جمهورية كراكونيا..........

محاولتى الوحيدة فى فن القصة أرجو أن تنال رضاكم

..........................................................................................................................

لا يعلم هذا الفتى أين تقع بلدته . .. ربما كان يعيش فى دوله ليس لها وجود على الخرائط لا يعلمريعلم كيف جىء به إلى هذا المكان المظلم الضيق
كل ما يذكره عن نفسه أنه عاش فى جمهورية كراكونيا تلك الجمهورية التى ولد فيها وعاش فيها طفولته المحرومة مع أبيه البائس وأمه البائسة
فهذا والده الذى مات مريضا بعد أن رفض الطبيب العبقرى إجراء الجراحة له إلا بعد أن يسدد مبلغ العشرين ألف ...
لم يكن لديهم من ذلك إلا عدة مئات ثمن أثاث البيت المتهالك
كم توسلوا له ! كم قبل أبوه يده !
ولكن لا إجابة
لم يكن من ذلك العبقرى إلا أن طلب لهم من يزيحهم من أمامه
كان يتذكر ذلك أثناء عبوره الطريق فاصطدم جسده النحيل بشاب فتى ّ ... ها ... لقد مات الرجل على أثر ذلك غارقا فى دمائه .. كيف مات ؟.. ولكنه مات
استأنف الفتى سيره
ها هو ممتلىء بالهموم التى تنضح على جبينه عرق الغضب
كانت الساعة تشير إلى وقت خروج الطلاب من المدارس .. رأى على جانب الطريق أطفالا تعبر فابتسم .. وسرعان ما غضب وعبس
لا بد أنه تذكر طفولته .. تذكر أيام دراسته فى مثل تلك السن ... لم يكن من يعلمه قدوة له بل كان يفرض عليه ما يفرض ... لم يكن ليرحم فقر أبيه
كم مان يضربه ! .. وكم كان يسبه ! وكم كان الفتى يتوسل ويتقرب ! وكم كان يهان ويرد !
أحرقت الذكرى حنينه لكرامته فبكى ....ولكن ... مع بكائه .. وقع عدد من أولئك الأطفال صرعى
واجتمع الناس ولكن . من القاتل .؟؟؟؟
بدأ الشك يساوره وبدأ القلق يتسرب إلى نفسه
مر بطريق مزدحم بسيارات فارهة وأخرى حقيرة ..
وقعت عينه على رجل تبدو عليه مخايل العظمة ... وكان ذلك العظيم راكبا كرامة الناس فى تلك السيارةالفارهة
وكان يدخن شيئا يشبه نوعا من اللحوم ربما كان الفتى قد سمع عنه من قبل فنظر أليه بإمعان وطالت وقفة السيارة ..
وعندئذ دارت فى مخيلته ذكرى ذلك اليوم العجيب
اليوم الذى عادت فيه أمه من البيت الذى كانت تعمل فيه خادمة
وهو بيت أحد الوجهاء يشبه ذلك الوجيه الذى يعلو نفوس الناس وأرواحهم
كان يوما عصيبا...فقد كانت أمه تبكى بكاء صارخا وتقول لأبيه : والله لن أذهب إلى ذلك البيت مرة أخرى ’ إنه رجل لا يعرف الحياء ولا الكرامة
وقد لمح الفتى فى عين أبيه نظرة الكرامة المنكسرة فلم يكن لأبيه قدرة على مجابهة ذلك العظيم ليثأر لنفسه ولم يكن فى غنى عن راتب أمه التى تكد معه
أحس الفتى أن دخان الرجل من سيارته يحرق كبده ويتحدى به كرامه كل الحقراء من أمثاله
نظر إليه الرجل من نافذة سيارته يظنه متسولا فقال له : اذهب يا ولد اذهب
صرخ الفتى فى وجهه صرخة فإذا الرجل قتيل غارق فى دمائه وإذا النار تشتعل فى السيارة
فزع الفتى واابتعد عنها وقد تمكنت النيران من السيارة وسرعان ما انفجرت
ما زال الفتى يشك فى نفسه وقد أوشك أن يتأكد أهو من أصحاب القوى الخفية وهل هى فى عينيه أم قلبه ؟
فكيف يموت هؤلاء ؟
ها هو سوف يرتاح من كل هذا
فقد وجد الحافلة التى تقله إلى أقرب مكان من بيته
وكان ذلك المكان يبعد عن بيته الحقير بمسافة ل يعلم مقدارها إلا بالزمن الذى يقدره بنصف ساعة من السير
ركب فى زحام الأجساد وتلقت أذنه عبارات الازدراء والسباب ... حتى ظفر بمكان فى معترك ذلك الزحام ولكنه حمد الله أن وجد لنفسه مكانا
وتصادف حظه من الوقوف بجانب رجل فائز بكرسى .. وفتح ذلك الرجل جريدة يقتل بها وقته المتعب فألقى الفتى بعينيه ليخترق بعض عناوين الجريدة .. قرأ فيها ما يثلج صدر البلهاء
( أبشروا أيها الفقراء .. اللاف من فرص العمل ... مئات من السلع ينخفض سعرها لصالحكم ... علاج على نفقة كراكونيا .. .. رحلات ترفيهية فى ضواحى وشواطىء كراكونيا .... كراكونيا للجميع
ابتسم الفتى عندئذ ابتسامة حدث على أثرها ىء عجيب
وجد وكأن النار تشتعل فى الجريدة وزاد اشتعالها حتى أمسكت النار بملابس الرجل وإذا هى تتمكن منه
ويصرخ الجميع ... تصايح الجميع وتدافعوا للنزول هربا من جحيم ينتظر من ينتظر
فر الفتى وقد أيقن أن به سرا وأكمل طريقه إلى البيت ماشياعلى قدميه ذواتى النعلين اللذين تصدق بهما عليه تاجر ( الكانتو (

يمشى وتحرق قلبه مناظر الأطفال عراة النصف الأسفل ويبكى حينما يرى نساء يحملن دلاء الماء إلى بيوتهن الصاج المختلط ببعض الخشب لا يرحمهن ذلك من برد الشتاء ومطره أو حر الصيف ولهبه
لا علينا فقد وصل إلى أفحوصه الذى ولد فيه ولم يترعرع
قابلته أمه وقد تكسرت قدماه من المشى فلما استقر به المجلس على أرضه الخشنة قال لأمه : أليس عندك من شىء يؤكل
فأجابته بسؤال : ألم تجد عملا
نظر فى انكسار وتمتم : ليتنى لم يؤت بى إلى ذلك الخراب ... لم جئت بى يا أمى .؟ وتذكر من يقول
لما تؤذن الدنيا به من صروفها .... يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيه منها وإنها .... لأوسع مما كان فيهوأرغد
أين اتساع الدنيا ؟ أين الأرض الواسعة ؟ أين ....
ها ... ها.. أمى ما حدث لك ؟
كيف وقعت أمى هكذا ؟
إنها ماتت كيف ؟
وما هذه الحرارة التى تلهب المكان ؟ النار تشتعل فى البيت .........
حاول إطفاءها ولكن لا فائدة
فهرب ينجو بنفسه وقد تأكد أن كل ما حدث فى يومه الكئيب كان هو السبب فيه حاول الهرب ولكن إلى أين ؟ إلى تلك الشوارع التى تمتلىء بأضواء ومبان عظيمة يقال إنها بيوت تسكن جرى وجرى حتى تمزق نعلاه فتركهما وأكمل وكلما قابل أحدا فى طريقه يجده فى لحظة يقع صريعا أين أهرب ؟ أين أنجو ؟ حتى وصل إلى مكان مزدحم بالناس
لا يعرف له اسما إلا أنه من الأمكنه التى يرتادها أغراب عن بلده كراكونيا
بالمكان أضواء وضجيج... وبيع وشراء ...
حوصر بين زحام الناس
وفجأة ...........انطفأت الأضواء
أين أنا الآن ؟ وما هذا الظلام ؟
وما هذا الهرج والمرج ؟
وما كل هؤلاء القتلى ؟
مئات من الناس يجتمعون ويتفرقون
................ صرحت وكالة أنباء كراكونيا : أن حادث الانفجار الذى دمر الحى السياحى لم يكن بفعل فاعل
إنما هو بفعل مفعول به

.........................
عماد عنانى عنانى
........................................................
.........................................

أخى عماد
أحييك على قصتك الجميلة و التى هى مبشرة بقاص رائع
مع تحيزي لشعرك الفصيح
فللمبدع أن يكتب ما يشاء و عليه أن يمتعنا كهنا
دمت بخير
أخوك

يا لها م شهاد أشبه بالوسام
شكرا لك أخى عاطف

رائع ومبدع
تقبل أخي عماد تحيتي ومودتي
وإعجابي الشديد بكل ما تكتب من قصة أو شعر

شكرا أخى حسام
بارك الله فيك
....................

» تحيا جمهورية مصر العربية
» مها الغنام و تحيا جمهورية مصر العربية
» جمال مبارك رئيس جمهورية مصر العربية
» بروليتاري في جمهورية الحب / الحاج لطفي الياسيني
» بروليتاري في جمهورية الحب / للشاعر العروبي لطفي الياسيني