الشاعر عاطف الجندى و ديوانه لا أريد

الشاعر عاطف الجندي و ديوانه
لا أريد
للشاعر الناقد / محمد على عبد العال
***
الشاعر عاطف الجندي من الشعراء الموهوبين المجتهدين و المجددين و لا أنسى منذ إن كان طالبا في ثانوي و كان يأتي إلينا من محافظة البحيرة لحضور ندوات الجمعية المصرية لرعاية المواهب بالقاهرة و يعود في نفس الليلة ، كان و لابد لهذه المثابرة أن تثمر و يصبح بعد ذلك رئيسا لنادي أدب الريحاني بالقاهرة ، طيلة سبع سنوات بعد إن غزا القاهرة
- و ها هو يواصل المسيرة في ديوانه الخامس ( لا أريد ) و الصادر عن اتحاد كتاب مصر و الذي طبع في مطابع هيئة الكتاب المصرية و الديوان به ثلاث و عشرين قصيدة و يقع في مائة و أربعين ورقة من الحجم المتوسط و الديوان يحمل اسم لا أريد و الذي قد خدعنا في عنوانه ، و اتضح أنه يريد و أن الشوق لا يزال مشتعلا حتى بعد الصد و الهجر و العودة : يحدث هذا فى ص 44 حيث يقول : "
أنا لا أريد
شيئا سوى
عينيك يا حبي الأكيد "
أما قصيدته أشواق الجازورينا ص 7 فهي العودة للجذور و السير على الترع و المصارف في قرية الزمام التابعة لقرية كفر الواق بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة و يقول في هذه القصيدة : " أنا ما نسيتك فاذكريني
إنني مازلت فلاحا
- برغم تغير الأزياء –
منبهرا
بطينك المنقوش في سمتي
قوي الزند
أضرب فأس أحلام ٍ
و انتظر الخفي
***
أنا ( جازورين ٌ ) عائد ٌ
لشطوط دفئك يا فتاة
فطهريني من ذنوب الإفك ِ
و أروي قلبي َ المحروم
من صبح نقي
***
و ضعي يمينك في يميني
رجعي سمتي إلي "
أما قصيدته القمر السعودي فهي تدل على أن الشاعر عاطف الجندي قد استوى على نار التجربة و أصبح شاعرا يمزج بين كل تجارب التراث العربي و يخرج لنا هذه الصور الحديثة القديمة حيث يقول :
" هلا رأيتم قاتلا
و سلاحه خجل يزينه 00 و شامة ؟!
هلا رأيتم في جنون الوجد
مقتولا
يقبل في لسان النار قاتله
و يستجدي حسامه ؟! "
و في قصيدة ( عهود ) ص 31 و التي يقول فيها :
" أنا يا آخر الحلوات محتاج ٌ
لمصباحين زرقاوين
يخترقان أوردتي
و يكتشفان أغواري
فمنذ نعومة الأحلام لم أقرأ
و لا عبرت
ببحر مشاعري امرأة
- كما أبغي –
ولا عزفت
على أوتار قيثاري "
و عهدي به أنه دائم التنقل من غضن إلى غصن كالطائر ثم إني بصراحة أحقد عليه عندما يقول :
" ملئت حقائبي قُبلا ً
و أزهارا
و تذكارا
لكل جميلة ٍ عبرت على يومي
و أرخت ليلها المحلول
فوق سرير إعصاري "
ثم كيف يطلب منها أن تعطيه درسًا و أنا أعلم بأنه يعطي دروسا في ذلك ، فيقول :
" دعيني أدخل التاريخ
لو تعطينني درسا
بباب الحاء
فصل الباء
في قاموس أسراري "
و الشاعر عاطف الجندي في ديوانه هذا يرجع للوراء كثيرا و لأنه أصبح شيخا بتجاربه فإنه يعيش على الذكريات مع أنه لا يزال الولد الشقي و ما يزال في ريعان شبابه ، و لكن معظم مواضيع و عناوين الديوان تؤكد غير ذلك فمثلا يقول في قصيدة بسمة للوراء :
" لا تتركيني
عند قلبك واقفا
أهفو لنبض ٍ
ضاع من أزماني "
و في قصيدة الصقر المهاجر ص 50 و التي يقول فيها :
سيكون قبرك
كعبة ً
للسائرين على طريق نضالهم
و العابرين
على نصال جراحهم
و الحالمين كما الأزاهر "
- ما يذكره الشاعر أي شاعر هو تاريخ ، و أنا لا أريد أن أخمن و إن كنت أعرف من خلال قراءتي للقصيدة و لأحداث عشناها ، من هو المقصود في هذه القصيدة ، و لكن مع تقادم الأيام و التاريخ سوف تكون قصيدة بطلها مجهول 0
- في قصيدة ( سيناريو جديد 00 لقصة قديمة ) ص 68 مجموعة من الصور و الرموز تشبه رواية متكاملة ، مزجت بين مشاكل الماضي و الحاضر ، و ما حدث بينهما من مفارقات في سورة يوسف فيقول :
" يا أيها القلب النبي
أنا أرى
في الحلم شمسا تختفي
بين الطوابير المملة
في انتظار الخبز
من فرن السماء "
و لا متسع لذكر كل الصور الجميلة التى أتت في القصيدة و كذلك نجد في قصيدة الشاعر عاطف الجندي و التى عنوانها بطل من ورق ص 76 و التى تاريخيا تختلط فيها الأمور و ربما كان شخصا ليس بصاحب قيادة ، و لكن خيال الشاعر – لسبب خاص به – أراد أن يسقطه و إن كانت من وجهة نظر الشعر هنا هي قصيدة رائعة و خاصة أن بها صورة شعرية بليغة و موحية و راقية في المقطع الذي يقول :
" و ها أنت تجلس
بعد افتضاح المرايا
لزيف الإشاعة
مثل النساء اللواتي
فقدن اختراع الحياة ِ
و لم يبق في الأفق ِ
غير اقتسام الضنى و الأرق ْ "
فغير خاف ٍ تشبيه مثل النساء اللواتي فقدن اختراع الحياة
- و في النهاية قصيدة إلى وجه عربي ص 100 و هى بارقة أمل و شعاع لكل عربي بعدم اليأس فإن النصر سيأتي حتما و لو طال الزمن و فى النهاية تحية لشاعرنا القدير و لديوانه الجميل ( لا أريد ) و هو إضافة جيدة للمكتبة الشعرية العربية 0
***
بقلم الشاعر و الناقد / محمد علي عبد العال
رئيس رابطة الأدب الحديث
( جماعة أبولو )

الشاعر محمد على عبد العال
نقد عال العال و كلام جميل و رؤية جيدة
لديوان شاعر كبير

» الشاعر عاطف الجندي يصدر ديوانه العاشر
» الشاعر عاطف الجندى يتحدث عن الشاعر مها عبود باعشن
» حُلم
» لِـعـبـتـَهـا صَـح
» إلى الشاعر العملاق عاطف الجندى