محاولات سيزيف

كاتب ومترجم من تونس
: وليد سليمان
حكمت الآلهة علي سيزيف أن يدحرج صخرة باستمرار إلي قمة جبل حيث يعود الحجر للسقوط مدفوعا بثقله الذاتي...

ألبير كامو (أسطورة سيزيف)
محاولة عدد1

بعد أن استفاق سيزيف من قيلولته، توجه إلي النهر، وغسل وجهه وأطرافه. وأدرك انه قد نام أكثر من ثلاث ساعات دون أن ينتبه إلي ذلك.

استجمع سيزيف قواه وهو يدحرج الصخرة في اتجاه القمة. وزاد من صعوبة مهمته
أن المرتفع مليء بالحصي، وأن الصخرة التي يدفعها تامة الاستدارة وملساء
بالكامل، مما يجعلها تتدحرج تلقائيا نحو الأسفل.

ولكن سيزيف قرر أن لا ييأس وان يعيد الكرة مجددا حتي ينجح في مسعاه.

محاولة عدد 2

عاد سيزيف إلي كوخه في الظلام، ومن شدة التعب لم يستطع حتي تناول عشائه.

وما إن استلقي حتي غلبه النوم.

رأي سيزيف في المنام أن ما كان يدحرجه ليس صخرة وإنما نهد امرأة ضخم.

وخطرت علي باله فكرة: بحث عن حلمة النهد، وحين وجدها راح يمتصها، فامتلأ فمه بحليب دافئ لزج.

امتص سيزيف الحليب بنهم، وكلما امتلأ بطنه به، كان النهد يفرغ وحجمه يصغر.

وبعد ساعة أو أكثر، فرغ النهد تماما من الحليب، وصار مثل قربة فارغة.

قال سيزيف: الآن يسهل حمله إلي القمة. ولكن قبل أن يتم جملته استفاق من
النوم. وأدرك أن الأمر لم يكن سوي أضغاث أحلام، وأن الصخرة باقية علي
حالها في انتظار أن يحركها.

محاولة عدد3

استفاق سيزيف عند الفجر. وأحس علي غير عادته بفتور في همته. ولكن رغبته الملحة في الوصول إلي القمة تغلبت في النهاية علي ما عداها.

استجمع سيزيف شتات قوته، ودفع الصخرة نحو الأعلي محاولا أن لا تتراجع إلي الخلف.

وصل تقريبا إلي منتصف المرتفع عندما التوت قدمه اليسري، ومال إلي اليمين متفاديا رجوع الصخرة إلي الخلف.

تنفس الصعداء لأن الصخرة لم ترتطم به، وإلا كانت عجنته عجنا وهشمت عظامه.

محاولة عدد4

رأي سيزيف في المنام أن الصخرة التي كان يدفعها لم تكن صخرة، وإنما تفاحة ضخمة.

فكر سيزيف انه إذا ما تمكن من قضم كامل التفاحة، فلن يبقي منها سوي النواة، ويسهل بذلك حملها إلي القمة.

قضم سيزيف التفاحة، وكم كانت خيبته كبيرة عندما تيقن أنها مرة بشكل لا يطاق. وبصق علي الفور ما في فمه.

قرر أن يذوق جهة أخري من التفاحة علها تكون أقل مرارة. ولكن تبين له أن
الجهة الأخري أشد مرارة. وبصق سيزيف مرة أخري ما في فمه، وقرر أن رفع
التفاحة بثقلها إلي القمة، أهون بكثير من محاولة أكلها.

شكرا يا مازن تقبل شكرى

الى مرورك الكريم

موضوع شيق جدا
استمتعت بقراءته
شكرا

سيزيف ذلك البطل الأسطورى
رائع رائع رائع