باسم ... والشجرة العجيبة ...
فى زمان غير الزمان , ومكان غير المكان... كانت توجد قرية جميلة جدا , فعلى الرغم من صغر حجمها إلا إنها تحتوى على كثير من الأراضى الخضراء والبساتين الجميلة التى زرعها الفلاحون بأيديهم ....
كانت تبدوا هذه القرية وكأنها بستان جميل مليئ بالزهور والأشجار ....
كل يوم وفى الصباح الباكر يستيقظ الفلاحون ويخرجون إلى عملهم فى فرح وسرور ويذهبوا إلى حقولهم ليستمروا فى العمل فيها طوال النهار بلا تعب ولا ملل .
حتى أصبحت هذه القرية من أجمل قرى العالم وقد اطلق عليها اسم ( القرية الخضراء ) ...,
وفى يوم من الأيام , وأثناء خروج الفلاحون للعمل فى الحقول وجدوا شجرة ... شجرة كبيرة جدا .., وعجيبة ... فهذه الشجرة كانت فى الأمس صغيرة , ولكنها اليوم قد كبر حجمها وصارت أكبر شجرة فى القرية .., بل فى العالم ..
هذه الشجرة كانت عجيبة ..., لأنها لا تحتوى على نوع واحد من الثمار ولكنها كانت تحتوي على العديد والعديد من كافة أنواع الخضروات والفواكة .
وقف الفلاحون أمام الشجرة فى ذهول تام ..,
اخذوا يقطفوا ثمارها واحه تلو الأخرى , والعجيب أن ثمار الشجرة كان يزداد كلما قطف منها الفلاحون ..
وبذلك قضوا يومهم أمام الشجرة يقطفون الثمار ويأكلونها , واستمروا على هذا الحال أيام عديدة , كانوا يستيقظون من نومهم ويجلسون أمام الشجرة طوال النهار لكى يقطفوا ثمارها ..., ولم يذهب أحد منهم إلى حقله إلا الفلاح (باسم ) ..
ذلك الفلاح البسيط الذى كان يمتلك قطعة ارض صغيرة بجوار منزله , هذا الفلاح الذى رفض أن يأكل من ثمار هذه الشجرة , وعندما سأله الفلاحون عن سبب الرفض
قال انه يحب ان يأكل من عمل يده ومن مجهوده ...
ومرت الأيام وهم لا يذهبون إلى حقولهم , بل أكتفوا بالوقوف أمام الشجرة لكى يقطفوا ثمارها .. وبذلك ماتت باقى الأشجار وتصحرت البساتين وزال جمال القرية بزوال عمل الفلاحين فيها ...
أما ( باسم ) كان يستيقظ مبكرا ويذهب إلى حقله لكى يقوم بزراعة بعض الثمار والأعتناء بالأزهار والأشجار المزروعة فى حقله ,
وكلما مر عليه أحداً منهم سخر منه وقال له تعال معنا تأكل وتتمتع دون تعب أو جهد ., كان ( باسم ) دائما يرفض هذا العرض لأنه يحب أن ياكل بمجهوده وتعبه ,
وفى يوم من الأيام .. خرج الفلاحون فرحين لكى يقطفوا ثمار شجرتهم العجيبة , ولكن للأسف لم يجدوها .., فقد اختفت الشجرة العجيبة إلى الأبد .., ووجدوا مكانها بعض الحشائش والأشجار الصغيرة ..
فحزنوا حزنا شديدا وذهبوا إلى حقولهم ومزارعهم ولكن للأسف وجدوا الزرع قد مات والزهور ذبلت والأرض تصحرت ولم يجدوا ثمار ليأكلوها أو ليبيعوها ., فبكوا بكاء شديد وندموا على ما فعلوا فى أرضهم الجميلة الخضراء,,
ذهبوا إلى صديقهم الفلاح ( باسم ) بعدما أصابهم التعب من شدة الجوع ..
فوجدوا بستان ( باسم ) مليئ بالأزهار والأشجار والثمار , ووجدوا ( باسم ) يقوم بعمله فى الحقل بسعادة وسرور ..
طلبوا منه بعض الثمار ليأكلوها ووعدوه بأنهم لم يفعلوا هذا مرة اخرى وانهم سوف يقومون بإعادة زراعة الحقول حتى تعود قريتهم أجمل قرية فى العالم ...