السلام عليكم
أحب أن أنوه إلي أن قصة زهرة أمل هي محاولتي لكتابة القصة و أدعو الله أن أكون قد وفقت فيها
لكم مني كل تقدير و إحترام تلميذتكم قطرة ندي
زهرة امل
كانت تخطو خطوات سريعة نحو الصبا بيتها الجميل يعتلي قمة تله موازية للنهر الذي يجري فالطبيعة الأخضرن طويل ، نهر حنون يعرف هموم الناس وأفراحهم , كل يوم تلهو على المرج الأخضر وترقص مع الفراشات الجميلة على نغم زقزقه العصافير كل يوم 0
في ليلة دامسة هجرها بريق القمر هجمت عاصفة هوجاء اقتلعت جذور الفرح من الروابي وسرقت ثوب الطبيعة الأخضر
هرعت الفنفسها:و التلة لتلهو كعادتها القديمة ، لكنها دهشت عندما تجولت بعينها ولم تر رداء الأرض الأخضر
بكت وقالت من سرق رداء الفرح من قريتي ؟!
وقالت في نفسها :هل أنا نائمة وهذا حلم ؟
لكنها أعاوألعب،ر وأيقنت أن ما راءته كان حقيقة وليس وهماَ هطلت عيناها دمعاَ و قالت :
كيف ألهو وألعب ، لا وردا لا شجراَ لا ألوان وهذا للون الأصفر والهشيم ينثر الكآبة في نفسي ، وقد رحلت فراشاتي بعيداَ مع العاصفة
تنقلت بين الأطلال والهشيم والصخور تبحث عن أثر لزهرة أو لغصن أخضر
وبعد يوالحطام،اح لها طيف أحمر باهت البريق , ركضت تتبعه بشوق لكنها تعثرت بالدرب الوعرة وبعد عناء اتضح لها هذا البريق , عاد الفرح يرقص في عينيها
إنها قرنفلة حمراء ساحرة بعطرها بهية الجمال لكنها أصبحت وحيدة بين هذا القفر والحطام ، فقطعت لانا على نفسها عهداَ أن تزورها كل يوم تتسامران وقد تفضيان لبعضهما الهموم
ذات يوم تأخرت الفتاة في نزهتها مما أقلق والدها فخرج يبحث عنها وقد وجدها والدها جالسة على صخرة صغيرة تتحدث مع نفسها، أقترب منها أندهش قائلاَ مع من تتكلمين ؟؟
إنها قرنفلتي يا أبي سقيتها خوفاَ من أن تذبل بعد أن واجهت العاصفة وظلت ثابتة وقد رحل كل أصدقائها ،جلس جانب ابنته واحتضنها باكياَ , والقرنفلة شامخة الرأس تفيض جمالاَ وقد نهض ساقها من بين الصخور والأحجار
قالت الفتاة : إني خائفة على صديقتي لأنها وحيدة وقد أحببتها لأنها تحكي لي كل يوم حكاية فلا تغضب مني لتأخري في العودة للبيت
فابتسم الأب وقال: أنت قرنفلتي يا صغيرتي ،فانظري حولك ماذا ترين أجابت :
- ارض بلا أشجار ولا إزهار قاحلةً سمراء جاثمة كالإعصار فمن يأتي إلى هنا يفكر بالفرار فورا
- الحياة دروس وامتحانات يا صغيرتي وعلينا أن نفهمها وأهم ما فيها هو الأمل الحياة بلا أمل صحراء قاحلة
- من يتوقع يا أبي أن تعيش زهرة بين هذه الأشواك وهذا الجفاف
- هذا يعني الأمل وانه في يوم ستعود الأزهار لبهجتها وتسترجع التلة ثوبها الأخضر لأن الأمل لا يموت واسترسل الأب قائلاَ :
هل تعلمي أن هذه القرنفلة قد زرعتها من عشرين سنة وهي سبب بقائنا هنا على هذا المرتفع الجميل
ذهلت الفتاة مما سمعت وأردفت قائلة : لماذا هي سبب بقائنا هنا ؟ أجابها بحزن وعينيه تفيضان دمعاَ :
كانت أمك رحمها الله تسقيها وتعتني بها حتى كبرت وملأت المكان أزهارأ وبعد رحيل أمك من هذه الدنيا ظلت هذه البيارة من الزهور أنسي وبهجتي وأنا أزورها مثلك وأسلم عليها وأسترجع الأيام الماضية 0
ما أروع الإخلاص يا بنيتي لقد قاومت هذه الزهرة العاصفة لأنها تحبنا وتعلم أنها نبع فرحنا وهي تتحدث معك اليوم وتسمع همومك لأنها وفية ستعود التله كما كانت خضراء خلابة ملونة بالأزهار معطرة بشذاها وسوف تعود العصافير لأعشاشها والفراشات ستعود لترقص معك يا صغيرتي
إنها الأمل الذي زرعناه
هكذا أنهت الجدة حكايتها لأحفادها قائلةً:
هذه قصتي التي أتمنى أن تتعلموا وتعلموا أولادكم منها
أن الأمل موجود بين أناملنا
قالت هذه الجملة ولفظت أنفاسها الأخيرة وابتسامتها تغطي شفتيها المتجمدتين