دمروا المعاجم ... انسفوا الكلمات !!

دمروا المعاجم ... انسفوا الكلمات !!



ما هذا ؟؟؟!!!

صارت كلمة "أحبك " تطل بغنجها سافرة بين الشفتين فى سهولة ويسر، فى

كل وقت وحين ، يقولها كل من هب ودب ، لكل من هب ودب ، تتراقص على

الشفاة بلا حياء أو خجل ، كراقصة مبتذلة ؛ لذا فقدت مضمونها العف ، إلى

مضمون عفن ، تخيلوا !! صرت أخجل حين يطلقها لسانى ولو لطفلى الصغير

!! و أتخيل أنظار اللائمين تنصب علىّ جام غضب ، وحمم استهجان!

تلك الكلمة الرقيقة ، أو التى كانت رقيقة ، أصبحت علكة سهلة تلوكها الألسن

الداعرة .

والطريف ! أنك حين تقاطعها متفننا فى البحث عن بديل آخر يرضى ذوقك ، ولا

يزال محتفظا بعفته و نضارته ، تجدها تطل عليك متبجحة مكشوفة فوق صفحات

المجلات ، والكتب ، والروايات الصفراء ،أوتطل عليك من خلف الشاشة الفضية

، من خلال الأفلام ، والمسلسلات، والأغانى ... وهذا الطوفان المسمى بالفن ،

رغم أنه العفن البواح فى أقبح صوره ، تجدها تطل عليك وتخرج لسانا نتنا

لتغيظك ولتقهرك كمدا.

إننى أدعوا المجامع اللغوية فى عالمنا العربى ، وأئمة الفكر واللغة ، إلى تحمل

مسئولياتهم ، ومحو كل أثر لهذه الكلمة من لغتنا ، أو تحميلها معنى جديدا غير

معناها الحالى ، ربما يكون النقيض ، رغم أن هذه سابقة لم تحدث ـ على حد

علمى المتواضع ـ ضمن أى لغة فى العالم !!

قد يقول البعض ، إن الكلمة بريئة مما تنسبه إليها ، إنما الذنب كل الذنب عند

الناطقين ؛ الذين انحرفوا بها عن مسارها الصحيح وحملوها معانى لم تكن

تحملها فى عهود خالية .

بالطبع ، لم يفتنى ذلك ؛ لكن الأيام والتجارب والأحداث ... أثبتت أن حمل

الجبال أسهل من تغيير الرجال ، فإن تعذر إصلاح البشر وتعذر ضبط إيقاعهم

ليتناغم مع منهج الله فى الأرض أفلا نغير الكلمات ؟؟!!

تبت يداك من كلمة !! أفقدتنى صوابى !! حتى لو محونا لك كل أثر وتلاشى

ذكرك واندثر ، من يضمن ألا تخرجى علينا فى قناعك الجديد ؛ لتكدري صفونا

وتدنسى أرضنا ؛ لنعيد الكرة مرة ومرات ...

ما أنت إلا كلمة لا تحملين إلا معنى طاب أو خبث إنما يصنعه البشر. إذن

فلنغير البشر . هل من مشمر ؟؟