السيدة مريم رجوي كلمة استعرضت فيها انتفاضة الشعب الإيراني ضد سلطة ولاية الفقيه المشؤومة والفجائع المروعة التي تشهدها إيران الملالي تحت غطاء الدين بمثابة ألد أعداء الإسلام و الإنسانية وقالت إن الإسلام الأصيل يقف بوجه ولاية الفقيه ويعتبر السلطة أهم حق للشعب ويدافع عن جميع الحقوق المنبثقة عن حق الشعب في السلطة. وأضافت قائلة:
لماذا تحوّل شعار «ليسقط مبدأ ولاية الفقيه» إلى رمز للانتفاضة الشعبية في إيران؟ لأنه وعندما وصل خميني إلي إيران قبل اثنين وثلاثين عامًا مارس خيانته الأولى والأهم للشعب الإيراني وثوار إيران بدعوى «ولاية الفقيه».
كان خميني وقبل وصوله الى سدة الحكم يقول: «إني طالب للعلوم الدينية وسوف أذهب إلي مدينه قم وأترك الحكم إلى أهله» ولكنه ليس فقط قد استحوذ على السلطة فعلاًً وإنما ألقى مسودة الدستور الإيراني الجديد بجانب وأقام مجلس الخبراء ليفرض به دستور «ولاية الفقيه» على أيدي أذياله ومواليه من الملالي.
وبدورهم أعلن المجاهدون رسميًا بصفتهم أكبر قوة مسلمة منظمة في إيران أنهم لا يصوّتون لهذا الدستور كونه ينص على مبدأ «ولايه الفقيه» وأنهم يرون أن السلطة هي حق الشعب وناتجة عن أصوات الشعب. وهذا هو أكبر ذنب لمجاهدي خلق من وجهه نظر خميني وهو السبب الرئيسي لقمعهم وقتلهم حتى يومنا هذا.
كما تابعت السيدة رجوي تقول:
أجل، إن «ولاية الفقيه» تعني الديكتاتورية المنفلتة التي تتهم في القرن الحادي والعشرين أبناء الشعب الإيراني بـ «محاربة الله»! ثم تحاكمهم وتعدمهم وتصدر عليهم بالحبس ليس إلا بسبب مشاركتهم في المظاهرات وقراءتهم جريده المجاهدين أو إجرائهم لقاءات عائليه في أشرف، كما تغتصب وتقتل الكثير من معتقلي الانتفاضة في غياهب سجن «كهريزك» الخاص للتعذيب.
كما تعني «ولاية الفقيه» الإرهاب الحكومي القسي الذي يصدر في القرن الحادي والعشرين الفتوى بالقتل السري وضمن مسلسل عمليات قتل لكتّاب ومثقفين وكذلك قساوسة مسيحيين شرفاء أبرياء ومنهم الأسقف الشهيد هوسبيان مهر، ولا تجيب على أسئلة أية جهة عن هذه الجرائم.
إن «ولاية الفقيه» هي التي أصدرت الفتوى بإبادة ومجزرة 30 ألف سجين سياسي كانت مدد الأحكام الصادرة على غالبيتهم بالسجن قد انتهت وكانوا ينتظرون إطلاق سراحهم ولكن تم إعدامهم شنقًا بأمر كتابي من خميني قفزًا على جميع الترتيبات والضوابط المألوفة في جهاز قضاء النظام وذلك داخل سجون طهران والمدن الإيرانية الأخرى. إن خامنئي وجميع رموز ورؤوس النظام الحالية متورطون في هذه الجريمة الشنعاء ولم يعلنوا إطلاقًا أي رقم من عملية الإبادة الجماعية هذه.
ولاية الفقيه تعني تصدير التطرف وتوريط دول المنطقة خاصة الدولة الشقيقة العراق في دوامة الإرهاب وإراقة الدماء. والآن امتد إلى بقية بلدان المنطقة منها أفغانستان ولبنان وفلسطين. ولاية الفقيه تعني برنامج إنتاج القنبلة النووية لتهديد العالم والذي جعل أمن العالم للخطر.
كما أشارت السيدة مريم رجوي إلى موضوع سلطة الشعب وتطرقت إلى مواقف قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي في هذا المجال ونقلت عنه قائلة:
«إن موضوع الصراع الرئيس بين الشعب الإيراني والنظام الخميني كان ولا يزال منذ اليوم الأول: إما سلطة الشعب وصوت الشعب وإما ولاية الفقيه وسلطة الملالي؟. هذه هي روح وجوهر وخلاصه نضالنا ونضال شعبنا طيلة السنوات الثلاثين الماضية وهو نضال قدمنا على درب النضال من أجل الحرية 120 ألف شهيد».
إذًا التحية والسلام لقائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي الذي شخص منذ اثنين وثلاثين عاماً رمز المقاومة وعزة المجاهدين وحركة المقاومة الشعبية في رسم حدود قاطعة لا تقبل المساومة تجاه ولاية الفقيه. انه أكد في الكثير من كلماته أن ولاية الفقيه شرك وأن رمضان يصبح مباركاً في رسم الحدود تجاه ولاية الفقيه. نعم رمضان يصبح مباركاً في رسم الحدود تجاه ولاية الفقيه.
يجب عليّ أن أقول إن الإسلام الديمقراطي الذي تؤمن بهالحركة المركزية لهذه المقاومة وهي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ليس نظرية فحسب وإنما جسدت هذه الحركة إيمانها بالإسلام الديمقراطي على مسار نضال صعب دؤوب ومديد ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وهو نضال بتضحيات كثيرة.
فبالتالي تمكنت هذه الحركة من إفشال التطرف والإسلام الخميني علي الصعيدين الاجتماعي والثقافي.
فعلي ذلك يعتبر المجاهدون نقيض هذا النظام ولهذا السبب كانوا وطيلة العقود الثلاثة الماضية الهدف الرئيسي للقمع.
وهذا هو السبب الذي وراء هجمات ومؤامرات حكام إيران المستمرة ضد أشرف. وكما أكد ملايين العراقيين الشجعان في بياناتهم الصادرة في عامي 2006 و2008 أن أشرف يمثل سدًا منيعًا ثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا أمام زحف ظاهرة التطرف الديني الشريرة النابعة والمنطلقة من طهران والتي استهدفت المنطقة والعالم الإسلامي بأسرهما والعراق الشقيق.
خلال السنوات السبع الماضية حاول الملالي الحاكمون مرات عديدة« لتدمير أشرف والقضاء عليه. وفي هذا الإطار وبطلب قدمه خامنئي اقتحمت القوات العراقية مخيم أشرف يوم 28 تموز (يوليو) عام 2009 وهاجمت سكانه مما أسفر عن استشهاد 11 منهم وإصابة 500 منهم بجروح. وحاليًا يخضع أشرف لحصار جائر مستمر منذ 18 شهرًا وحتى الآن.
وقد صمد أشرف أمام كل هذه الضغوط والمضايقات ويأتي هذا الصمود في حد ذاته خير دليل علي جذوره الاجتماعية وثقله السياسي. باعتقادي أن أكبر فضل يتسم بهمجاهدو أشرف يكمن في كونهم القوه الرائدة للنضال ضد «ولاية الفقيه» وهم يشكلون سدا منيعا أمام مد التطرف من قبل طهران وإرهابها ونزعاتها الحربية إلى بقية دول المنطقة وعموم العالم.
دعوني أن أدعو هنا باسم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية الأمم المتحدة وحكومات وشعوب العالم خاصة الدول الإسلامية والشقيقة إلى العمل على رفع الحصار عن أشرف، وبوجه خاص أطالب الأمم المتحدة وبإعادة التأكيد على كون سكان مخيم أشرف أفرادًا محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة أن تعلن حظر أي نقل قسري لهم داخل العراق وأيه ممارسه عنف ضدهم وأن تضع فريق الرصد والمراقبة الدائمة في أشرف.
كما أطالب الولايات المتحدة الأمريكية وفي إطار تعهداتها الدولية وتنفيذًا للاتفاقية التي وقعتها مع جميع سكان أشرف كلاً على انفراد بأن تضمن حماية سكان مخيم أشرف وفريق «يونامي» للرصد والمراقبة. كما أناشد إخواننا المسلمين والعرب أينما كانوا وسائر الدول الإسلامية والشقيقة في عموم العالم أن يهبوا إلى مساعدة ومناصرة أخواتهم وإخوانهم المسلمين في أشرف. فإن الدفاع عن أشرف جزء ضروري من معركة مواجهة التطرف الوحشي المنفلت الذي يهدد المنطقة والعالم بأسرهما.