القري نة

القرية والمدينة ( القرينة )
أنتمي الى الريف ، حيث قضيت فيه طفولتي ، كما أنتمي الى الفكر القبلي حيث أمضيت فيه قراءاتي وتكونت ثقافاتي ، والى البادية حيث هاجر منها جدودي الى الحاضرة بحثا عن الرزق والعلم ، والى المدينة حيث أقطن وأعيش ولا أتعايش ، فتظل جذوري تشدني الى كل ما دونها ، ويغلبني الحنين الى قريتي ، وتهفو اليها روحي فاسافر، واذ تصدمني أحوال قريتي حيث لم يبق منها سوى بعض المباني القديمة ، وهي تعج بالبشر وتزدحم أسواقها ، وتمتليء بحوانيت المحمول ، والملابس ، والقهاوي وغيرها ، وبطبيعة الحال هي أرق حالا من نظيرتها بالمدينة ، وكذلك حال أهلها ، فاراها لا هي بالقرية ولا هي بالمدينة ( قري-نة) ، لقد فقدت حبيبتي عذريتها وصارت مسخا ، كامرأة لطخت وجهها بالمساحيق وصارت أشبه بالغواني ،أأسو عليها أم على ذكريات وعادات لم يبق منها سوى أطلال ، وأعود الى المدينة ويعصى الفؤاد فيظل في الأوطان0