حكايات الغريب

قصيدة : حكايات الغريب
( محاكاة للشاعر طرفة ابن العبد ) في معلقته

خلود لها في القلب ساعد معتدي
وسلة أشواق ومزمار موعد
يذوب صداه فوق صفحة غربتي
ويعرب آهاتي ودمعة مرقدي
فما الحب حبات الندى فوق زهرة
كما وصفوا لكن حشا متمرد
يطرز أوجاع المساء بدمعه
ويرقد تحت الجسر كالمتشرد
يتيم أبوه مات أمسُ وأمه
أنالوه أهل الخير رحمة مسجد
قضى عمره يحصى جراح فؤاده
ويحمل طفلاً بعد لم يولَّدِ
وينحت من صخر الوجوه أنينه
ويحصد أشواقاً بكفًّ مقيد
ليذهب ألباب الرجال بمكره
ويقطف هامات النسا بمهند
يجنده إبليس بئر ندامة
و بركان أحزان وسوط تشدد
يمد لنا أوهامنا بطريقنا
قناديل حرمان ، سراب تجلد
هو الجاهل الضال الهدى بحقيقتي
ولو أنني قد كنت أولُّ معبد
هو الحب لو قالوا زعيم بقومه
خرجت على قومي كفرت بسيدي
هو الحب يحبو كالصغير بداخلي
فلما شبَّ كال السبَّ دون تردد
سأهدم دار الشوق أطهر بقعة
وأبنى ديار الهدى والتعبد
وأكسر ساق البوح إن نحوها سعت
بحرقة أبياتٍٍ وحرفة سيِّد
وأطمس نجمات الحنين إذا فلا
سطعن بأفق الفكر طيف تودد
فناديت ثقبا في جدار تشتتي
ففض شريط السهد عن عين مجهد
سأرحمها روحي وأحرمها الهوى
وأغبنها حق الصبا و التفرد
وأحكي حكايات الغريب لها الذي
يحاكي تفاصيل الزمان المعقد
يفصل أثوابا من القش والحصى
لحلم ودرب فيه غير معبد
وعين ترى فيها براءة يوسف
ودمعة يعقوب وحلم محمد
وقلب كظل الياسمين مفوف
بدفقة إخلاص وشامة أسود
يريك دجاه رجفة الموت في الحشا
ويعبث بالخطاء والمتعمد
وكف بها تهتز خمس سنابل
وتشدو نسيم الليل غنوة سؤدد
ترحل عنه أهله فتحللت
مشاعر حب في فؤاد مقيد
يسافر فيه الهم حتى تقطعت
دروب على وطء الخطى المتردد
رموه بما يأبى اللئام قبوله
فقال ولم يهرب ولم يتردد
لظلم ذوي القربى فحيح جهنم
وآهات عيسى والصليب المشرد
أنا من يخيط الهم شق ثيابه
ويرفل فيها الشوق خطوة مجهد

شعر : د / أحمد صفوت الديب
9/9/2010 م