متأخرة

مُتأخـــرة
جُرحا تركتِ أم عذاب
أم قلبٌ يداويه السراب
أنتِ التي أدمنتها أنت الشراب
****
أين أنا من هواً يوماً لم أذقه ؟!
وعندما جئتُ لأرتوي منه
كان عني قد ولى وغاب !!
****
سيدتي فلتسمعي كلماتي
أنا مــذ يوماً قد عرفتك ..
و قد تاهت عني نبضاتي
أنا وإن كنت عصفورا يغني ..
فهناك لحنٌ حزينٌ يخيمُ على أبياتي
أنا لم أكن يوماً أعيرُ اهتماما إلى رغباتي
كل ما كنت أبغي في حياتي
نظرةَ عطفٍ من عينيكِ ..
أو لمسةً يدٍ تشعرني بدفءَ حياتي
أو بيتَ شعرٍ أكتبه يوما
ليس فيه حزنٌ ولا عبراتِ
أنا الجريحُ من عينيكِ رغمَ صفاءها
ورغم ما توسمتُ فيها من حبٍ وخيراتِ
****
سيدتي فلتسمعي صرخاتي
الصرخةُ الأولى ..
في ليلةٍ من ليالي شتاء
القلبُ حزينٌ والجسدُ يبليه البرد
كاد يفنيه البلاء
أنت الحياة ُ دفءَ قلبي
أنت كل ما أبغي من الدنيا
لا أبغي خلودا أو ثراء
****
الصرخة الثانية
يومٌ حارٌ في فصل الصيف
الكل في مدينتنا يتهافت على قطرات ماء
وأنا وحيد في الفضاء
جئتك أنت
أبغي من عينيك ارتواء
لكنك كنت دوما بخيلة في العطاء
****
في الصرخةِ الثالثة
عصفورٌ يغني في الربيع
والناس تتبادل النسماتُ والقسماتُ والضحكات
وقلبي كأنما جواد
وقد ضل عن القطيع
****
في صرختي الرابعة
كان خريف عمري قد اقتحمني
زلزلَ أركان قلبي ودمرني
الشعرُ الأبيضُ فيما بيننا
سدٌ حائلٌ أبداً لن يقع
ونظراتُ عينيكِ كالسهم أينما حلَ وجع
أتمنى الآن يوما مما مضى
آهٍ لو العمر رجع
****
الآن جِئت إليّ تودعين
ما الذي جاء بك ؟
بعدما زال الشباب عن الجبين
أنا ما لدي سوى سؤالٌ واحدٌ
جرحاً تركتي أم عذاب ؟
أم قلبٌ يداويه السراب ؟
وفي ظني على سؤلي جواب
لم تتركي سوى رجلا أحبك
لكنه الآن يواريه التراب
ما الذي أتى بك !!