تلك هى عادته الجديدة منذ شهريين قد مضوا , يستيقظ على رن منبهه مسرعا حتى
يستطيع أن يلحق بذلك الدفتر –دفتر الحضور-
الذى يقوم المدير بغلقه بتمام الثامنة والنصف .
لم يهتم بهيئته كما كان يفعل دائما ولم يأخذ حمامه الذى اعتاد عليه سابقا, ذهب مسرعا لتلك المحطة وبدء يومه .
تذكر انه لم يكن متعبا هكذا من قبل "عيزنا نرجع زى زمان قول الزمان يرجع يا زمان " ترددت باذنه تلك الكلمات لتصيب عيناه بسهم الدموع , يسمع نداء الكومسارى
"رمسيس الا نازل رمسيس"
يسرع لاحقا بذلك الباب الذى يحوى عشرات من الجثث المتحركة .
دخل مكتبه ليحبس انفاسه بين طيات تلك الاوراق مؤديا عمله– لم يشرب قهوته اليوميه –
يتهامس زملائه على حالته التى صار بها منذ شهرين .
انتهى العمل عاد ذاهبا الى المحطة فهو يحمل تلك شريحة الفقراء التى تحميهم من دفع أجرة الأتوبيس ,سحب من جيبه ورقة بسيطة بها طلبات منزله والتى كتبتها أبنته الكبرى صاحبة المركز الأول بالشهادة الأعدادية.
نزل متجها لذلك السوق بدءا بهذا الطابور اللعين لرغيف العيش
_أهلآ استاذ\...............
هكذا رحب به أحد الرجال الواقفون بهذا الطابور.
لم يهتم بما قال وظل وقفا ساهما كما كان سابقا ,كم كنت أنانيا!
لا أعلم عن كل هذا شىء منذ شهرين قد مضوا و تذكر ذلك الزمن الذى رحل بسعادته أخذ نفس عميق مستنشقا تلك الرائحة فهى تحمل نفس عطر زوجته التف حوله ولكن لا أحد هنا .
(سهاما أخر قد أصاب قلبه وعيناه معا )
أخيرا وصلت للأول –أول الطابور-
ب 2 جنية لو سمحت
مد يده بجيبه ليخرج المال فاذا بجيبه فارغا , لم يجد حتى جنيهان .
ارتعد خوفا هل قد سرق؟!
انسحب بهدوء من ذلك الطابور وظل يبحث عن أمواله ولكن بلا جدوى
_سبتينى لية بس ؟ مش عارف أعيش من غيرك .
يردد كلماته حزنا على زوجته التى فارقته منذ شهريين.
عاد منزله وهو يجر خيبته خلف أذيال بنطاله
تسالت الابنه لما لم ياتى بشىء , لم يجيب دخل ليجلس مع
ابنه الصغير
فاذا به يعبث بأموال أبيه الضائعه