اغتراب

ألوكُ اغترابي بسجنِ الليالي
وجدرانُ سجني ، وقضبانُ سجني ،
وأسوارُ سجني
أضاءت شموعاً
بلونِ اكتئابي
وأعدو بيأسي وشلالِ خوفٍ
وأسرابِِ دمعٍ هوتْ
خلفَ بابي
لأنقشَ في لوحةِ الأرضِ طيفاً
لأمي ...
لطفلي ...
لعشقٍ تمددَ بين الضلوعِ
يهدهدُ سمعي في كل حرفٍ
يسيرُ إلى القلبِ عبر ( الهواتفِ ) : فلتطمئنْ
فإنا بخيرْ
ويخفي دموعاً تناشدُ – رغم ابتعادِ المسافةِ –
قلباً يئن : كفاك اغتراباً
فينقضُ موجُ اغترابي على شاطئ الذكرياتِ
يبعثرُ أحلامَ عمري
لأبقى وحيداً .. طريداً .. شريداً
فأعدو إلى خيطِ نورٍ تبدى
بأفق الرجاءْ
ويعدو بإثري
ظلامٌ عقورٌ
لينهشَ ومضةَ عودَ الثقابِ
أراني تناثرَ من فوقِ جلديَ
ريشَ الصقورْ
وساعاتُ سُهدي ببطءٍ تسيرُ
لتحفرَ قبري بجرحٍ قديمْ
وقطعانُ دودٍ أحاطت بجسمي من قبل موتي
وراحت تُكبّـلُ بالصمتِ صوتي
صرختُ ..
فثار المكانْ
لترنو إلى الجيدِ كل المشانقْ
بكيتُ ..
فثار الزمانْ
ليمضي إليّ اندلاعُ الدقائقْ
يُحرّقُ أنغامَ عمري اللواتي اختبئن بزاويةِ اللاشعورْ
لتمسي كل الأماني رماداً يسابقُ يأسي
بمضمارِ أجواءِ حزني
وتخفتُ أضواءُ نفسي
ويصبحُ يومي كأمسى
لأحيا غريباً .. بسجن الليالي