الأزهار العملاقة

الأزهار العملاقة

خرج سمير من البيت كعادته كل صباح قاصدا المدرسة ..وقبل أن يصل إليها ..كان عليه أن يمر على حديقة جميلة ’ممتلئة بالأزهار البرية ,الملونة ...
كل أصدقائه في المدرسة ,يمرون بالجنب منها ’حتى لا تداس أقدامهم تلك الأزهار,الصغيرة وًتكسرها,إلا سمير فقد كان يتعمد السير فوقها ,ويركلها بكلتا رجليه وكأنها كرة وسط الملعب ,تتقاذفها الأقدام ...
وكم من مرة يشكل سمير باقة كبيرة ملونة من ،أصفر، وأحمر، وأبيض، فيسأله صديقه أسامة ببراءة ...
< هل ستهدي هذه الباقة إلى معلمتنا ..؟.
ويرد عليه بضحكة ساخرة ...
< طبعا لا :
ويسأ له أسامة مرة أخرى ..
< ولمن هي إذن ؟.
< فمعلمتنا تحب الأزهار كثيرا، تذكر لما أهدتها نسرين وردة حمراء كم فرحت بها.؟
.ويصرخ سمير في وجه صديقه :
< قلت لك هي ليست لأحد، هيا أغرب عن وجهي واتركني وحدي...
ينطلق أسامة جريا من أمامه، ذاهبا،إلى باقي أصدقائه ، أما سمير بكل شقاوة ، يكلم نفسه قائلا ،
< من يظنني ذاك المغفل ،الأبله .؟! هل أنا غبي حتى أهدي لمعلمتنا أزهارا ؟!
< هل يظنني فتاة ؟! وإن أرادت أزهارا ، فلتشتري :
وقبل أ ن يصل إلى المدرسة، رمى بباقة الأزهار تلك في الفضاء فانتشرت في كل مكان وتابع طريقه إلى المدرسة، فرحا، مسرورا، و كأنه لم يفعل شيئا...
ـ تلك الأزهار كانت تتألم، وتبكي في صمت، دون أن يحس بها أحد، وخاصة مثل هؤلاء
الأطفال الأشقياء ...
ودائما سمير على ذلك المنوال، يكسر، ويمزق كل زهرة يصادفها في طريقه ذهابا، وإيابا
وذات يوم والشقي، سمير، عائد إلى بيته وحده، فكل أصدقائه انصرفوا عنه لشقاوته المتكررة.. كان يغني بأعلى صوته، غير مبال بأي شيء من حوله..
وماإن توسط سمير الحديقة ، وفجأة تلبدت السماء بالسحب السوداء ، واختبأت وراء الغيوم
الكثيفة، أحس سمير بالخوف، فالجو أصبح مظلما، والطريق إلى بيته اختفى..
يبكي بأعلى صوته ، كما كان يغني بأعلى صوته ، ينادي على أمه ، ماما ، ماما ، تعالي
وخذيني أنا خائف كثيرا، أرجوك يا ماما تعالى بسرعة ..
وتصل إلى أذنيه أصوات قهقهات ، وضحكات عالية ، يلتفت بسرعة ، ويندهش ويزداد
خوفه ، الأزهار الصغيرة ، أصبحت عملاقة ، بل أطول منه ، تزحف نحوه بسيقانها الطويلة ، تبرز أشواكها الحادة ، وتضغط بها فوق رجليه ،ويديه ، حتى لم يعد قادرا على
الحراك ، يترجاها بدموع تملأ وجهه ، أرجوكم أتركوني أعود إلى بيتنا ،ماما تنتظرني :
تنطق إحداهن :
< أنسيت ما فعلته بنا .؟.
< أنسيت الركلات التي أذقتنا ، إياها كل صباح ،وكل مساء، أنت لم ترحم ضعفنا ، إذن
نحن أيضا لن نرحمك ، وسنفعل بك اليوم ما فعلته بنا بالأمس ، ويترجاها مرة أخرى ،
< أعدكم أنني لن أكرر أفعالي وسأكون لطيفا معكن صدقنني ..
فقالت أخراهن :
< لنتركه هذه المرة ، وإن أخلف وعده معنا لن تركه سالما ..
وما هي إلا لحظات ويفتح سمير عينيه ، يجد كل شيء كما كان ، الأزهار صغيرة ،السماء
صافية ، الشمس ساطعة ، يحمل محفظته ينفضها وينفض ملابسه من التراب وهو يقول :
< هل ما رأيته حلم أم حقيقة .؟. ثم يضحك ..
< طبعا كان حلما فكيف لهذه الأزهار الصغيرة أن تصبح عملاقة وأطول مني ، هي صغيرة وستبقى صغيرة ، ويكمل طريقه إلى البيت ، ومن غير أن ينتبه يسحق بقدمه
إحدى الأزهار الصغيرة ويكمل طريقه وفجأة يتذكر وعده للأزهار يعود ينحني نحو الأرض يحمل تلك الزهرة بين يديه يستسمحها ثم يعيدها إلى التراب ويعود إلى أمه محملا بأزهار
كثيرة ولأول مرة يهدي أزهارا لوالدته ...
:

الاستاذة/ امال الجزائرى
فكرة جميلة من لا يرحم لا يرحم
تقبلى مرورى المتواضع
دمت بخير

القاصة المبدعة الجميلة / أمال الجزائرى

قصة جميلة بإسلوبك رائع ولغة بديعة تقترب من عقل الطفل كثيراً وتحمل له الكثير من المعانى

الأنسانية الرائعة .

شكراً لكِ مع خالص أمنياتى بمزيد من التفوق دمت بكل خير .

تحياتي اليك اختي عاشقة الشعر
لكم سعدت بمرورك الجميل على قصتي وما زاد
سعادتي اكثر كون قصتي المتواضعة اعجبتك ويارب
نكون اصدقاء تجمعنا الكلمة الطيبة الصادقة
ودمت موفقة

عزيزتي ايمان الروبي تحياتي اليك

سعيدة جدا بكلامك الحلو نحو قصتي المتواضعة ويا رب
تكون كل كتاباتي مقبولة وناجحة واتمنى لو نصير اصدقاء
يجمعنا الحرف والكلمة الطيبة ودمت موفقة ان شاءالله

تلك القصص نحن فى احتياج لها للاطفال لانة ببساطة نعلم اطفالنا الان بحبك يا حمار والاشياء الغير رائعة قصة للاطفال رائعة يا اخت امال

تلك القصص نحن فى احتياج لها للاطفال لانة ببساطة نعلم اطفالنا الان بحبك يا حمار والاشياء الغير رائعة قصة للاطفال رائعة يا اخت امال

استاذي المحترم لقد صدقت في قولك وبسبب الاشياء الهابطة التي صارت
تعرض من طرف ... وانت اكيد تفهم قصدي افسدت عقول الاطفال البريئة
لكن نحن هنا لنصلح على الاقل القليل ، وتاكد ان هذا شرف كبير لي كون
حضرتك يعلق على قصتي المتواضعة
مرة اخرى اشكرك ومت موفقا

الأستاذة الفاضلة /أمال جمعة
أولا شكرا لك على القصة الهادفة المضامين هنا
وأحب أن أضيف بعض الأمور الهامة التى نرقى بها لأدب الطفل ولإنجاح عمله
لا بد أن يتمتع الكاتب بروح الطفل الذي يكتشف الأشياء من حوله لأول مرة
بكثير من السذاجة وكثير من الجرأة وكثير من الرغبة في المعرفة، إنه لا
يكتفي بالنظر العابر، ولا يكف عن إطلاق التساؤلات وبأقصى قدر
من النباهة واللجاجة، كما أنه أبدا لا يصل إلى إجابات مقنعة..
تماما كما لا تستهويه تلك الإجابات الجاهزة...
ولاننسى أبدا نُعدِّهم إعداداً يؤهلهم ليخوضوا ميادين الحياة مسلحين بالعلم والإيمان،
وأن نزودهم بثقافة إسلامية تغذي الجوانب السامية في نفوسهم ليكونوا رواداً
في بناء الحضارة لا يسبقهم إلى ذلك سابق !!.
اشكرك على هذا العمل المتميز [u]

المبدع الكريم عاطف منصور

اشكرك جزيل الشكر على مرورك على قصتي المتواضعة
واشكرك خاصة على كلامك الجميل نحو قصتي والحمد لله
انها اعجبتك ودام تشجيعك لي ودمت موفقا