حمد المخيني عضو مشارك
الدولة : عدد الرسائل : 38 نقاط : 46 تاريخ التسجيل : 22/07/2010
| موضوع: الخَادِمةُ تَعرِفُ كلَّ شَيْءٍ ░ ► الخميس أكتوبر 21, 2010 2:41 pm | |
|
مغرية هي الكمية الكبيرة من الادباء والكتاب العظماء هنا ,,, أشعر بعطشا شديد لارتوي من ملاحظاتكم البناءة ..
^^^ النص: لم تكن " روحية رضوان " تشعــر بالسعادة بتاتا. رغم انها بعد بضــع ساعات ستكــون في حضن ابنها. الذي تركته وهو فــي العاشـرة مـن عمره, أبلغها في مكالمـة البارحة انه وجـد رفيـقة دربـه و أن أول ما عليهـا فعله فور وصولهـا ( اندونيسيا / سوكابومي) هو الذهاب به لخطبة تلك الصبية.احكمت غلق أولى الحقائب . صعدت بجسدها النحيف على ظهر الحقيبة الممتلئة . قفزت مرتين , سقطت دمعتين .
"العشرة ما تهون إلا على بنت الحرام ". بحزن نطقت أم خالد تخاطب أفراد اسرتها وهم يقفون صفا واحدا يراقبون "روحية" في مشهد وداع صامت. لم تستطع هاجر الابنة الوحيدة مقاومة الموقف ولا حتى نطق كلمة واحدة , أجهشت بكاءا , ركضت إلى غرفتها/أغلقت الباب. بينما حرص خالد على مساعدتها وتعجيل حمل الحقائب.
بين كل تلك الدموع, لم تجد "روحية" نفسها إلا وهي على متن الطائرة التي استقرت توا في الفضاء. أخرجت ألبوم الصور. قلبت صفحاته, صورة تجمعها و عائلتها الصغيرة , هي وابنها وفراغ أبيض كان قد احتضن جسد زوجها.
مررت أصابعها المتجرحة على الأطراف الخشنة من الصورة. اطبقت جفونها, روادها ذلك المشهد, قبل أعوام , حين فتحت الرسالة على عجل لتقرأ هيام زوجها , فتنصدم بقراءة ورقة طلاقها... فتحت عينيها, ثم قلبت الصفحة على عجل ..
يااه , مدام مريم (ام خالد), تأملت تلك الملامح الصارمة بتمعن, استرجعت كم المرات اضطرت إلى النوم لساعة واحدة فقط , حتى تنهي أعمال منزل مدام مريم. كم من المرات تلقت الاهانات والاتهامات. وكم من المرات سكتت وتغاضت تحت سيطرة الفقر. اقترب حاجبها الايمن من الأيسر, عادت بخيالها إلى الوراء أربعة سنين, أم خالد تغلي شعرات بيضاء قصيرة في وعاء معدني , تضع عليها طلاسم لم تقرأ روحية منها سوا كلمة "الله".لكنها استطاعت تمييز تلك الشعرات , صرخت في داخلها " بااباه ؟ " . وضعت يدها على فمها بذعر حين رأت أم خالد تقدم كأسا به ماءا مصفى من الوعاء المعدني ذاته, ليشربه أبو خالد بقلبه الأبيض.
اقتربت مضيفة الطائرة منها لتقدم لها علبة ماء, استلمتها بإمتنان , فتحت العلبة/ شربت/سرحت في قلب صفحات الألبوم, حتى تشرقت بالماء , سعلت عدة مرات. سقطت عينيها على صورة أبو خالد. ابتسمت بعد ان تذكرت كيف هب ذات مرة لضربها على ظهرها حين تشرقت على مائدة رمضان الفائت بفعل حبات العدس في صحن"الكشري المصري" الذي تجيد طبخه. اختفت ابتسامتها سريعا حين تذكرت كيف انه تغير كثيرا في الأعوام الأربعة الأخيرة , حتى أصبح خاتما من فضة تلبسه مدام مريم وقتما شاءت . حتى أن بطاقة البنك خاصته أصبح في جيبها.كما ان مشاجراته معها أصبحت معدومة بعدما كانت شبه يومية. , لم يظل ذلك الرجل ذو القرارات المؤثرة في ذلك المنزل كما كان. " حسبي الله ونعم الوكيل" رددت"روحية" بعربيتها الركيكة, وهي تحرك رأسها يمينا شمالا تعبيرا عن الأسف وتقلب الالبوم إلى صفحة أخرى.
صورة هاجر وهي تمسك دبدوب أحمر اللون وتبتسم . انفعلت "روحية" لأن هاجر لم تفتح باب الغرفة لتوديعها بل اكتفت بفعل ذلك من خلف الباب. نزلت دموعها وبدأت تدندن بركاكة ,أغنية تعشقها هاجر, حاولت مرارا وتكرارا أن تترجم كلمات الاغنية لتعرف سرها , لم تفلح لكنها تشعر أن اللحن حزين جدا .. جدا
خدني معك .. على درب بعيده مطرح ما كنا ولاد صغار دفي ربيعي بشمس جديده نسيني يوم ئلي صرنا كبار خدني معك يا حبيبي يا حبيبي مطرح ما لون الأزرق غاب نمشي سوا يا حبيبي يا حبيبي عا رمل الأرض ئلي فيها أعشاب بقلب الهوى , خبيبي خبيني وتركني ضيع بقلبو نهار قول للهوى يا هوى ينسيني ينسيني يوم ال صرنا كبار قول للهوى , يودينا يودينا فوق جبال ال مالها حدود بكره الزمان رح يمحي أسامينا يشحط عليها زياح السود سرقني أنا. سرقني ونسيني نسيني يوم ال صرنا كبار
صمتت , مسحت الدموع التي ملئت محجريها . دق قلبها خوفا على هاجر خصوصا انها هي الوحيدة التي تعلم بمضايقات ابن الجيران-طارق- المستمرة , ولولاها لأصبحت هاجر الان علكة يعلكها كل من هب ودب , حين التقط طارق صورة لهاجر بواسطة هاتفه النقال من نافذة غرفتها وهي تبدل ملابسها , وابتزها. استطاعت روحية التي دائما ما تجالس خادمة منزله, أن تتسلل إلى غرفة طارق وتأخذ هاتفه ولم تتردد ثانية في حرقه. رددت كلمات بالاندونيسية تدعو بها الله أن يحفظ هاجر.
قلبت الصفحة , ظهرت صورة خالد وهو يبتسم راسما علامة النصر بيديه. فكرت في المغزى من تلك العلامة ؟ هل كان يقصد النصر الذي حققه بالنيل من جسدها في تلك الليلة العاهرة؟ أم النصر في أن أحداً لم يكشف أفعاله المشينة دائما وعودته ذات مره إلى المنزل غائبا عن الوعي بفعل المخدرات , سواها هي المسكينة التي يعلم انها لن تنبس ببنت شفه. لامت نفسها كثيرا على رضوخها له , ولكنه السعي وراء لقمة العيش . فكلمة واحدة منه قد تعيدها من حيث أتت وترميها في مزابل الفقر , ثم من سيتكفل بمصاريف ابنها ودراسته!. استغفرت ربها كثيرا . هي مدركة ان الله تواب غفور. ابتسمت قليلا حين تذكرت حرصه على تعلم اللغة الإندونيسية, بينما رفضت هي تعليمه خشية ان يكون وراء هذا الحرص غاية لا تحمد عقباها. لكنه رغم ذلك, كان يأتي لها بكلمات تعلمها ممن تعرف عليهن من خادمات الحي فيقول: (ساياه سووكا كااموو. - أنا أحبك) و (سايانج,, كاموو ماانييس.- حياتي,,إنتِ جميلة).
على عجل , مررت الصفحات , كانت فارغة, فارغة, فارغة, عدا الصفحة الأخيرة, حيث التصقت (صورة 4×6) تظهر فيها فتاة لا تشبهها كثيرا. ملامحها جميلة, صحتها جيدة , وجهها ممتليء , لم تدرك أن الصورة تمثلها هي, إلا حين رأت ما كتب على ظهرها: (روحية رضوان), شعرت بالتعب ,الطريق في الجو طويل , تثائبت ,أغلقت ألبوم الصور, غفت إلى حين.
النهاية
حمد المخيني | |
|
نسمة مصرية عضو سوبر ماسى
الدولة : عدد الرسائل : 718 39 نقاط : 312 تاريخ التسجيل : 13/07/2007
| موضوع: رد: الخَادِمةُ تَعرِفُ كلَّ شَيْءٍ ░ ► الأحد أكتوبر 24, 2010 8:09 pm | |
| الأستاذ حمد كونى أول ماره على عملك فأنا سعيده جدا بذلك لأننى وجدت قصة جميلة و لحظة الطلاق للبطله مؤثره جدا قصه مكتوبة بأسلوب جديد | |
|