| أشواك الحب (دموع وآلام) | |
|
+7شرين مصاروه محمد عبد الغفار صيام محمد أحمد حامد عاطف الجندى عاشقة الشعر خالد ابوالنور الاء عثمان ((بنت مصر)) 11 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: أشواك الحب (دموع وآلام) الأحد أكتوبر 17, 2010 5:40 pm | |
|
هذه القصة من أكثر مااحب من قصصى ، واتمنى ان تنال الاعجاب ، وبالا تنفروا من طولها وتخرجوا ناجين بانفسكم ولا تقرؤها ، كذلك اتمنى ملاحظاتكم عليها بصراحة .
أشـــــواك الــحـــب (دموع وآلام)
ــ كل سنة وأنتِ طيبة . فمالت نهى عليه وطبعت قبلة على خده وهى تتناول هديتها وقالت : ــ وأنت أيضاً ياحبيبي . فابتسم قائلاً : ــ ألاتفتحي هديتك ؟ فأومأت نهى برأسها وهى مبتسمة ، وفتحت هديتها ، فاندهشت وتلألئ بريق الفرحة في عيناها ،ثم ، ضحكت وقالت : ــ ياشقي . فابتسم عمر وقال : ــ هل أعجبك ؟ ــ جداً ، ولكن كيف عرفت شراؤه وحدك ؟ فإتكأ بمرفقه على السرير وقال : ــ كنتِ معي بروحك . فأسندت برأسها على صدره وقالت : ــ من أين اشتريته ؟ ــ لن أقول لكِ . فاقتربت منه بدلال وطبعت قبله صغيرة على خده برفق ، فقال لها مبتسماً : ــ قبلة على خدى فقط لا ترضيني . ففطنت نهى إلى مايرمي إليه ، فهزت كتفيها وهى تقول في تمنع الأطفال : ــ على راحتك ، أنا لن ألح عليك . فابتسم عمر بخبث وكأنه كان منتظر إلحاحها ، ثم قال : ــ فلنطفئ النور ، ثم أقول لكِ كل ماتريديه . فإبتسمت نهى وفعلت ما أراد .
كان هذا اليوم عيد زواجهما الثاني ، فإن عمر ونهى زوجان متحابان ، متفاهمان ، لا تعرف الكراهية بيتهما السعيد طوال سنتان الزواج ، وقبله كان الحب يربطهما ثلاث سنوات ، فكانت بحق الخمس سنوات التى ربطتهما برباط الحب أسعد خمس سنوات في حياتهما ، أو في حياتها هى على وجه الخصوص .
تذكرت نهى هذا اليوم وهى واقفة أمام باب غرفتها ، تستند برأسها الصغير على باب الغرفة ، وتنظر على فراشها ، فقد رأت بعض ذكرياتها على سرير العُرس ، سريرهما الذى سقطت بهما ألواحه أحيانا ، وأحيانا يدخل تحت كلمة كابوس ، فبدت عليها ظلال الحزن ، وإمتلأت عيناها بالدموع ، فصار خديها مجرى لدموعها ، واستسلمت لإحساسها الحزين ، وحاولت يائسة أن تكظم آلامها في قلبها ، ولكن لم يعد بداخله مكان ، فانهارت نهى ، وأخذ صوت بكاؤها يرتفع ، فإن عمر في حياة نهى ليس مجرد رجل كآى رجل ، فإنه هو الحبيب والصديق ،والأخ ، والأب ، وعلاوة على ذلك فهو زوجها ، وها هى السنة الثالثة على زواجهما ، واليوم عيد زواجهما الثالث ، ولكن ... ولكن عمر ليس معها ، ولا يحتفل معها بعيد زواجهما ، لأنه في عمله ولم يعد منه بعد ، ولكن قلبها يعلم أنه ليس في عمله ، فقلبها يقول هذا ، يقول أنه مع إحدى النساء التى خطفته من حضنها ، سلبته منها ، وهو استجاب لهذه الخاطفة ، لهذه المجرمة .
فتتحطم قوتها ويتقطع قلبها إرباً كلما فكرت في هذه الملعونة ، فتقول في نفسها : ـ آه لو تقع في يدي ! لكنت مزقتها تمزيقاً لكنت كسرت رقبتها ، ولكن لماذا هى ؟ لما لا هو ؟ أليس هو من استجاب لها ؟، أليس هو من أحبني ثم خانني ؟
ولكن هو .. هو لا أستطيع أن أمزقه ، لأنى أحبه ، نعم أحبه ، وأضعف أمامه ، فكلما رأيته أتحسر على نفسى ، وتزيدنى الحسرة ضعفاً على ضعفي ، فيتملكني السكوت ، ويتملكني الحزن والإنكسار ، فأين عمر حبيبي ؟ إني آرى أمامي شبيه عمر ، يشبهه تماماً في شكله ، ويختلف عنه تماماً في طبعه ، ولكنى لا أملك سوى أن أحبه ، فلو كانت مشاعرى بيدي ، لو كانت أحاسيسي ملك يدي لغيرتها ، ولقسوت عليه ، ولكن ... ولكنى لا أريد ان أظلمه ، لا أريد الإفتراء عليه ، ربما تكون كلها ظنون وأوهام ، وياليتها كذلك ، آه لو أملك دليل خيانته ، أهٍ من الشك الذى يعذبني ، آهٍ من الآلم الذى يجتاح صدرى ، آهٍ من الحزن الذى استحوذ على قلبي ، آهٍ منك ياحبيبي .
وإنخرطت نهى في بكاؤها ، والدموع تبلل وجهها كله ، فكل عبرة تنزل من مقلتيها على خديها وكأنها ناراً تحرقه ، فتزيد من لهيب قلبها ، وتجعله مرجلاً يغلي بالصراع . وقتها فاقت نهى على صوت دقات الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، فدخلت الحمام وغسلت وجهها من دموعه ، فألقت نظرة على قميصها المعلق على الشماعة ، فاتجهت نحوه ، وأخذت تتفحصه بألم ، ذلك هو القميص الذى اشتراه عمر لها في عيد زواجهما الماضي فأغمضت عينيها ، ودست أنفها فيه ، فاستنشقت فيه رائحة يوماً سعيداً ، أعدته من أسعد أيام حياتها ، ثم تناولته من على الشماعة ودخلت غرفتها لترتديه وتنتظر عودته .
فتح عمر باب الشقة ودخل ، فاستقبلته نهى بإبتسامة حاولت أن تخفي فيها أوجاعها ، فألقى عليها تحية المساء في جفاف ، وإتجه نحو غرفة نومه ، فلحقت به نهى وهى تقول : ــ وحشتني بشدة . فنظر لها دون أن ينطق ، وأدار وجهه وهو يخلع جاكتته ، فاقتربت منه ، وتناولت الجاكتة لتعقلها وهى تقول في رجاء : ــ لماذا تـأخرت علىّ هكذا ؟ أنسيت أن اليوم عيد زواجنا ؟ . ــ كل سنة وأنتِ طيبة . قالها في إهمال دون أن يبدي أى إهتمام . فاستدارت ووقفت أمامه ، وأخذت تساعده على فك رابطة عنقه ، وهى تقول في دلال : ــ أتذكر عيد زواجنا الماضي ؟ ــ نعم اتذكر . ــ واتذكر هذا القميص ؟ ــ ماذا عنه ؟ فقالت في همسة عتاب : ــ أنسيت أنك إشتريته لي في عيدنا الماضى ؟ ــ لا لم أنسى . فقالت وهى تضع كفيها على صدره بحنان وتستعطفه : ــ ماذا بك ياحبيبي ؟ فقال وهو يرفع كفيها ويبتعد عنها : ــ لا شئ لا تشغلي بالك . ــ أتكتم عني همومك ؟ ــ ليست هموم ، وإنما مشاغل العمل . ــ هل كلامي معك يضايقك ؟ ــ لماذا تسألين ؟ ــ آراك تختصر معي الحوار دائماً . فجلس على حافة السرير بعد أن أتم ارتداء ثيابه وقال : ــ إنني مرهق وأريد أن أنام . ــ وأنا أحاول أن أخفف عنك تعبك . ــ لم أطلب منكِ شئ . فجلست بجواره ، وقالت وهى خافضة بصرها نحو الأرض وقالت : ــ لماذا هذه المعاملة الجافة ؟ ثم نظرت له بعطف واستطردت قائلة : ــ ألست حبيبتك ، ألست زوجتك ، لك شهور وأيام وأنت تعاملني بخفة وقلة إحتفال ، ماذا بك ؟ لماذ تغيرت علىّ ياعمر ؟ فظل صامتاً برهة ، ثم نظر لها بغضب وقال بلهجة شديدة : ــ لماذ تشاكسيني ؟ ألأني سكت وفتحت لكِ مجالاً للحديث ؟ اعلمي أني لا اريد أن أغضبك فقط لأن اليوم كما قلتي عيد زواجنا ، فلتقفي عند هذا الحد ، حتى الكلام لا يحتد .
ثم استدار ونام ودس جسده تحت الغطاء وتركها لحالها تعاني قسوته . فنهضت من جانبه ، وأطفأت عليه النور ، وأخذت تتفقد الغرفة من حولها ، بحالة خضوع ، فأخذت تفكر فيما يمكنها أن تفعله ، فلا هناك شيئاً تفعله ، فماذا تفعل بعد أن ثار عليها وأغضبها ، فأخذت تنظر له بعد أن غط في شخيره وكأن له أسبوع لم ينم ، فعضت على شفاها وتنهدت بضيق ، والتفتت لتخرج فأبصرت صورتها في المرآه ، فوقفت تتفرس وجهها الذى بدا عليه الآسى ، وهي تمرر بأصابعها عليه . لم تكن نهى بديعة الجمال ، ولكنها متناسقة الشكل ، بشرتها قمحية تميل إلي البياض ، وخديها نضران يميلان إلي الإحمرار ، إلا أن الحزن قد بدد نضرتهما ، وشفتاها كحب الكريز ، وإبتسامتها صافية عذبة ، لكنها شربت طعم المرارة فأصبحت إبتسامة باهتة تخبر عن نفس ذائبة في كأس من الحرمان ، أما عيناها فهى حقاً سر جاذبيتها ، عينان سودتان واسعتان كحيلتان ، وبرغم ظهور ظلال سوداء تحت جفنيها ، إلا أنهما مازالتا يحملان شيئاً من الجمال ، وشعرها الأسود ينسدل حتى كتفيها كأسلاك الحرير .
وكانت متوسطة الطول ،ورفيعة قليلاً ، لا تمتلك من الجسد الأنثوى والإغراء قدر ما تمتكله من الحنان والرقة ، فإنها بحق مستودع الحنان ، فكل شئ فيها يدل على ذلك ، عيناها ، شفتاها ، ابتسامتها ، صوتها ، اسلوبها ، حركاتها ، طلتها ، كل شئ فيها.
وطالت وقفتها أمام المرآه وهى في سهو وسرحان عميق ، تتزاحم الأفكار في رأسها ، ثم تتطاير كأوراق تناثرت في الهواء ، فتعود لتفكر في لاشئ ، ثم أخذت نفساً ، وتنهدت الحرمان ، وعادت تنظر ثانياً في المرآه ، فعسكت المرآه صورة جاكتة عمر ، وهى معلقة على الشماعة ، فاستدارت وتحركت نحوها ، وحملتها على مرفقها ، لتذهب بها للغسل ، ولكنها كالعادة تفتش في جيوبها ، لعل هناك ورقاً أو مالاً ، فدست كفها في جيب الجاكتة ، فتحسست شيئاً غريباً ناعم الملمس ، فوقفت مكانها ، وجف حلقها ، فابتلعت ريقها ، إنها تعرف هذا الملمس الحريري جيداً ، ولكن هل يمكن أن يكون هذا صحيح ؟ ولم تنتظر رداً على هذا السؤال الذى دار بفكرها ، فأخرجته فوجدته مثلما توقعت ، وكما أحست ، سروال حريمى لا تعرف من صاحبته ، فأخذت تنظر له وتبحلق مدهوشة ، وقلبها يخفق وصدرها يعلو ويهبط ، ولكنها لم تبكى ، ولم تدمع عينها ، فلقد جفت الدموع في جفونها ، ثم ذهبت ببصرها نحو زوجها النائم الذى لا يبالى شيئاً ، فشعرت بالذل ينساب إلى قلبها ليحطم كبريائها ، فهمس هامس بداخلها يقول : ــ كنتِ تنتظرى الدليل ، وها هو قد أتى لكِ كما تريدي ، إنه بين يديك فماذا تنتظري ، إذهبي وأيقظيه ، وإسأليه فليكن هو الآن السجين على كرسى الإعتراف ، وأنتِ القاضى والحاكم ، وليكن ما يكون .
وهرولت نهى نحوه بخطوتين ، ثم توقفت وأخذت توازن بينها وبين نفسها فيما يمكن أن يقوله ، ومايمكن أن يحدث ، فهل يمكن أن يعترف لها ، فإن الكذب المزين أفضل في هذه الحالة من الصدق الذى ينزل بالخراب ، فهو لن يعترف ، وربما يتطاول ... ولكن هل يمكن للسجين أن يمر من بين القضبان ؟ لا . لا يمكن فسؤاجهه . ومدت يدها لتوقظه بسرعة ، فوجدت يدها تعلقت في الهواء ، وتوقفت عن الحركة فشعرت بالعجز التام ، فهى لا تحتمل رهبة هذا الموقف ، إنها تعرف أنها أضعف من أن تواجهه ، فإن المواجهة تعنى ...
وهنا تراجعت نهى ، وإنفجرت الدموع الحبيسة من عيناها ، وبكت بمرارة ، وكتمت صوت أنفاسها حتى لا يشعر بها ، وعادت لتضع ماوجدته مكانه ، وخرجت من الغرفة ، وقررت أن تعيش معه هكذا في صمت ، على الأقل هذه الفترة حتى يمر وقت معقول تستطيع أن تجمع قواها فيه . **************************** ــ ماالذى فعلتيه هذا ياهانم ؟ هكذا قال عمر لشاهى ، فدنت منه شاهى وقالت وهى تتحس صدره بكفيها : ــ ماذا فعلت ياحبيبي ؟ ــ ألا تعرفي ماذا فعلتى ؟ تريدي خراب بيتي ، ثم تقولى ماذا فعلت ؟ فاندهشت شاهى وهى تبتسم وقالت : ــ أنا ! كيف ؟ ولماذا ياعمر وأنت تعرف أن كل همى رضاك ؟ فأخرج مابجيبه ورفعه بيده وقال بإنفعال : ــ أنظرى . ألا تعرفي هذا ؟ ألم تدسيه في جيبي ؟ فنظرت لما في يده ، وبدت عليها معالم الدهشة المزيفة وهى تشهق ، وقالت بثقة الصادقين وهى كاذبة : ــ أنا .. ؟ أنا لم أدسه ، ولماذا أدسه ؟ وإنما أكيد دخل في جيبك بمحض الصدفة . فأدار بوجهه عنها وقال بنوع من الغضب : ــ آى صدفة هذه التى أدخلته جيبي ؟ ثم إلتفت لها واستطرد كلامه مهدداً وهو يشير بسبابته نحوها : ــ اعلمى أني لن أسمح لكِ بذلك ، فكل من عرفتهن قبلك لم يتجرأن على أن يحدثن خلاف بيني وبين زوجتي .
فقالت بسخرية وإبتسامة هازئة ترف على شفتيها : ــ وهل عندك شك بأني قادرة على ذلك . فجن جنونه ، وإتسعت حدقة عيناه وقال، ــ شاهى ، لن أسمح لكِ بذلك ، وقتها سأعلن نهايتك . فقالت بداخلها في سخرية أنك أبله ، فمن يوم أن عرفتك جعلتك تتغير عليها ، ثم أدارت وجهها عنه وقالت له : ــ أتخاف منها لهذه الدرجة ؟ إذن فلماذا تعرف غيرها ، وتعرض نفسك للخطر ؟ خطر المدام . فكتم غيظه عنها وهو يطحن أسنانه السفلى بالعليا وقال : ــ شاهى أنا لا أخاف منها ، ولا من أحد ، وإلزمى حدودك ، ولا تدسى الدسائس لنا . فخضعت شاهى بذكائها والفتت له وقالت بهدوء : ــ أنا أعلم أنك تحاول الحفاظ على بيتك ، ولكن لا تكن قاسي علىّ هكذا ، فأنا أيضا أحاول الحفاظ عليك .ثم مالت برأسها على صدره وإلتزمت الصمت . فرق عمر لها وقال: ــ آسف ياشاهى ، لا تغضبي مني وأعذريني فكم كان إحساس قاسي عندما وجدت هذا الشئ بداخل جيبي وتخيلت ما يمكن أن يحدث لو كانت رآته . فجذبته شاهى بدلال ليجلس بجوارها على الفراش وهى تقول بدلال : ــ أتحبها ؟ ثم إنشغلت عنه لتشعل لفافة تبغ ، وهو يراقبها بإرتباك من وقع سؤالها عليه ، ثم إستدارت له ، وهى تنفث الدخان في الهواء ،ثم غرزت (السيجارة) بين شفتيه ، فزاد قلقه ، وطاف بخياله أنه إذا كان الجواب بنعم فسوف تنهال عليه الاسئلة والغضب ، وإذا كان بلا فستنزل عليه معالم الدهشة والعجب ، واخيراً قال محاولا أن يغلق الموضوع : ــ إنها زوجتى برغم كل شئ . فقالت بعد جلست بين رجليه ، وأسندت رأسها على صدره : ــ وأنا ... ألا تحبني ؟ فطوقها بذراعيه ، وقال ورائحة التبغ تنبعث من فمه : ــ أنتِ كل شئ . فضحكت شاهى محاولة تصديق كذبه ، أوتكذيب صدقه وقالت : ــ إذن فماذا لى ؟ ــ كل ما تأمرين . ثم أخذ نفساً عميقاً من السيجارة وكأنه يتأهب ليطفئها ، فبلغت السيجارة غاية التوهج ، فقال مداعباً لها وهو يمرر بأصابعه على وجهها : ــ أرايتي السيجارة كيف توهجت تماما مثل جسدى ؟ فقهقهت شاهى ، وصدرت ضحكاتها الخليعة لتهز الجدران وهى تقول : ــ والآن ستحرقني .
**************************************** ــ ماذا بكي يانهى ؟ منذ أن أتيت وأنتِ لا تكشفى عن أسنانك إلا القليل ، في ماذا هذا السهو والسرحان ؟ ومن ماذا هذا الضيق والإستسلام ؟ فنظرت لها نهى ، وألقت في وجهها بابتسامة فاترة وقالت : ــ لماذا لاحظتى هذا ؟ فأنا كما أنا بشحمى ولحمى ، ولم يتغير فيّ شئ . ــ ولكن لونك تغير ، وإحساسك تغير ، لم آرى فيكى نهى التى تحب المرح ، فأين نهى التى تحب المرح والضحك وحب الحياة . فرنت نهى إليها رنوة طويلة ، كأنها تذكرت شيئاً ثم قالت وهى تبلع ريقها : ــ نهى التى تحب المرح والحياة إندثرت من قسوة عمر أخيكى . فتنفست إيناس الصعداء عندما سمعت هذا القول الذى ينم عن حزن عميق وقالت في لهفة : ـ أخى ، ماذا حدث بينك وبين عمر ، يجعلك بهذا الشكل ؟ فسالت دموع نهى على وجهها دون إرادتها ، وظلت صامتة وهى تحاول أن تجفف دموعها في خوف . فلما رأت إيناس هذا ، رقت لحالها ، فقامت وجلست بجوارها ، وضمتها لصدرها وهى تمسح على ظهرها وتقول : ــ ماذا بكى يانهى ؟ ماذا حدث ؟ أخبريني أخرجى كل مابقلبك .
******************************************* دخل عمر إحدى الكافيتريات ، وظل منتظراً يقلب بصره مابين عقارب الساعة ، وبين القادمين ولا يراها ، فالميعاد الساعة الخامسة ، والآن الخامسة وخمسة عشر دقيقة ولم تأتى فتململ في جلسته ، وضاق بالمكان ،إنه لا يحب الانتظار ، لأنه لا يحب أن يكون نهباً لأفكاره ، فقد تطلع على الجريدة ، وشرب قهوته وحفظ وجوه الجالسين ، ثم أخرج هاتفه وطلب عدة أرقام خاصة بالعمل ، وعاد ليصمت وحده ، فنظر في ساعته وجدها الخامسة ونصف ، فرفع رأسه ضائقاً بالمكان ، فابصر إيناس أخته تقترب منه ، فقام يحييها معاتباً : ــ إيناس ، نصف ساعة تأخير ، أنتِ تعرفي أنى أكره الأنتظار ، ثم أني مرتبط بمواعيد . ــ آسفة ياعمر ولكنى إن كنت وجدتك في بيتك ماكنت طلبت الآن مقابلتك . فقال بإهتمام : ــ إذن فالأمر مهم ، أخبريني خير . فرنت له طويلا ثم قالت : ــ هل مازلت تحب زوجتك ياعمر . فابتسم عمر مدهوشاً وقال : ــ ولماذا تسألين ؟ ــ نهى حالتها النفسية سيئة وكل يوم تزداد سوءاً . ــ نهى ؟ من ماذا ؟ ــ منك ، نهى لا تجدك ، إنها تفتقدك ، تفتقد إحساسك بحبها ، تتألم وتتوجع ، وتتحطم من قسوتك عليها ، ومع ذلك فهى تتحمل آلامها وحدها ، تأمل في أن تعود لها ، فمن أخذتك منها ياعمر ؟ فإرتبك عمر وقال متسرعاً : ــ هل عرفت شيئاً ؟ فنظرت له إيناس ثم أغمضت عيناها وقالت : ــ لا .. لم تعرف شيئاَ ، ولكنها تحس بشيئاً . فاعتدل في جلسته ووضع ساقاً على ساق وقال : ــ إنها كلها ظنون وتخاريف نساء ، سيطرت عليها هواجسها بسبب الفراغ والروتين اليومى ، أما أنا ، كما أنا . ــ إنها تعيش فراغ لأنك تتركها معظم الوقت ، ولا تشعر بها ،ولا باحتياجاتها ، إنها تحتاج وجودك معها ، تحتاج أن تكون لها وحدها ، ألم تسأل نفسك يوم لما تصبر عليك ، وعلى حماقاتك ، طوال هذه الفترة ؟ عمر أنا اختك الكبيرة ، فتأكد أنى أريد مصلحتك ، راجع نفسك ياعمر ، فكر في نهى ، إنها تحبك حباً جماً ، وتحافظ عليك ، وهل هذا يكون جزاؤها ؟ إتقى الله ياعمر فيها ، فإن لك أخوات ، وغداً سيكون عندك بنات ، وإن لم تستوعب هذا الآن ، فستفهم حين تندم ، وأعلم أن الله عالم ومطلع ويمهل ولا يهمل .
*************************** كان جسمه الطويل العريض يزحم الفراش ، وكانت منكمشة مكسورة ، فقررت أن تستسلم له ، فتعلقت برقبته ، وأغمضت عيناها ، فلم تعد تشعر به ، ولم تعد تحس بشئ ، إنقطع فيها الشعور تقريباً ، فلا تشعر سوى أنها تحمل شيئاً ثقيلاً يكتم أنفاسها .
ولم يطل الوقت حتى قفز عمر فجأةً من فراشه ، وهو يصيح فيها قائلاً بلهجة شديدة : ــ هذا لايمكن ، هذا لا يطاق ، ماذا بكِ ؟ ماهذا الإستسلام والبرود ؟ إنني وكاني أحرك صنماً أصم ، أو جثة هامدة مغمضة العين ، هذا لا يمكن ، فأين مشاعرك ، وأين حقوقى عليكِ ؟ مابالك لا تشعرى بي .
والتقط عمر لفافة تبغ ، ووضعها بين شفتيه وأشعلها ، ثم القى بباقى العلبة في عرض الحائط وهو حانقاً ، ينفث الدخان في غضب ، ويتنقل بين طرقات الغرفة ، فتملكته ثورة عارمة ، وقسوة عنيفة ، يسكت حيناً ثم يعود ليصيح فيها ، كان بداخله يحاول أن يثبت لها ولنفسه أنه غير مقصر كما قالت إيناس ، وإنما هى ، وهذا هو الدليل .
أما هى فلا حول لها ولا قوة ، لا تتكلم ، ولا تنطق ، كانت في هذه اللحظة مثل الآسيرة ، في نفسها خوف شديد ، تشعر بالذل والإنكسار ، جالسة عارية في وضع القرفصاء ، فلقد أنساها مابداخلها من صراع وألم أن تنتبه لجسدها العارى ، تغطى وجهها بذراعيها ومن تحتهما تتسرب نظراتها لزوجها في آسى ، ودموعها تنهمر في صمت ، وهو يغدو ويروح في غضب ، ويتكلم ويصيح ، وهى لا ترد ، ولا تخرج صوتاً ، فلقد ملئ صوت صراخها أذانها ، فتقول بداخلها : ــ إنك لا تعرف شيئاً ، إنك لا تعرف أنى اعرف شيئاً ، لو كنت تعرف لكنت التمست لي عذراً ، حرام عليك ، ذبح الميت حرام . حرام ...
وهو ينظر لها ولدموعها باستخفاف ، شعر انه انتصر ، وأنها مقصرة ، فاستغل ضعفها ، وسكوتها في إحراز إنتصارته ، فثار عليها وإقترب منها وهزها في كتفها ، وهو يشد الغطاء عليها ويقول : ــ انطقى قولى شيئاً ، قولى أين نهى ، لم تعدى نهى ، لم تعدى تهتمى بي ولا بشأني ، تكلمى ، أخبريني أين أنا في حياتك ؟ فقامت ترتدي ثيابها في صمت ، وهى تنظر له ، وبداخلها شعور بالميل إلى القتال ، فقد تحملت كثيراً ، وبكت كثيراً ، وتألمت كثيراً ، وصمتت طويلا ، فما بقى لها غير أن تتكلم ، غير أن تصرخ ، غير أن تدافع عن نفسها فقالت بحدة : ــ عمر . فنظر لها مدهوشاً ، وإهتز بداخله شيئاً ، أحس أنها تهدد ولا تلتمس ، فقالت له : ــ كفاك ظلماً ، كفاك ، تتحدث عن حقوقك ، وأنا أين حقوقى عليك ؟ أين واجبك نحوى ؟ إسأل نفسك ستجد أنك مقصر تقصيراً كبيراً ، وأنا تعبت وضقت بك ، لم أعد أحتمل كل هذا الظلم . ــ أنا مقصر؟ ماهذا الهراء ؟ فاليوم خير دليل على تقصيرك أنتِ ، أنتِ . فصاحت به وقالت : ــ ليس هراء ، وإنما حقيقة تبدو واضحة أمامك كقرص الشمس ، وأنت من يحاول الهروب منها ، فتضع كفيك على عيناك أو تلبس نظارة سوداء ، فأنت ضعيف ، ضعيف ، فكيف لى أن أعطيك حقوقك ، وأنا لم أنل شئ من حقوقى ، كيف لى أن أتجاوب معك وأنا لا أشعر بالأمان معك ، لا أشعر بالحنان ولا الإحتواء . والتفتت وهى تلوح بيدها ثم استطردت كلامها قائلة : ــ كيف تكون زوجى الذى أحتمى به ، وأجد نفسى أفر منه ، ياللعجب إن زوجى من اطمئن له ، هو من أخاف منه ، إن زوجى الذى آمنته على نفسى هو من يهين كرامتي ، كيف ياعمر ؟ كيف ؟
وهنا انهارت قوتها ، وهرب الكلام منها ، وفاضت دموعها ، وارتعش جسدها ، فارتمت على سريرها باكية تدفن وجهها بين كفيها . فنظر لها عمر ملياً ثم تركها وخرج من الغرفة .
ومر الوقت ثقيلاً مملاً ، فضاقت به نهى ، لأنها لا تحب أن تستنشق أنفاس عمر غاضبة ، فلم تطق أن يكونا ببيت واحد وهو بعيداً عنها وغاضب منها ، وقررت أن تراضيه برغم كل شئ ، فأقبلت عليه ، فوجدته جالساً على كرسي مطرقاً مهموماً ، وعندما أحس بوجودها اخذ ينظر لها دون ان ينطق ، وهى صامتة لا تجد ماتقوله ، ولكنها اقتربت منه بخطوات ثقيلة وهو يتابعها بصمت حتى جلست بين قدميه بخشوع ، و نظرت له والدموع تملأ عيناها ، وقالت وهى تمصمص شفتيها : ــ أنا أسفة . فأخذ عمر يتأملها وهى جاثية عند قدميه ، ثم مسح دموعها بأطراف أصابعه ، فأحست في أعماقها براحة ، وكأنه مخدر انتشر في جسدها ، وسيطر على حواسها ، فأسبلت جفونها ، وأسندت رأسها على رجله في إستسلام ، وهو يتحسس شعرها بكفه في مودة ورضا ، فقالت بصوت منخفض : ــ عمر . ــ نعم. ــ أحبك . فلم يرد ، ولا يعرف لماذا ، فقالت غير مبالية بصمته : ــ أريد أن أنفرد بك ، فلنبعد سوياً عن كل شئ ، ولنرحل إلى عالمنا القديم أنا وأنت فقط ، عالم الحب والإطمئنان ، ونعود لأيام زمان . فلم يرد أيضاً فعادت لتقول : ــ مارأيك في أن نسافر ، نسافربعيداً أنا وأنت حتى تهدأ أعصابنا ، نسافر لأى مكان ولتكن الغردقة لنتذكر أيام شهر العسل . فقال بحدة وبصوت أجش وكأن إقتراحها لم يعجبه : ـ كيف أترك العمل وأسافر ؟ وأتركه لمن ؟ إنها مسئولية . فنظرت تعاتبه بعيناها التى وضعت فيها كل معانى الحنان : ــ عمر ، أسبوع واحد فقط لن يؤثر على العمل في شئ . فنهض عمر غاضباً وقال: ــ لن أترك عملى لأحد يخربه ، افهمى إنها مسؤلية وأنا أدرى الناس بها . ــ عمر أنا اقول هذا من أجلنا . ــ لا إنما تقولين هذا من أجلك لا من اجلى ، فأنا عملى أهم من آى شئ ، فلن نسافر لآى مكان ، مفهوم .
فلم ترد نهى عليه واكتفت بالصمت ، فتركها وذهب يتمتم بكلام كثير بعضه مفهوم وبعضه غير واضح ، وارتدى ملابسه مسرعاً ، وإتجه نحو الباب وخرج وأغلقه خلفه بشدة كادت أن تخلعه من مكانه .
فضاقت بها نفسها ، وأشتد خوفها ، وبلغ قلبها حنجرتها ، فضمت ذراعيها أمام صدرها ، وجلست في بطء على الأرض ودموعها تنهمر في صمت ، وهى تحاول أن تلتقط أنفاسها ، وتكف عن البكاء وتصمد ، لكنها لا تعرف ، فإنها تبكي ، فليس لديها سوى البكاء ، ولا أمامها غيره ، ولا سبيل لديها سواه ، فإنها ضعيفة ، ضعيفة أمامه ، وتحبه ، تحبه برغم قسوته عليها ، وعنفه معها . وليس لديها سوى أن تحبه ، لأنه حبيبها قبل أن يكون زوجها الذى ليس عندها غيره ، يجرحها وتبكى في حضنه ، فيعطيها الشقاء ، وتعطيه الراحة والحب ، يعطيها الآلم ، وتمنحه الدفئ ، يعاملها بقسوة وتعامله بعطف ، يبكيها وتضحكه ، يحزنها وتسعده ، فليس لها سواه ، ولا في قلبها إياه ، فتضعف أمام قسوته وتنسى نفسها في قبلته الهوجاء ، وتسلم له نفسها برغم وحشيته ، وتتوسل له بألا يقسو عليها ، وتتوسل له بالا يقسو على قلبها ، فشكواها منه له ، وبكاؤها منه له ، فيرفق على حالها حين ، ويضمها لصدره ، فتظن أن الحياة ابتسمت لها ، ولكنه سرعان ماينسى دفئ حنانها ، ويعود إلى جشعه ، ويحن لوحشيته ، فتتألم كثيراً ، وتحيا تنتظر اليوم الذى يحن قلبه لها ، ويحضنها بدفئ بين اضلعه ، ويمسح بكفه على رأسها ، ويدس أنامه داخل شعرها ، ويغمض عيناه ، وتغمض عيناها ، ويتناسى الوجود للحظات ، فهذه اللحظات ستكون أسعد لحظات حياتها . وهذا كل ماتتمناه ، فما اروعه إذا أحس به وفعله .
هذه هى حياتها معه طوال شهور اقتربت أن تكون سنة منذ أن عرف شاهى ، ومنذ أن بدأت تشك في خيانته . وهى على كل هذا تأمل في أن يعود لها ، فلقد خلق الله فيها قوة وطاقة من التحمل والصبر لا مثيل لها ، وإن كانت ترى نفسها ضعيفة أمامه ، إلا أنها في الحقيقة قوية ، فضعفها ماهو إلا قوة ، وحنانها ماهو إلا قوة ، قوة حبها له ، وقوة عطاءها له ، وقوة صبرها عليه .
وفي اليوم التالى استيقظت نهى من النوم فوجدت نفسها نائمة على فراشها وعمر بجوارها ولا تذكر شيئاً عن أمس سوى أنها كانت تنتظر عمر ، فاعتدلت في جلستها على السرير وهى تتململ وتنظر لعمر نظرة خالية من آى شئ ، ثم قامت من مكانها فوقعت عيناها على المرآه فأبصرت ورقتان ملصوقتان عليها ، فأسرعت نحوها تتفقد الأمر ، وتناولتهما ، وابتسمت وأشرق وجهها لما عرفت أنهما تذكرتان سفر للغردقة ، فلوت شفاها السفى وعضت عليها وهى في غاية السعادة ، وأسرعت إلى عمر ، وطبعت على خده قبلة حارة وقالت له في همس : ــ ألم اقل لك أنى احبك . فشعر بها عمر وبقبلتها ، فسرى بداخله إنتعاش وبهجة ، لكنه تظاهر بالنوم ، وبأنه لا يشعر بشئ . *****************************
سافر الزوجان في رحلتهما غلى الغردقة ، ونزلا بالفندق الذى قضيا فيه شهر العسل ، ليستعيدا بعض ذكرياته ، فكانت نهى تشعر بسعادة وحيرة وقلق في الوقت ذاته ، أما عمر لم يكن يبالى شيئاً ربما سعيداً وربما يتظاهر بالسعادة ، وهذا ما كان يخيف نهى .
ولكن على كل حال حاولت نهى أن تنحى مابداخلها من حيرة جانياً ، ولم تضع وقتاً طويلاً في قلقها ، فأعلنت الإستمتاع بوقتها مع زوجها ، فأطلت من نافذة غرفتها ، فرآت الشمس تلهث وراء أفق المغيب ، وقد صارت مثل صفار بيضة ضخمة لطائر أسطورى ، وضعت على طوة السماء ، فأخذت نفساً عميقاً ، فكم هى متعطشة لمثل هذا المنظر ، فذهبت لعمر وتوددت له على أن ينزلا يمشطان أقدامهما على شاطئ البحر .
فاستجاب عمر ونزلا معاً لشاطئ البحر يمتعا عيناهما بجمال المنظر البديع ، إلا أن الصمت كان يتغلب عليهما ، فهو يشعر بالحيرة ، في ماذا يتكلم ، فله الكثير لم يتكلم معها ، أما هى أحست بغربة شديدة في سكوت زوجها ، وأعجزها صمته عن الكلام ، فظلت تفكر فيما ستقوله للتتجاذب معه أطراف الحديث ، ثم التقتط أنفاسها ، واكتفت بالنظر له ، ظلت تتابعه في صمت ورضا ، وسارت بجانبه ، فإذا بكفيهما يلتقيا ببعضهما دون أن يدبر أحد لهذا ، وأخذت خطواتهما تتباطء ، ثم جالت بخاطرها فكرة ، فتركت كفه ، وانحنت نحو المياة الصافية ، وملأت كفها بها ، والقت بها عليه وكررتها مسرعة وهى تضحك في سعادة ومرح ، فضحك عمر وقهقه وهو يغطى وجهه بذراعه ، ثم راح يفعل مثلها ، ولكنها لم تتراجع ، فلم يجد مفر ، فلف ذراعيه حول وسطها ورفعها وأصوات ضحكاتها تتعالى وهى تحاول أن تخلص نفسها منه ، حتى ألقى بها في المياه وقفز خلفها وهو يصيح .
كان عمر في هذه اللحظة كالطفل الوديع ، فقد نسى كل شئ ، وعاودهما الحنين لذكرياتهما ، فأخذ يمرح مع زوجته في الماء والفرحة تغمر قلبهما ، والسعادة تسرى في شراينهما .
وفي المساء جاء العشاء شهياً ، فأخذا يتناولاه بسعادة ، وصوت الموسيقى يتهادى إلى أذانهما ، فانسجمت نهى معها وقلبها يتراقص على أنغامها نابضاً بالفرحة ، فقط لأن عمر معها ، ولذ لها الطعام لأن عمر معها ، وطابت لها الدنيا ، وتلاشت هواجسها ، وزالت آلامها ، وانتعش الأمل بداخلها ، كل هذا لأن عمر معها ، وبجانبها .
وانتهيا من طعامهما والعيون تتحدث للعيون ، والقلب يشعر بالقلب ، والحنين يهفو ، والإشتياق يهمس ، فابتسمت له نهى إبتسامة عريضة فرسمت ابتسامتها غمازتين على جانبي شفتيها ، فزادتا من إشرقها ، وقامت من مكانها وأخذت يد عمر وسحبته وذهبت به ليجلسا بعيداً عن جو الطعام ، فجلس عمر وجلست بجانبه ، ومالت برأسها على صدره فلف ذراعه حول كتفها ، وضمها برفق وهو سرحان ، لا يشعر كيف يفعل هذا ، ولكنه استسلم لهذا المخدر اللذيذ الذى انتشر في جسده ، وأخذ يفكر فيما قالته شاهى له عن السفر ، وكيف شجعته على أن يسافر مع نهى ، قائلة له أنه سيكون في صالحه ، وأنه يستطيع هكذا أن يرضيها فلا تشك فيه ، وشعر الآن أن كلام شاهى صحيحاً ، فالآن نهى بين أحضانه مستسلمة لا تشك في شئ .
فدبت راحة عميقة في روحه ، فراح يسند رأسه على رأسها في رضا وهما يتجاذبا الحديث اللين ، لكنه مالبث أن أبصر شيئاً أزعجه ، فانتفض ذعراً ، وأبعد نهى عن صدره فجأة ، فإنزعجت نهى ونظرت له وجدته يحملق في إحدى النساء جالسة بعيداً ، وعندما سألته ، ارتبك وهو يبلع ريقه في خوف ، واتسعت حدقة عيناه وهو يقول : ــ آسف أشعر بضيق تنفس .
فأسرعت له بكوب من الماء وهى تنظر لهذه المرأة الجريئة التى تنظر لزوجها وهى تبتسم ولا تبالى شيئاً ، فأخذها وسواسها بعيداً ، ولكنها تماسكت ، أما عمر أخذ يرشف قليلاً من الماء وهو يرتجف فزعاً وعيناه معلقتان بهذه السيدة ، وفجأة دق جرس هاتفه المحمول فارتبك ، ونظراته تتسرب من تحت جفونه لنهى ، ولم يجيب على الهاتف ، فنظرت نهى لهذه المرأة فوجدت الهاتف على أذنها ولم تتكلم ، ودق جرس هاتفه ثانياً ، فذهبت نهى ببصرها لهذه المرأة ثانياً فوجدتها قادمة نحوهما وابتسامة ساخرة ترف على شفتيها وعينان جريئتان تحدقان بنهى ، فقام عمر من مكانه سريعا وجذب نهى من ذراعها لتتحرك معه وتمشى فتمزق قلب نهى ، وأخذ صدرها يعلو ويهبط وجف حلقها ، ففتحت فمها ، لعلها تلتقط أنفاسها ، و ضاقت بها الدنيا ، فسالت دموعها على خدها ، وقامت من مكانها ،عندما وصلت شاهى إليهما وجذبت عمر من ذراعه ، فدارت بها الدنيا ، ولم تسمع آى شئ قالته شاهى ، فهرولت صاعدة إلى غرفتها .
أما عمر فكان غير مدرك ما يحدث ، غير مدرك كيف يتصرف ، فقال لشاهى بغضب وهو يجز على أسنانه : ــ ماذا أتى بكِ إلى هنا ؟ لماذا ؟ خربتي بيتي . فقالت ببرود وهدوء ، ولم يرتجف لها رمشاً : ــ أترضى أن أرسم لك الخطة ، ولا أشرف عليها بنفسى ؟ فتوتر عمر وهربت الكلمات من لسانه وارتجف جسده فلم يشعر سوى بيده ترتفع وتهوى على وجهها وهو يقول : ــ حقيرة ، حقيرة . وتركها ليلحق بنهى .
دخل عمر على نهى وجدها جالسة منهارة ، تدفن وجهها بكفيها ، وتبكى بكاءاً مريراً ، فتقدم نحوها بخطوات بطيئة ثقيلة ، فنظرت له في آسى والدموع تتساقط على وجهها وتغسله ، وقالت بصوت متهدج ، البكاء يقطعه تقطيعاً : ــ حرام عليك ، حرام عليك ، ماذا فعلت فيك لتفعل بي هذا ؟ حرام عليك ، أهذا جزائي ؟ لماذا ياعمر ؟ لماذا ؟ فأحس عمر بالعجز ، فجلس بجانبها خاضعاً ، ووضع يده على كتفها وهو يحرك شفتاه دون كلام . فهبت نهى واقفة وقالت وهى تحضن الهواء بذراعيها : ــ أبعد يدك عنى ، فأنت قذر ، أنت ملوث ، أنت ملوث . فوقف وقال ، ــ نهى ماذا فعلت لكل هذا ؟ إهدأي قليلاً ، إهدأي أرجوكِ . ــ لقد تحملت كثيراً ، وصبرت عليك كثيراً ، طاقتى معك فاقت الحد ، ألم تسال نفسك لماذا ؟ فقال عمر محاولا أن يجد مبرراً : ــ نهى .. إنها مجرد نزوة عابرة وانتهت صدقيني . فقالت متعجبة متألمة : ــ بهذه البساطة ، بهذه السهولة ، من أعطاك الحق في ذلك ؟ فقال بحدة ليسكتها ، ليخرج من هذا المأزق ويعلق أخطاؤه عليها ، لعلها تتراجع : ــ أنتِ السبب ، نعم أنتِ المخطئة ، فقد أهملتيني كثيراً ، ونسيتي واجباتى عليكِ . ففتحت فمها ، واتسعت حدقة عيناها ، وهى غير مصدقة ما تسمع وقالت :
ــ أنا ..؟! أنا لم أهلمك ابداً أثناء قسوتك ، فكيف لى أن اهملك أيام حنانك ، وكيف لي أن أفعل هذا ؟ لكن ... لكن معك حق ، فأنا مخطئة ، أخطات حين تحمتلك ، حين أحببتك ،نعم أنا المخطئة ، لأنه من حنانى كانت قسوتك ، ومن ضعفى كانت قوتك ، ومن سكوتى كانت وحشيتك ، فمني كنت أنت . نعم . هذا صحيح .
وهدأت نهى يائسة باكية تحاول التقاط أنفاسها وهى تقول : ــ إننى عرفت كل شئ ، ولم أجرؤ على مواجهتك في الأمر ، إذ أنه طعنني ، وجرح أنوثتي ، فكيف تخونني وتعرف أخرى علىّ ، إنك غرزت في قلبي أشواكاً ، أخذت تخز فيه ، جعلته ينزف ويتمزق ، جعلته يدمى ، قلبي الذى يحبك مجروح ممزق بسبب حماقاتك ، وبرغم ذلك فضلت الصمت ، فضلت العذاب بقربك ، وتألمت ، وتوجعت ، وأنت الآن تحاسبني ، وتسمح لنفسك بهذا ... وأنا لم أخونك يوماً ، ولم أفكر في غيرك يوماً ، فأنت كنت لي كل شئ ، فلتعرف الآن كم أنا مخلصة ، وكم أنت خائن ، فلتعرف الآن كم أنا طاهرة ، وكم أنت نجس . بالله عليك آى نوع من الرجال أنت ؟! قل لى الآن أى نوع من الرجال أنت ؟!
وصمتت قليلاً ثم استطردت كلامها : ــ لكني كنت آمل في إصلاحك ، كنت أنتظر أن تعود لي عمر زوجى وحبيبي ، ولكن للأسف ياعمر ، للأسف أنت خائن ، ومازلت خائن وستزال خائن ، للأسف ياعمر ، ستظل هكذا ، لأن ذيل الكلب ...... ولم تكمل نهى كلامها حتى وجدت يد عمر ترتفع وتهوى على خدها ، فاشتدت ضربات قلبها ، وهى تستقبل كفه على خدها ، فلفت رأسها ، وتزعزعت من مكانها من شدة الضربة ، واحمر وجهها ، وطبعت آثار أصابعه عليه ، ولكنها صمدت ، ولم تنطق ، ولم تضع كفها على خدها لتتحس مكان اللطمة ، بالرغم من الآلم الشديد الذى كانت تشعر به ، وجفت الدموع في عينها ، فأغمضتها ، وساد الصمت بينهما برهة ، ثم أدارت وجهها ونظرت له ، فوجدته متخشباً مكانه كالتمثال ، فوضعت يدها على وجهها ، وسالت دموعها ، وهى تنظر له وكأنها تعاتبه أو تستعطفه ، ثم أجهشت بالبكاء وهى تقول له : ــ أحضني . فبحلق عمر فيها وتعجب ، فلم يكن ينتظر رد الفعل أن يكون هكذا أبداً ، فلم يتحرك ، ولم يفعل ما أرادت ، حيث شعر بالضعف يهد أوصاله . فعادت لتكررها وهى تبكى ، وتهز رأسها لتؤكد طلبها : ــ أحضني . فلم يفعل شيئاً ، غير أنه إزداد تعجباً وإندهاشاً وندماً . فكررت بصوت منخفض مكسور يخنقه البكاء : ــ أحضنى ، نعم أريد أن أهدأ في حضنك ، أهذا كثير علىّ ؟ فنظر لها عمر ، ورق قلبه لها ، وإمتلات جفونه بالدموع ولكنه لم يتحرك من مكانه ، وعجز عن الحركه تماما .
فلم تكررها نهى رابعاً ، بل أسرعت ، وضمت ذراعيها على صدرها وألقت بنفسها داخل قلبه ، وهى تجهش بالبكاء فكانت دموعها هذه التى خلفتها على صدره بمثابة البذور التى نبتت لتخلق فى قلبه الحنان والعطف عليها ، والاستياء من نفسه ، فعض على شفته السفلى ، ولف ذراعيه حولها ثم وضع شفتيه على رأسها باكياً . فأخذت نهى تضربه بقبضة يدها على صدره وهى تقول والدموع محشورة فى حنجرتها : ــ أحبك ، أحبك ، أحبك . وكانت تكرر الكلمة مع كل ضربة تضربها له ، مما زاد من عذابه وندمه ، فأخذ يردد ويقول : ــ أنتِ ملاك يا نهى ، ملاك ، وأنا شيطان ، نعم . إنى أعترف بذلك . فدفعته نهى بعيداً عنها وقالت بحدة ودموعها تتساقط على خديها كالمطر :
ــ إذن فلا يمكن للملاك أن يكون سكناً للشيطان ،لا يمكن ،لا يمكن أبداً ، أنا تعبت ، تعبت جداً ، لا تحسب أني ساظل هكذا دائماً ، أنت تقسو ، وتقسو، وتعذبني ، وأنا أتحمل ، وأتحمل ، وأحبك ، لا تحسب أني سأصبر مجدداً ، فلقد نفذ صبرى ، وضاقت نفسى ، نعم ياعمر ، ضقت بك ، وبقسوتك ، فلننفصل ، فهذا هو الحل ، طلقنى ياعمر ، طلقنى .
فاندهش عمر وإختل توازنه ، وأخذ يدلك جبهته ، ويفرك عيناه ، لم يصدق ماسمع ، لم يصدق ماقالته ، لم يكن يتوقع أبدا هذا الطلب منها ، ولم يتخيل أبداً أنها ستطلبه يوماً ، وقتها شعر بأن الدنيا تدور به ، أو أنه يدور حول الدنيا ، فإنه يحب نهى ، نعم يحبها ، والآن تأكد من ذلك ، برغم كل مايفعله يحبها ، ولم ولن يتخيل أبداً انه يعود يوماً ولا يجدها في انتظاره ، حتى إذا كان يقسو عليها ، أويخونها ، إلا انه يجد لذة خاصة معها بالذات ، وأخيراً نطق عمر بعد لحظات صمت عميقة ، وقال وهو ينهج ويحاول أن يلتقط أنفاسه : ــ هذا لن يحدث أبداً ، لن ننفصل ، ولن أطلقك ، أتفهمين هذا ؟ وجذبها بعنف من ذراعيها وهو يكرر : ــ أتفهمين هذا ؟ لن أطلقك أبداً . فتأوهت نهى من قبضته على ذراعيها ، وقالت بآسى وصرامة ، وكأنها أعلنت التحدى : ــ وأنا لن أطلب منك الطلاق ثانياً ، ولكن هناك مايعرف بقانون الخلع إن كنت لا تعرفه .
أحس عمر بأن قوته تنهار ، فدفعها بعيداً عنه ، فوقعت على الفراش ، فقال وهو يدير وجهه عنها بغضب : ــ غداً سنعود للقاهرة ، غداً سنعود ، ليس لنا بقاء هنا . ــ نعم ياعمر ، ليس لنا بقاء مع بعض ، فلنعود إلى القاهرة ، وكل منا يذهب لحاله . فارتعش عمر وإنتفض إنتفاضة الذعر مما قالت ، ثم قال معاتباً : ــ هل ستتركيني يانهى ؟ ــ نعم ياعمر ماذا كنت تتوقع غير هذا ؟ قالتها وقلبها يتمزق ، أحست أنها تقسو عليه ، ولأول مرة ، ولكن لا سبيل غير هذا . فاقترب منها وجلس بجوارها في حالة خضوع وآسى ، وهو يفرك كفيه ببعضهما في خوف ، وقال في توسل ورجاء : ــ لا تتركيني يانهى في لحظة غضب ، فلنعود لبيتنا حتى نهدأ ، وبعدها افعلى ماتريدى أن تفعليه ، أتذكرين كلامك لى يانهى ، ألست أنتِ من كانت تنصحني دائماً بألا أتخذ قراراً وقت غضبي ، أتذكرين يانهى ؟ أرجوكِ يانهى نعود لنتفاهم ، لا محل للنقاش وأنتِ هكذا ، اعطيني فرصة بالله عليكِ فطأطأت نهى رأسها وهى تجفف دمعها ، ولم تنطق ببنت شفة .
*************************
عاد عمر ونهى إلى بيتهما حزينان ، صامتان ، يكتمان الآلم ، فنهى تعامله بجفاف ، وكأنه شخص غريب عنها ، وتخاطبه في إهمال ، ومن عيناها تتسرب له نظراتها الحادة التى لها وقع السهام في قلبه ، فتخفي الحنان والحب ، وتظهر القسوة والغضب .
أما هو فلا يدرى كيف يواجه أسلوبها ، أو يتعامل معه ، فهل يخاطبها بنفس لهجتها ؟ أم يرق لها ؟ فإنه بداخله يشعر بانكسار ، ولأول مرة في عمره يشعر بذلك ، فقد تعود دائماً على العزة ، فما أسوء له أن ينكسر ، أويخضع عن غير رضا ، ولكن الآن الموقف لا يحتمل ، فصار يتقبل أفعالها عن طيب خاطر ، وإن كان يراه مذلة ، ولكنه تحملها لأنه هو من وضع نفسه في هذه الورطة ، لأنه شعر ببشاعة ما ارتكبه في حقها .
وأخذ الوقت يمر عليهما ثقيلاً مملاً سخيفاً ، وصوت عقارب الساعة يصل إلى آذانهما كأنه صوت مطرقة ترتفع لتهوى على رأسيهما ، فتصدر صدى صوت آلامهما ، وأوجاعهما ، فتفوح رائحة الحزن في جميع أرجاء المكان . فإنهما منذ أن عادا في وقت الظهيرة إلى الآن لم يتذوقا طعماً للراحة ، فلم يناما ، ولم يغفل لأحدهما جفناً ، ولم يتناولا طعاماً ولا شراباً ، فكل مابينهما ، وكل ما حدث ، هى تلك النظرات التى يتبادلانها ، نظراتها الحادة التى تطل من عيناها الدامعتين ، ونظراته المنكسرة الهزيلة .
فلم يطيقا هذا ، لا هى ، ولا هو ، فذهب كل منهما إلى غرفة ، حتى لا تلتقى العيون بالعيون فتزيد من تعذيب الفؤاد ، وظل كل منهما مغرقاً في تفكيره حزيناً مهموماً ، وطلع القمر في السماء ليبدد النهار ، ويزيد من وحشتهم ، فكل منهما وحده رغم أنهما يجتمعا تحت سقف واحد ، كل منهما يتوجع ، ولا يعرفا كيف يكون الكلام . وظهر الضعف على نهى ، وأصابها الهزال ، فبدا وجهها هزيلاً ، وانتشر الإرهاق في جسدها كالمخدر فاستسلمت دون إرادة وأسبلت عيونها ونامت بلا وعى .
أما هو فذهب إليها يستسمحها ويراضيها ، وعيناه مغروقة بالدموع ، فوجدها نائمة ، فجلس بجوارها صامتاً وهو يتأملها ملياً ، فبدا الآسى عميقاً على وجهه يعبر عما بداخله ، ثم إعتدل ونام بجوارها ودفن رأسه في صدره ، وإنكمش في حضنها كالأرنب الخائف من الصيد ثم وجد الأمان فأوى إليه .
اخترقت آشعة الشمس النافذة فأحست نهى بحرارتها ففتحت عيناها ، فأخذت نفساً عميقاً حينما رأت عمر نائماً في حضنها ، فتاهت عيناها في المكان ، وعادت لتنظر له ، فلم تعرف أتستسلم وتضمه ، أم تتماسلك ، فأغمضت عيناها وتنهدت ، ثم حاولت إيقاظه ، ففتح عمر عيناه ، ونظر لها ، ولم يتحرك ، فقالت وهى تبلع ريقها : ــ عمر . من فضلك . فاستجاب عمر وابتعد عنها ، فقامت لتخرج من الغرفة ، فخف خلفها وأمسك بذراعها وقال مستعطفاً : ــ نهى . فنظرت له وقالت : ــ أأحضر لك شيئاً تأكله ؟ فاغمض عيناه وهو يتنهد ثم قال : ــ لا اعتقد أن لدى شهية للطعام . فنظرت له بجفاف ، وقالت بحدة : ــ أنا أعرف شهيتك . فابتسم ابتسامة ضيقة ظناً منه أنها تداعبه وقال : ــ نعم . الكرواسون والشاى . فقالت بلهجة شديدة قاسية : ــ لا . بل النساء . فبلع لعابه ، وتغير لونه ،ثم صرخ فيها منادياً : ــ نهى . وكأنه يترجاها بأن تكف عن ذلك وترحمه ، أويأمرها بذلك ، فهو نفسه تائه لا يدرى ما يفعله .
فبكت نهى وغطت فمها بيدها ، والتفتت لتتحرك ، فمسك بذراعها ، فوقفت دون أن تستدير له ، فاستدار هو لها وقال بعد أن رفع بصره لها وهو مازال يمسك بها :
ــ نهى . لا تكوني قاسية علىّ هكذا ، أقسم لكِ أن مشاعرى لم تتبدل نحوك ، ولن تتغير أبداً ، وأنتِ أدرى بهذا ، والله يعلم كم أنتِ غالية عندي ، وكيف أني حاربت حتى ظفرت بدرة مثلك .
فلم تنطق نهى ، فقد اختنق الكلام في حنجرتها ، فالتزمت الصمت . فقال يرجوها : ــ نهى . كل ماتريديه سأفعله ، وكل ماتأمرين به سأنفذه ، فقط تكلمى .
فتقدمت نهى خطوتين للأمام حتى صار ظهرها مقابل ظهره ، فاستدار ليراها ، فقالت بصوت كظيم يخنقه البكاء ودون أن تلتفت حتى لا تنظر في عيناه المنكسرتان : ــ كل شئ متعلق عليك ، لأنك أنت المسئول عن كل شئ . فلم يفهم عمر مغزى ماقالت ، فهز رأسه بإكتراث ، وتحركت شفتاه دون كلام ، ثم نطق متردداً : ــ ماذا تقصدين بهذا ؟ ــ أقصد ما فهمته . ــ لم أفهم شيئاً ، فأنتِ وحدك صاحبة القرار . فضغطت على أسنانها وهى تقول : ــ من فضلك هذا يكفى .
ولكنه أحس بالرغبة في التوسل إليها ، فمد يده ليضعها على كتفها ، ويستزيد من الحديث ، ولكنه توقف ، وأدرك فعلا أن هذا يكفى ، ولا فائدة من الكلام ، فهى الآن إمرأة أخرى ، فخفض بصره ، وطأطأ رأسه ، وتركها وذهب لغرفة مكتبه ، وجلس على كرسى فوتيه مطرقاً حزيناً مهموماً ، وكأن حجراً كبيراً ملقى على ظهره ، يدك عظامه دكاً ،و أحس بشئ يكتم أنفاسه ، فإمتلأت عيناه بالدموع ، وهو مغرقاً في التفكير فيما قالته نهى ، عن مصيره ، وماوصلت هى إليه بسببه ، فيشعر بحقارته وسموها ، فيلعن نفسه ، ويلعن حماقته .
وهى هناك في غرفتها منخرطة في بكائها ، فإنها تعرف أن تفكيره هذا تحديداً لمصيرها ، فتدعو الله أن يكون قراره في صالحها ، وأن يعود لها ، وتنهار أعصابها حينما تتوقع أنه سيظل على عادته ، فترى الكون أسوداً ، وكأنما عجزت عن الرؤية ، فجلست على الأرض بجانب السرير ، ودست وجهها في الفراش حتى تهدأ ، وتهدأ من روعها ، أما دموعها فلم تجف ، بل أخذت تنساب على خديها ، حتى بللت الفراش ، فكانت عيناها نهراً من الدموع لا ينتهى .
ثم قامت من مكانها وحاولت أن تكفكف دمعها ، واتجهت للمطبخ وأعدت عصير الليمون ، وحملت الكوب واتجهت به ذاهبه إلى عمر ، وهى تحاول أن تمحى آثار دموعها ، فدخلت عليه ، ونظرت له ، فنظر لعيناها الملتهبتان ، ولم يتكلما ، فوضعت الكوب على الترابيزة وخرجت تكتم صوت آلامها ، فظل يتابعها بنظراته في حسرة وألم حتى توارت عن عينه .
فنظر للعصير طويلاً ثم حمله ورفعه على شفتيه ، ورشف رشفة صغيرة ، ولكن هذا العصير المثلج عجز عن أن يطفئ النار المشتعلة بداخله ، فأنزله عن شفتيه وأسند بمرفقه على مسند الكرسى وهو يمسك بالكوب ، وظل مطرق في تفكيره ، تتلاعب به الأفكار ، فتتراقص أمام عيناه أيامه الجميلة مع زوجته ، ثم تعوى خيانته لها ، وهو بين هذا وذاك حائراً في أفعاله ، حائراً في تصرفاته ، فهذه حبيبته قبل أن تكون زوجته التى تحملت آلاماً ما بعدها آلاماً ، هذه من كان يتمنى أن يجمع الله بينه وبينها يوماً ليعيشا تحت ظل بيت واحد ، هذه من يحبها ويعشقها ، وهى من قسى عليها وأوجعها .
وظل شارد الذهن هكذا ، حتى ذاب الثلج في الكوب، وفقد برودته ، وهو يضغط عليه ، ويضغط على أسنانه بلا شعور ، ويكتم ضيقه وذعره ، حتى تهشم الكوب في يده وإنكسر ، ففاق على صوت كسره مدهوشاً
أما هى فإنتفضت من الصوت ، ووقفت مكانها مفزوعة ، ولم تتحرك ، ولم تذهب له لترى ماذا حدث ، وهو أخذ ينظر لحطام الزجاج المنثور على الأرض ويبحلق فيه ، حتى فاضت عيناه بالدموع وبكى ، وأجهش بالبكاء ، وكأن قوة تماسكه قد تحطمت مع تحطم الكوب ، وارتفع صوت بكاءه حتى وصل إلى مسامع زوجته ، فزادها بكاءه ألماً فأسرعت إليه ، ووقفت أمامه عاجزة عن الحركة لما رآته هكذا ، ثم اقتربت منه ومالت عليه ، واحتضنته بقوة ، فدفن رأسه داخل صدرها وهى تتوجع ، وهو يتمزق ، ويقول والبكاء يقطع صوتها تقطيعاً :
ــ سامحيني . سامحيني ، فأنا أحبك ، أنا أحبك ، أنا حيوان ، لا أستحق منكِ كل هذا العطف والحنان ، ولكن لا تتركيني فأستقى المر وألوان العذاب من بعدك ، سامحيني على ما مضى ، وإنسى لي أيام الخوف والحرمان ، فأنا أحبك ، والله العظيم أحبك ، أنا آسف ، آسف جداً ، آسف كل الآسف ، أنا بدونك لا شئ ، لا شئ ، يجب أن تعلمى هذا ، أنني بدونك لا شئ ، فكوني بجانبي دائما ، دائما ياحبيبتي .
أما هى لم تصدق ما تسمعه ، هل هذا حقيقي فعلا ، هل فعلا عمر قد عاد لها ، هل فعلا سيظل دائماً معها ، ولكنها على كل حال كانت تصدق خالص نيته ، فإنشرح صدرها ، وهى تقول له بصوت متهدج يخالطه بكاء الفرح بالألم : ــ كفاك كلاماً ، كفانا آلاماً ، فأنا أيضا أحبك ، ولا أساوى شيئاً بدونك ، فكن معى دائماً ولا تتركني .
*****************************
مرت عليهما ثلاث سنوات مليئة بالحب والسعادة ورزقهما الله بابنة جميلة اسماها لوجين ، وفي صباح يوم ونهى تعد الطعام لابنتها ، وراحت تنادى عليها ، فوجدتها في غرفة مكتب أبيها تفتح أدراجه ، وتلعب بأوراقه ، فأسرعت نهى نحوها فوجدت الأوراق متناثرة مبعثرة ، فكشرت نهى في وجه ابتنها وقالت لها :
ــ آه لو بابا عرف ما فعلتي ؟
فجرت لوجين منها لتفت من العقاب وهى تضحك .
فراحت نهى تجمع الأوراق المتناثرة في حرص واهتمام لتضعهم مكانهم ، فوقعت تلك الورقة في يدها ، وقعت عيناها على بعض كلماتها دون قصد ، فجذبت انتباهها ، فأمسكت الور
عدل سابقا من قبل الاء عثمان ((بنت مصر)) في الإثنين أكتوبر 18, 2010 11:07 am عدل 3 مرات | |
|
| |
خالد ابوالنور أديب
الدولة : عدد الرسائل : 872 نقاط : 978 تاريخ التسجيل : 20/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأحد أكتوبر 17, 2010 6:26 pm | |
| الرائعة صاروخ القصه الاء عثمان قصه بها كل شىء ونهايتها تدل على تفرد وحنكه بفن الحكى والسرد الرائعه الغاليه الاء هناك بعض مشاهد وصفيتها بجرأه نادره ولكن دون ابتذال او اباحيه بأسلوب واقعى رقيق يحسب لك الاسلوب البسيط البعيد عن الغموض دون مباشره او سطحيه قصه أعدها من أروع ما قرأت فى الفترة الاخيره لرومانستها وواقعيتها وسحر مشاهدها المتنوعه اللغه ايضا جاءت سلسه بسيطه اما الاشخاص الذين جاء ذكرهم فى القصه الزوج والزوجه واخت الزوج والعشيقه كان توظيفهم حيوى جداوأدوارهم مترابطه مع الاحداث شكرا اختى الغاليه والى مزيد من التقدم والرقى | |
|
| |
عاشقة الشعر عضو سوبر ماسى
الدولة : عدد الرسائل : 754 نقاط : 843 تاريخ التسجيل : 24/06/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الإثنين أكتوبر 18, 2010 5:07 am | |
| الاستاذة / الاء عثمان تحياتى ايتها القاصة الرائعة ارجو ان تتقبلى مرورى | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 4:22 pm | |
| - خالدنور كتب:
- الرائعة صاروخ القصه الاء عثمان
قصه بها كل شىء ونهايتها تدل على تفرد وحنكه بفن الحكى والسرد الرائعه الغاليه الاء هناك بعض مشاهد وصفيتها بجرأه نادره ولكن دون ابتذال او اباحيه بأسلوب واقعى رقيق يحسب لك الاسلوب البسيط البعيد عن الغموض دون مباشره او سطحيه قصه أعدها من أروع ما قرأت فى الفترة الاخيره لرومانستها وواقعيتها وسحر مشاهدها المتنوعه اللغه ايضا جاءت سلسه بسيطه اما الاشخاص الذين جاء ذكرهم فى القصه الزوج والزوجه واخت الزوج والعشيقه كان توظيفهم حيوى جداوأدوارهم مترابطه مع الاحداث شكرا اختى الغاليه والى مزيد من التقدم والرقى أستاذ / خالد نور .
يعلم الله مدى سعادتي بمرورك على قصتي ،
وكلامك الجميل أعتز به ، وهو شرف لي ،
وكم أنا سعيدة بأن القصة نالت إعاجبك .
تقبل خالص احترامي ومودتي . | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأربعاء أكتوبر 20, 2010 10:49 am | |
| - عاشقة الشعر كتب:
- الاستاذة / الاء عثمان
تحياتى ايتها القاصة الرائعة ارجو ان تتقبلى مرورى الأستاذة / عاشقة الشعر .
تسلمي على ردك الجميل ،
وبشكر لكِ مرورك العطر .
تحياتي . | |
|
| |
عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأربعاء أكتوبر 20, 2010 1:28 pm | |
| الرائعة آلاء لديك اسلوب جميل يشي بقاصة ستكون لها مكانة مرموقة شريطة الإخلاص لهذا الفن دمت بخير قصة جميلة | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الخميس أكتوبر 21, 2010 2:52 pm | |
| - عاطف الجندى كتب:
- الرائعة آلاء
لديك اسلوب جميل يشي بقاصة ستكون لها مكانة مرموقة شريطة الإخلاص لهذا الفن دمت بخير قصة جميلة الاستاذ/ عاطف الجندي .
أشكرك جدا جداً على مرورك الكريم ،
والله بكون سعيدة جدا بمرورك على اعمالي ،
وأتمني أن أكون دائماً عند حسن الظن .
تقبل خالص ودي وتقديري واحترامي . | |
|
| |
محمد أحمد حامد مرحبا
الدولة : عدد الرسائل : 9 46 نقاط : 13 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الخميس أكتوبر 21, 2010 3:42 pm | |
| تحياتي للا ستاذه القديره الاء لقد حرصت علي قراءه القصه كامله وكنت أتمني الا تنتهي من روعه اسلوبك الشيق
أتمني لكي التقدم دائما مع أرق تحياتي | |
|
| |
محمد عبد الغفار صيام قاص
الدولة : عدد الرسائل : 304 52 نقاط : 387 تاريخ التسجيل : 20/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الخميس أكتوبر 21, 2010 5:28 pm | |
| | |
|
| |
شرين مصاروه أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 519 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 20/01/2010
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الخميس أكتوبر 21, 2010 6:06 pm | |
| الاستاذه الاء عثمان مما لا شك فيه انك تملكين الموهبة والقلم واضم صوتي الى صوت الاستاذ عبد الغفار صيام في همسته لك " همستى إليك و هى وجهة نظرى التى قد تصيب و قد تخطىء و أرجو قبولها بصدر رحب : اكتبى ما لا أخجل من تلاوته لبنيّاتى الصغار ..و لا يشعرنى بحرج ما ! و فى براح اللغة ما يكفينا ذلك . و لا يقلل رأيى ــ على حدته ــ من روعة ما كتبت" كنت اتمنى ان ارى في بطلة قصتك اامراة ذات شخصيه قوية لا تكتفي بالبكاء.............والنحيب ............والانهزامية فحتى في المرة الوحيده التي حاولت ان تثور على واقعها المر سكتت ثانية وعادت اليه وهكذا ااستمد قوته من ضعفها وخيانته من سكوتها وجنونه من حبها ............ ربما يكون مجتمعنا هو من يحول المراه الى (مهزومه) والرجل الى سي السيد او قد تكون وحيده (فلم تشيري الى عائلتها او اقربائها) وفي كل الاحوال اراها حالة موجوده في مجتمعنا وللاسف الشديد استاذه الاء اتمنى ان تتقبلي مروري ورايي وارى فيك قاصه واعده فانطلقي اختك شرين | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الجمعة أكتوبر 22, 2010 8:26 am | |
| - محمد أحمد حامد كتب:
- تحياتي للا ستاذه القديره الاء لقد حرصت علي قراءه القصه كامله وكنت أتمني الا تنتهي من روعه اسلوبك الشيق
أتمني لكي التقدم دائما مع أرق تحياتي الأستاذ محمد احمد حامد . سعدت جداً بمرورك على قصتي المتواضعة ، وسعدت أكثر لأنها نالت إعجابك ، وأتمنى ان أكون عند حسن الظن دائماَ . تحياتي . | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الجمعة أكتوبر 22, 2010 8:35 am | |
|
الاستاذ محمد عبد الغفار ، والاستاذة شرين مصاروه .
سعدت جدا بمروركما ، فهذه أنا أحب التعليقات التى تحمل نقاشات
ولكن لى عودة متأنية في المساء لمناقشة رايكما باستفاضة ،
نظرا لضيق الوقت الآن ، فاعذراني .
| |
|
| |
ممدوح عزت موسي أديب
الدولة : عدد الرسائل : 1081 نقاط : 1248 تاريخ التسجيل : 23/03/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الجمعة أكتوبر 22, 2010 6:36 pm | |
| الاستاذه الاديب والقاصه الرائعه الاء عثمان تحياتي قرات قصتك اشواك الحب علي عدة مرات بسبب طولها حيث انك اسهبتي كثيرا في وصف الدموع والألام بعدما وصفتي باسهاب سعادة الايام الخوالي التي جمعت عمر وحبيبته واحسدك علي جرأتك اللامحدوده في وصف هدية عمر لحبيبته والدسيسه التي وضعتها شاهي لعمر في جيبه وايضا في وصف اللحظات الحميميه بين الاثنين.ولم اكن اتوقع منك هذه الجرأه. ولكن في اعتقادي ان للاديب بعض الحق عندما يريد ان يصف حجم الالم الذي اصاب احد المحبين بسبب الخيانه. وكنتي ظالمه بعض الشيئ للرجل في كونه دائما ذو عيون زائغه وفي الحقيقه تزوغ عين الراجل عندما يجد اهمال من زوجته وهذا موضوع نقاشي اخر. القصه رائعه والحوار رائع والكلمه تم توظيفها بشكل جيد ..تمنياتي بالتوفيق ممدوح عزت موسي | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) السبت أكتوبر 23, 2010 9:25 am | |
| | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) السبت أكتوبر 23, 2010 9:48 am | |
| | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأحد أكتوبر 24, 2010 12:40 pm | |
| - ممدوح عزت موسي كتب:
- الاستاذه الاديب والقاصه الرائعه الاء عثمان
تحياتي قرات قصتك اشواك الحب علي عدة مرات بسبب طولها حيث انك اسهبتي كثيرا في وصف الدموع والألام بعدما وصفتي باسهاب سعادة الايام الخوالي التي جمعت عمر وحبيبته واحسدك علي جرأتك اللامحدوده في وصف هدية عمر لحبيبته والدسيسه التي وضعتها شاهي لعمر في جيبه وايضا في وصف اللحظات الحميميه بين الاثنين.ولم اكن اتوقع منك هذه الجرأه. ولكن في اعتقادي ان للاديب بعض الحق عندما يريد ان يصف حجم الالم الذي اصاب احد المحبين بسبب الخيانه. وكنتي ظالمه بعض الشيئ للرجل في كونه دائما ذو عيون زائغه وفي الحقيقه تزوغ عين الراجل عندما يجد اهمال من زوجته وهذا موضوع نقاشي اخر. القصه رائعه والحوار رائع والكلمه تم توظيفها بشكل جيد ..تمنياتي بالتوفيق ممدوح عزت موسي الأستاذ ممدح عزت موسى .
الرائع حقاً هو مرورك الجميل وكلامك الذى يشجعني ويحفزني دائماً .
ولكني في القصة لم أقصد القول بأن جميع الرجال خائنين ،
ولكن البعض منهم خائن وبدون أسباب ، وهذا ما أرادت أن ألقى عليه الضوء .
رغم اقتناعي تماما أن هناك رجال مخلصون لأسرتهم .
سعدت جدا بمرورك الذى انتظره دائماً .
وأرجو تقبل خالص احترامي واعتذارى لتأخيرى في الرد .
تحياتي . | |
|
| |
dr asmaa عضو نشيط
الدولة : عدد الرسائل : 119 نقاط : 141 تاريخ التسجيل : 28/12/2009
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأحد أكتوبر 24, 2010 3:04 pm | |
| الصديقة الغالية آلاء بجد قضيت وقت جميل وممتع وانا أشاهد قصتك الرائعة ففعلا شعرت وكأننى أشاهدها ولا أقرأها أسلوب رائع وطريقة سرد مبهرة ولكن تقبلى بعض ملاحظاتى التى لا تقلل من جمال القصة ــ فيه بعض الأجزاء كان يوجد فيها الوصف طويل شوية ـــ كان نفسى نهى تعطى درس لعمر تعلمه كيف يحترمها ولا تكتفى بالدموع فقط فضعف شخصيتها هو ما جعله يتمادى فى أفعاله ويكررها وفى النهاية تقبلى مرورى واعجابى بالقصة وبكاتبتها | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 7:18 am | |
| - dr asmaa كتب:
- الصديقة الغالية آلاء
بجد قضيت وقت جميل وممتع وانا أشاهد قصتك الرائعة ففعلا شعرت وكأننى أشاهدها ولا أقرأها أسلوب رائع وطريقة سرد مبهرة ولكن تقبلى بعض ملاحظاتى التى لا تقلل من جمال القصة ــ فيه بعض الأجزاء كان يوجد فيها الوصف طويل شوية ـــ كان نفسى نهى تعطى درس لعمر تعلمه كيف يحترمها ولا تكتفى بالدموع فقط فضعف شخصيتها هو ما جعله يتمادى فى أفعاله ويكررها وفى النهاية تقبلى مرورى واعجابى بالقصة وبكاتبتها الأستاذة / أسماء .
مرورك هنا والله له طابع خاص ،
سعدت جداً بمرورك على قصتي ،
وبكلامك الجميل .
وملاحظاتك لي أخذها بعين الاعتبار .
لكن صدقيني ضعف نهى كان له مغزى عندي ،
وهو استفزاز القارئ ، لأشركه معى في القصة .
فأنا أرادت أن أقول ان التسامح بهذه الطريقة ، لا يسمى كذلك ،
وإنما ضعف وتساهل ،
فألقيت الضوء على هذه النقطة ، لأقول بطريقة غير مباشرة أن التساهل ليس هو بالحل .
ومن ثم لا يفترض علينا التساهل لهذه الدرجة ونحن نقنع أنفسنا بأن المسامح كريم وقوى.
تقبلي خالص تحياتي واجترامي . | |
|
| |
فلورا مرحبا
الدولة : عدد الرسائل : 2 نقاط : 2 تاريخ التسجيل : 17/09/2010
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الإثنين نوفمبر 01, 2010 4:42 pm | |
|
إيه ياالاء ده ، مش ممكن يابنتي ،
طيب ومش قلتيلي عليها ليه قبل كده ،
القصة جميلة اوى ومكنش ينفع تفوتني ،
وبجد عشت فيها اوى اوى .
| |
|
| |
اسماء عبدالعزيز أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 616 46 نقاط : 686 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأربعاء نوفمبر 03, 2010 9:28 am | |
| آلاء المبدعة لى عودة بس بجد انتي رائعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة جدا جدا بصي بجدا مش معقول الابداع دا انا رراجعه عشان اكمل انا وقفت عند تناول الطعام بالغردقة
دمت بحب | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأربعاء نوفمبر 03, 2010 11:21 am | |
| - فلورا كتب:
إيه ياالاء ده ، مش ممكن يابنتي ،
طيب ومش قلتيلي عليها ليه قبل كده ،
القصة جميلة اوى ومكنش ينفع تفوتني ،
وبجد عشت فيها اوى اوى .
تسلميلي يافلورا على طلتك الجميلة ،
وكلام اللى بجد أخجلني اوى ،
أشوفك على خير إن شاء الله . | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأربعاء نوفمبر 03, 2010 11:29 am | |
| | |
|
| |
اسماء عبدالعزيز أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 616 46 نقاط : 686 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الخميس نوفمبر 04, 2010 6:42 am | |
| بالطبع لم أستطع الغياب عن رائعتك الجميلة لذا عُدت إليها مسرعة انهل من سطرها بشغف .. وتمعن لكل ما فيها لأجد نفسي بالنهاية أمام لوحة مرسومة بإتقان ..واضحة المعالم ولا ينقصها شيء
أيتها المبدعة الجميلة الأستاذة \آلاء عثمان ينحني قلمي بشدة امام رائعتك الجميلة .. لغة السرد رائعه وعنصر التشويق والمفاجآت ..ومن ثم النهاية واللغه صحيحة جدا فكرتك اكثر من رائعه وتمثل أشياء كثيرة واستطعت بمهارة العازف ان توصفي الاحاسيس المتضاربة في هذه اللحظات فأنت بحق أديبة مميزة جدااااااااااا تقبلي مروري المتواضع والذي ليس به اى مجاملة وانتظر حبيبتي باقي روائعك الجميلة كوني بكل خير ودمت بحب | |
|
| |
الاء عثمان ((بنت مصر)) مشرفة كرسي الاعتراف
الدولة : عدد الرسائل : 505 33 نقاط : 568 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأحد نوفمبر 07, 2010 1:24 pm | |
| - اسماء عبدالعزيز كتب:
- بالطبع لم أستطع الغياب عن رائعتك الجميلة
لذا عُدت إليها مسرعة انهل من سطرها بشغف .. وتمعن لكل ما فيها لأجد نفسي بالنهاية أمام لوحة مرسومة بإتقان ..واضحة المعالم ولا ينقصها شيء
أيتها المبدعة الجميلة الأستاذة \آلاء عثمان ينحني قلمي بشدة امام رائعتك الجميلة .. لغة السرد رائعه وعنصر التشويق والمفاجآت ..ومن ثم النهاية واللغه صحيحة جدا فكرتك اكثر من رائعه وتمثل أشياء كثيرة واستطعت بمهارة العازف ان توصفي الاحاسيس المتضاربة في هذه اللحظات فأنت بحق أديبة مميزة جدااااااااااا تقبلي مروري المتواضع والذي ليس به اى مجاملة وانتظر حبيبتي باقي روائعك الجميلة كوني بكل خير ودمت بحب ازيك يااجمل انسانة .
بجد كلامك أخجلني أوى ،
وإذا كنت رائعة ،
فمرورك وطيب نفسك وطهارة قلبك هم الاورع حقيقي .
سعيدة جداً جداً إن القصة عجبتك ،
لكن كدة بتشيليني مسؤلية كبيرة في القصص الجاية ،
فيارب دايما أكون عند حسن ظنك .
ومعلش بجد اعذريني على تأخيرى في الرد . | |
|
| |
اسماء عبدالعزيز أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 616 46 نقاط : 686 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: أشواك الحب (دموع وآلام) الأحد نوفمبر 07, 2010 7:11 pm | |
| حبيبة قلبي آلاء انتِ بجد موهوبة جدا وانا اعلم جيدا انه ما سيأتي فهو أقوى بكثير .. لكن بجد انت رائعة بحق .. ارجو ان يريح الله قلبك من همك ويسعدك وتكوني بألف خير وصحة وسعادة كل عام وانت بخير حال ودمت بكل الحب والتقدير | |
|
| |
| أشواك الحب (دموع وآلام) | |
|