامُ

وأن نرعى عهوداً مـــــا حيِينَا ** ونُرخي الحبــلَ إن جلّ احتدامُ

تَذكَّرْ هُدبَ عينِكَ بيــــنَ عيني ** يداعبها ، وفـــــــــي قلبي ينامُ

تَذكَّرْ طفلَ ثغرِكَ حِيـــــن يلهو** على ثغري فتسكــــــرهُ المُدامُ

أحبكَّ عاشَها قلبــــــي و عقلي** وأكتُمُها و فـــي صدري ضِرامُ

أحبُّكَ كم أعاني مـــن سُكُوتي ** فليتَ الصمتَ يُحييـــــه الكلامُ

إذا ما الحرفُ قد واراهُ شِعري ** فإن البــــــــــوح يعتقهُ الهُيامُ

أيا وطناً يتوهُ الأمــــــــنُ فيهِ ** وفي كَفّيهِ يندثــــــــــــرُ السلامُ

أيا وطناً تروّى مـــن دموعي ** وفي عينيهِ قد طــــــابَ المُقامُ

أنا مازلتُ أحتضنُ الأمـــاني ** بِطُهرِ الـــــروحِ ، واللُّقيا تُرامُ

فهلاّ قلتَ عن همسي جنــونٌ ** أمِ الأحلامُ في بوحــــي تـُلامُ ؟؟

أمِ الأغصانُ ماتتْ في ربيعي ** وفي الأوطانِ يُحتضرُ الحَمامُ ؟؟


فوزية شاهين

:

:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص عذب جميل بين بوح الأنثى وهم الوطن , يبدأ بالحزن وسكب الهموم ليشتعل بالحب لينتهي بالهم الأكبرهم الوطن .
إن قلبك وشعرك يتسعان للحملين معا , أعجبني استخدامك البديع للاستعارات في مكانها المناسب مثل عين الشمس , نصل الرمح ينام .
الشاعرة المبدعة فوزية شاهين
استمتعت بقراءة نصك وباللمسة الأنثوية التي تميزه .

دمت بحفظ الله

توفيق الخطيب