ما زلـتَ حيّا ( مرثية إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش )

فوق الطريق تلكأت كل الخطى
و المركبات الفارهات
تطوف في مضمار عزف ٍصاخبٍ لا ينتهي
لا ينتهي كي ينطلق
نحو الفراشات اللواتي
قد أتين ليحترقن بنبض حلمٍ يحتضر
عزفُ أحاط به الصياح مع النباح
مع العواء مع المواء مع الثغاء المرتوي
من نبع أنات الزئير
مقطوعةُ عزفت على
أوتار قلبٍ مهتريء
و تثاءبت كالرعد في
أذن الفراشات اللواتي هرولت
للحلم
بالكفن الموشّى بالألم
و تساكبت حمماَ تلطخ كل أمنيةٍ
بها لون البكارة مزدهر
لم تنزعج منه الفراشات التي قد أطلقت
بعض الزغاريد ابتهاجاً وقتها
فالحلم سار إلى النهاية صامداً
لم ينكسر
لم تنزعج أبداً فذيّاك السبيل
عرفنه و مشينه
من قبل أن تلد الطريق المركبات و صوتها
فصياحها
عبثاً يحاول أن يقلد صوت حادٍ
رغم موت قطيعه
غرقاً بصحراء العقول القاتمة
ضلّت خطاه فصار يعوي
في طريقٍ مظلمة
و بظنه أن الحداء يحطم الحلم الذي
لثم الأمل
لم يدر أن الحلم ومضٌ من ضياءٍ قادمٍ
و برغم ما قد كبّلوه و أثقلوه من العذاب
سينفجر
هتفت به :
يأيها الحلم المسجى
فوق قارعة الطريق ألم تزل
تتذكر الجب الذي ألقيت فيه
و لم تزل حياً وصوتك في المدى
متألقٌ
لينير أركان التأوه بالأمل ؟
أولم تزل ؟
سكن الغباء الحاقدين على الضياء
لخوفهم من أن تصير لهم أميرا عادلا
و تعيد صوت الحق من منفاه
رغم سيوفهم
فتجمّعوا في دار ندوتهم و كان قرارهم
أن يقتلوك و أنت تسعى كي تلبّي
للصفاء نداءه
لم يفلحوا
فأتوا ببعضٍ من دماء ظلامهم
كذباً و زوراً فوق أنسجة القميص
ليندحر
لم يفلحوا
باعوك للأحزان و الأوهام و النسيان و الإدمان
ثم اشتروا من صفقة البيع الرخيصة رشفةً
من كأس خمرٍ عتّقت أعنابها
في وحل أفكار الظلام ،
و بين أشداق اللئام
لكنهم لم يرتووا بشرابها
و جثت عقولهم الرديئة في معابد إفكهم
تستنزف الضحك الحزين
لم يفلحوا
هيهات بل هيهات للحلم المطوّق بالضياء
بأن يموت بنصلهم
أو ينشطر
أو لم تزل
تتذكر الأبواب لمّا أغلقت
و قد اختليت بفرصة ٍذهبيةٍ
و الشوق يقطر من حروف حديثها يسري كرقراق الجداول يبتغي
درباً إليك ؟
نادى عليك :
يأيها الحلم الحبيب لنبض أشواق الهوى
في داخلي
هيّا تقدم و ارتشف من ضوء أنهار المحبّة
ما تريد ، و ما أريد
و ما أردت سوى التنعم بالهوى
آهٍ حبيبي (هيت لك )
صوت اشتهائي للوصال السرمدي
حروفه
نطقت بوجدان الجوارح داخلي
(هيئت لك )
هم يسبحون مع الظلام إلى شواطئ إفكهم
فتركتهم
وأتيت لك
أو لم تزل
تتذكر الضوء الذي قد صدّها ؟
أو لم تزل
ذاك الذي خاف الخيانة َ
أن تلوّث طهرة الثوب المعتق بالجلالِ
و بالبهاء المنهمر ؟
ذاك الذي
قد فرّ للكهف العتيق ليحتمي بنقائه
لكنه ما نام بل عادت خطاه سريعةً
حتى تضاء به النجومُ
ليستقرّ أزيزها
بعيون من فقدوا العيون لكي يروا
ضوء الحقيقة لامعاً
و لكي يروا
صوت الحقيقة جامعاً
كل المنى في أحرفٍ
تحوي أمل
أو لم تزل حيّاً ؟ ... أجبني ؟
لم تزل
مازلت حيّاً لم تزل
ما زلت حرّاً لم تذل
قم و انتفض
لبِ نداءً قادماً من ذي الحياة
لتنتصر
من لم ينل تاج الشهادة
في معاركه الطويلة حقّه
نصرٌ قريب
لا أن ينام
لينتحر

أخي الحبيب الشاعر الكبير جابر الزهيري .. قل لي بالله عليك كيف اعلق على هذة القصيدة ..ومن اين لمثلي لغة ومفردات تصف هذا العمق وتعبر عن جمال الجمال .. ان درويش يا أخي الحبيب مازال منتصبا يوجه لهم رصاصاته .. وانت انتفضت معه الليلة لتضرب القبح بالجمال .. وتعلن ان مداد درويش سيبقي حيا ملهما للمبدعين الرائعين من أمثالك ... أخي الكريم متعك الله بالدنيا والاخرة كما امتعتنابقصيدتك ..وجعل الله وفاءك لدرويش في ميزان حسناتك

تقبل كل حبي وتقديري واعجابي الاكبر لما كتبت يميينك ..لا حرمنا الله منك ومن أبداعك

أخى العزيز الشاعر القدير الأساذ جابر الزهيرى
هذه القصيدة ليست مرثية أوبكائية على الشاعر الكبيرمحمود درويش وليست ذكرى تحرك الأشجان والأحزان على رائد مناضل بالكلمة وإنما هى لمسة وقاء وبؤرة تشع الأمل الذى يضئ الطريق للسير إلى الأفضل ..واستطعت فيها أى تعيد إلى أذهاننا مثلا للطهر والإيمان بالرسالة لإظهار الحق مهما اشتد الباطل..وفى القصيدة الكثير من الإبداع والرمزالذى يحتاج إلى الغوص فى أعماقها لاستخراج الدرر المكنونة .وسؤال : هل أنت درست القراءات ؟
السيد درويش الضبع

الاستاذ الشاعر الكبير جابر الزهيري

يموت الزيتون واقف ................وهكذا عهدنا الابطال الشهداء
ان درويش لم يمت فهو خالد فينا ابدي خلود الحرف و الكلمه..... ديمومة البيت و القصيده
فهل ننسى كلمات المناضل درويش حين ابدع وقال

أحنُّ إلى خبزِ أمّي

وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي


خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبكْ
وغطّي عظامي بعشبِ
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وشدّي وثاقي..
بخصلةِ شَعر..
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصير..
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!

هكذا تخلد ..........احرف درويش لتكتمل الثوره في العقول والقلوب

كاكتمال الجمال في رائعتك استاذ ي جابر الزهيري


قد فرّ للكهف العتيق ليحتمي بنقائه
لكنه ما نام بل عادت خطاه سريعةً
حتى تضاء به النجومُ
ليستقرّ أزيزها
بعيون من فقدوا العيون لكي يروا
ضوء الحقيقة لامعاً
و لكي يروا
صوت الحقيقة جامعاً
كل المنى في أحرفٍ
تحوي أمل
أو لم تزل حيّاً ؟ ... أجبني ؟
لم تزل
مازلت حيّاً لم تزل
ما زلت حرّاً لم تذل
قم و انتفض

دمت لنا ودام قلمك مبدعا
بانتظار جديدك

الجميل جابر الزهيرى :

أسجل أعجابى الشديد بالقصيدة والقصيد

لأن هذة الرائعة من أجمل وأعمق ما قرأته فى رثاء الراحل المناضل (محمود درويش )


ولك منى أطيب الكلمات



أخوك



علاء

الشاعر الأستاذ خلف أحمد :

شكراً لمرورك الأول على القصيدة وتذوقك لها وتعليقك عليها بكلمات راقية

الزهيرى

الشاعر المتميز محمود جمعة :

أخى الكريم كل الشكر والتقدير لكل حرف ورد فى تعليقكم على قصيدتى

وأنا أعتقد أن درويش مازال حياً بكلماته الخالدة التى تشعل ثورة الإبداع داخل شعراء العرب

ليحاولوا أن يكونوا امتداد له على درب المقاومة

تقبل تحياتى وتقديرى

الزهيرى

الشاعر الكبير الأستاذ السيد درويش الضبع :

أشكركم أخى على كلماتكم الراقية التى وردت فى تعليقكم على النص

وقد كتبت هذه القصيدة فى نفس يوم وفاة شاعر الأرض محمود درويش رحمه الله

أما عن دراستى للقراءات فبفضل الله أنا خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية والدراسات

الإسلامية ومن قبلها تفضل الله علىّ بأن جعل القرآن فى قلبى منذ الضغر و لى بعض

المحاولات فى تجويده وإمامة المصلين و كذلك خطيب منبرى منذ أكثر من 15 عام

كل الشكر والتقدير

الزهيرى

الأستاذة المبدعة شرين مصاروه :

شاكر لسيادتكم مروركم الأكثر من رائع وكلماتكم الجميلة فى حق قصيدتى

وما أنا إلا عربى استشعر كلمات درويش الخالدة بالحس والدم المشترك فكتب له ما يختلج

بوجدانه

شكراً لمروركم الجميل وأتمنى التواصل

الزهيرى

إلى ولدى البكر وأخى العزيز الشاعر المتميز علاء جمال :

جمال القصيدة من جمالكم وعلو القصيدة من علائكم

وما أنا سوى محب لدرويش الإنسان والشاعر والحب الحقيقى هو الذى يمنح الإحساس بصدق

الكلمة

جمعنا الله على الحب الحقيقى فيه

أخوك الزهيرى

الأخت العزيزة والشاعرة المتميزة أميرة البدرى :

أشكرك على التواصل الجميل والكلمات الأجمل فى تعليقاتكم على قصائدى والتى تؤكد أن شعراء

العامية اللذين لديهم إحساس راقى بالكلمة يتذوقون جميع أجناس الأدب ويتعشقون الإبداع الجميل

ككل يصب فى إناء واحد وهو وجدان المتذوق

دمت بكل سعادة وخير

الزهيرى