حلم البطولة
وقفت أمام المرآة أنظر إلى نفسى أضع يدى حول خصرى أتمايل يميناً ويساراً فجسمى رشيق ومتناسق , ثم أقتربت أكثر من المرآة لأتفحص ملامحى فهل أنا جميلة حقا كما يقولون ...؟ أنظر إلى شعرى الأسود الناعم الطويل الذى يتدلى جزء منه على وجهى وعينى , ولكن ما هذا ؟!!
أتذكر إنها تلك الشعيرات القليلة البيضاء التى بدأت تظهر فيه فينتابنى نوع من الحزن أحاول أن أسيطر عليه ,,
أنظر إلى وجهى , أتلمسه بيدى كم هو هادئ وجميل إلا أنه تخللته بعض التجاعيد وعلامات الكبر وأصبحت ملامحى تختلف كثيرا عن ما كانت عليه منذ سنوات , ربما أصبحت أجمل ولكن ملامح الطفولة فى وجهى ونظرة البراءة فى عينى قد أختفت ,,
حاولت مرة أخرى ألا أحزن وأن أرمى بكل هذا وراء ظهرى فعندى مناسبة سعيدة لذا يجب ان أسعد .., اليوم زفاف صديقتى ( رشا ) وأنا من تكون مع أصدقائها فى كل المناسبات و جميع اللحظات السعيدة , دائما أساعدهم وأشاركهم الرآى فى مسائل الزواج وأختيار ابن الحلال ,أو بنات الحلال وهذا بالنسبة لأصدقائى الشباب , مرورا بالخطوبة والزفاف حتى أسماء ابنائهم فأحيانا أختارها لهم ,,,
أعتقد أننى إنسانه محبوبه من أصدقائى والحمد لله ....
نظرت فى ساعتى وتمنيت ألا أكون تأخرت على الحفل ,
أرتديت مسرعة ثياب جميل يناسب هذه المناسبة السعيدة وذهبت لأحضر مراسم الزفاف منذ البداية , كم كنت سعيدة بهذا الحفل ولكن بصراحة لم تكن تلك السعادة التى كنت أشعر بها فى مثل هذه المناسبات منذ سنوات , لعلى اعتدت على هذه الحفلات وأصبحت لا تثيرنى بنفس درجة ما كان يحدث من قبل ..
وصلت إلى قاعة الفرح كم كانت جميلة أنيقة يتوسطها ذلك العرش الكبير المزخرف بالطل الناصع والورود الزاهية , هذا العرش الذى يسع لفردين لا ثالث لهما , هما العريس والعروسة , ولما لا فهما بطلان هذا الحفل وكلنا تقف بجوارهما نجمل عرسهما بسعادتنا وفرحتنا ..
ذهبت مسرعة مليئة بالسعادة إلى صديقتى البطلة التى تجلس على عرشها بكل زهو وفخر وسعادة , كم هى جميلة مثل الأميرات بهذا التاج وتلك الفستان الناصع البياض , كما يجلس بجوارها هذا الفتى الجميل الوسيم بتلك البدلة السوداء التى يتوسطها بعض البياض , يجلس كالشاطر حسن الذى تتمناه وتحلم به كل الفتيات ..
أقتربت منهما لأقف بجوارها أسعد لسعادتها , كما أساعدها فى هندمت ثيابها الملائكى عند قيامها وجلوسها , وأشارك فى وضع الورود والزهور عليها
فأنا خبيرة بمثل هذه المسائل , دائما اقف فى هذا المكان بجوار البطلة , هذا هو دورى دائما مساعدة لها ,,
وهذا الدور كان يبهرنى ويسعدنى كثيرا ولكنى وبكل صراحة أصبحت أمله مع كثرة تكراره ,,, كم أتمنى أن أجلس يوما على هذا العرش العظيم وبجوارى فتى وسيم أحبه ويحبنى لأتوج بطلة لحفل مثل هذا ....
وانتهى العرس فى سعادة وسرور وخرج البطل والبطلة والجميع خلفهم وأخذت انا بذيل ثوب فستان صديقتى وأنا أسير خلفها حتى وصلت إلى تلك السيارة الجميلة التى تزينت بالطل والستان وأمتلأت بالزهور والورود , تلك السيارة التى تجذب أنتباهنا وتخطف قلوبنا دائما بمجرد مرورها بجوارنا فى الشوارع ......
ودخلا البطلان هذه السيارة لتسير بهما وتوصلهما إلى حياتهما الجديدة التى أتمنى أن تكون جميلة وسعيدة ...
ووقفت أنا رافعة يدى لأحرك أصابعى يميناً ويساراً لأودع صديقتى ..
وتذكرت هذا الموقف فقد مر بى كثيراً فدائما اقف أنا خارج تلك السيارة لأودع صديقاتى اللاتى يركبن ليذهبن إلى حياتهن الجديدة حياة البطولة , ثم اذهب أنا إلى حياتى القديمة باردة الملامح التى أعتدت عليها ....,
كم أتمنى أن يأتى اليوم الذى أتوج فيه بطلة فى حفل مثل هذا لأبدأ حياة جديدة , حياة البطولة مع من يستحق أن يتوج بجوارى بطل ,, لأصبح أنا البطلة .......