نسمات من ذكرى زفاف أم إياس بنت عوف

نسمات من ذكرى زفاف أم إياس بنت عوف

قالت لها كوني له أمة يكن عبدا لك

أي بنية إنني أوصيك مكرمة و إشفاقا عليك
لو أن تركاً للوصية واجب من فضل آداب لديك
تُركت لذلك منك

لو كانت امرأة تعز بقومها
و شديد حاجتهم إلى حسن الوصال
لو أنها لغنى ذويها تستقيل عن الرجال

كنت أغنى الناس .. لكن النساء لهم خلقن
و لهن قد خلق الرجال

يا بنت أمك إنك فارقت عشا كنت فيه
و غشيت وكرا لم تكوني تعرفيه
وتركت أقرانا و أهلا
ووصلت إلفا لم تكوني تألفيه

أي بنية فاحفظي عشرا خصالا:

أي بنية بالقناعة فاصحبيه
وبحسن سمع عاشريه و امتثالا

لا تقع عيناه منك على قبيح
وبحسن وجهك فاغمريه و قابليه بطيب ريح

و تعهدي لطعامه ، و ترقبي من جوعه و بحره لا تلهبيه
و الزمي عند المنام سكينة لا تغضبيه

ولا تفشي له سرا .. فإن إفشاء السرائر يورث الغدر
ولا تعصي له أمرا .. فإن عصيان الأوامر يوغر الصدر

أي بنية و احفظي بيتا و مالا
و ارعيه و ارعي عرضه و ارعي عيالا

أي بنية وافقيه.. ترافقيه
يا در قلبي تُكرمي إن تـُعظميه

ثم اتقي ترحا إن كان مسرورا
أو فرح قلب عنده إن كان هم يعتليه

أي بنية إنك لا تبلغين به مناك
حتى يكون رضاه مرغوبا لديك على رضاك
و هواه محبوبا إليك على هواك
في منشط أو مكره .. و الله يرعاك

قالت لها كوني له أمة يكن عبدا لك

ما بنت عوف في الفيافي غير وردة أقحوان
كانت تخبئ عطرها و رحيقها لحبيبها كي يرتويه
عصفورة برية كانت
ترتب عشها لأليفها كي تحتويه
تحميه من برد الشتاء و حر صيف يعتريه

أمتي و سيدتي
فارقتُ قافلتي

فارقتُ قافلتي التي ما فارقـَت أقدامُها رملا و بيد
فلا لديارها انقلبَت و لا إلى الآفاق واصلت الصعود
أأهمني إن كنت قد فارقتها؟ قد كنت بين سكونها فذ ٌ فريد
هي فارقَتني قبل ذلك و اكتوى بجحودها ظهرٌ و عود
فارقْتُها و ما فارقْتُها و قبعت في قلبي وحيد
أردفت أحلامي جوادا جامحا لا يستمال و لا يعود
أركبت آمالي طيورا هاجرت نحو الشمال و بيننا زمن مديد

يا أمامة إنني آت إليك
أقبلت أبغي وردة كانت لديك
قد كان راود خاطري منها شذاها
و سبحت فيها عين مسك

ذهَبَتْ!
لماذا؟ أخبريني..
أوَّاه كيف تركتِها؟
وفجعتِني في حلم عمري

أوَّاه كيف رفعتِني و تركتِني أهوي إلى قاع بعيد؟
أغرقتِني في ليل أسري
و حرمتِني من خير أمتعة الحياة و ما لديك

يا أمامة إن لي عتبا عليك
لا يُقال بغير سر
أودعته طيات صدري
أفشيه عندك يا أمامة
أنني فارقت قافلتي التي قد فارقتني
أنني آت إليك
أقبلت أبغي وردة أخرى لديك
أودعيها سرك الغالي و سري
قلديها من قلائدك النفيسة لؤلؤا وملاك أمري
ثم زفيها إلي ولا مزيد

شاعرنا القدير إسلام راشد
حقيقة لقد كتبت فأبدعت
و سطرت فعبرت
أحييك على قصيدتك الجميلة
التى تنتصر للجمال و للتراث
دمت بخير
أخوك

أخي الشاعر المتألق عاطف

لا أدري ماذا أقول أمام كلماتك الجميلة
و تشجيعك الدائم لي

غير قولي لك جزيت كل خير