أيتها الذقن ... أجيبينى

قرأت كتابا خطه صاحبه خصيصا للدفاع عنك
فقال بوجوب ان يطلق الرجل لحيته و كاد يجزم بان من يحلق لحيته هو كافر آثم
و كأن مشاكل الأمة الاسلامية قد انتهت
و عاد الاقصى و تحررت القدس و الجولان
و تخلص المسلمون من اعداء الاسلام
و لم يبق لدينا سوى انت ايتها الذقن نبحث فى القرآن و السنة لنعرف هل من يحلق لحيته مسلم
ام انه بذلك قد خرج من الملة

اعتقدت ان اللحية هى اساس الاسلام و انها تميز المسلم عن غير المسلم

و بعدها وجدت رجلا يجر لحية بيضاء ناصعة امامه و كان محتجزا وراء القضبان فسألت عن
سبب وجود هذا الأخ المسلم فى هذا المكان فقيل انه نصاب خطير و ما ذقنه تلك إلا عدة النصب

رأيت احبار اليهود عند حائط المبكى يمارسون طقوسهم الدينية و كل منهم يحمل لحية عجيبة الشكل
و لا تخفى لحية البابا شنودة الغزيرة التى تملأ وجهه و كثير من القساوسة ايضا

ركبت مع سائق تاكسى ذى لحية .. اخترته دون غيره من السيارات التى تملأ الشارع بسبب لحيته
و التزامه الدينى .. فظل ينظر الى فى المرآة بنظرات متفحصة و بدأ فى حديث خارج مستخدما من
الألفاظ ما يدل على انه لم يمر عليه الدين و لو مرور الكرام
فسألته عن لحيته فقال انها تليق على وجهه و تزيده جمالا " عشان يعلق بنات "

ذهبت الى السوق لاشترى من البائع المسلم المتدين صاحب اللحية لعله يتحلى بالامانة و الشرف
و عندما اقتربت سمعت منه أبشع الشتائم لجيرانه البائعين و للزبائن بسبب سرقته فى الميزان
و عندما نظرت اليه جيدا وجدت خطوطا غائرة فى وجهه تحت لحيته تشبه خريطة الوطن العربى
و علمت انه انما يوارى ضربات السكاكين و المطاوى تحت لحيته

اقتربت من زملائى الملتحين فى العمل فوجدتهم يفعلون كل شئ و يحرمون على الناس الشمس
و الهواء و الطعام و الشراب
وجدتهم يستحلون الرشوة و ينظرون الى كل فتاة تروح او تجئ و يمزحون مع زميلاتهم مزاحا
غير عفيف .. و قيل لى لا تعجبى فإن الجماعات التى ينتمون اليها لا تسعى الا الى السلطة و الحكم
و ما اللحية الا رمزا لهم و آخر ما يفكرون فيه هو صالح الاسلام و المسلمين

وجدت الارهابى الذى لا تظهر شطارته الا على ابناء دينه البسطاء فيفجر اتوبيسا مليئا بأطفال
المسلمين الأبرياء او ميدانا ساعة خروج العمال الكادحين " اللى موش لاقيين ياكلوا "
و طبعا لا بد له من لحية شعثاء غبراء يظهر وجهه من ورائها كوجه ابليس الملئ بالشر و الحقد
على المجتمع كله مسلمه و كافره

وجدت زوجى بوجهه الناصع الباسم الطيب الذى لا توارى قسماته المضيئة لحية و لا شارب
وجدته لا يضيع فرضا من الصلاة .. وجدته لا يفطر يوما من رمضان او النوافل .. وجدته
لا يؤخر زكاة .. وجدته يرعى اسرته و يربى اولاده على المبادئ الاسلامية
وجدته حج و اعتمر .. وجدته يراعى حقوق الجيرة و الزمالة و الانسانية
اليس مسلما مؤمنا بعد كل ذلك ؟
هل يسأل يوم القيامة عن لحيته ؟

ايتها الذقن ... اجيبينى بالله عليك ...أريحينى
هل انت لحية الثعلب المكار النصاب ؟ ام انك لحية احبار اليهود ؟ ام لحية قس مسيحى ؟
هل انت لحية ارهابى يستحل قتل الأبرياء ؟ ام لحية الجماعات الاسلامية التى لا تبغى الا السلطة ؟
اما توارين جرحا عميقا بالوجه ؟ ام انت لحية مستشرق اجنبى ؟
ام لحية الشاب الذى وجد انك تزيدينه جمالا ؟

و هل تستحقين من علماء الاسلام اصدار احكام شرعية بشأنك و اصدار كتب لا تتحدث الا عنك ؟

ام انك رمز لتوافه الأمور التى يتمسك بها المسلمون متناسين ما هم فيه من ذل و عار ؟

العزيزة حنان ابراهيم ...
في بعض الاحيان اري التكنولوجيا وقد مكنت لسفيه ان يعرض بضاعته الرخيصة لمجرد انه اقتني جهازا موصل بالشبكة المسحورة فيزعجنا بما فاضت به يمناه.
وفي احايين اخري اراها (التكنولوجيا ) وهي تثبت يوميا اهميتها لنقرأ مثل هذه الاراء المستنيرة تفتح افاقا في مرائينا لتكشّف واقعنا .
بالفعل انت تلمسين باناملك اليقظة جروحا في جسد هذا المجتمع المليء بالتناقضات.
ليست وحدها اللحية هل تعلمين كمّ الحوادث للمختباّت خلف النقاب .
نحن يا حنان (وهنا لا اهتم باللقب قد اري البعض اكبر من مجرد لقب)في بلاد لها اكبر نصيب في بعثات الحج والعمرة علي مستوي العالم.
من اؤلئك المعتمرين او اغلبهم حتي لا نعمم فنظلم البعض ان منهم مدرس وهو من صفوة المجتمع صاحب رسالة سامية يمكن للمنطق والعقل في الارض لكنه تناسي ذلك كله ولهث وراء الدروس الخصوصية ما مكنة (ومن قوت الناس طبعا) ان يحج ويعتمر مرة او اكثر.
ومنهم محام وهو ايضا من علية القوم شأنا عمله كله بين قضايا هو اصلا غير قانع بصدقها فيفلت من العقاب بفضل عبقريته مهرب او قاتل او سارق او مغتصب.
ومنهم مزارع وبكل جهل نثر الهرمونات والفيروسات في اسواقنا من زراعاته الغير مطابقة لاي مواصفات والغير متفقة واي مبادئ انسانية فنري 35 في المائة من ابناء هذا الشعب (وهذه احصائية وزارة الصحة نفسها وهي الجهة الرسمية الاولي في مصر) مهددون بالموت نتيجة الامراض الكلي والكبد والسرطانات بانواعها.
ومنهم طبيب لا يزاول مهنته الا داخل عيادته الخاصة في حين انه موظف ويعمل في احد المستشفيات ناهيك عن اؤلئك الذين اتخذو من مهنة الطب وسيلة للكسب غير المشروع وباشكال شتي.
ومنهم..ومنهم..ومنهم..
والامثلة لا حصر لها وجميعهم من الحجاج والمعتمرين والصائمين والمصلين.
جميعهم يصوم يوم عرفة وبعضهم يواظب علي صلاة القيام في رمضان.
ومنهم من يحرص علي اللحية ويامر زوجته بالنقاب.
هذا مجتمع ايتها العزيزة به من العشوائية في التعاطي مع الحياة بكاملها ما يدعو للتأمل ..
والسؤال ماذا جري لنا وماذا اصاب الناس
هل هو تراجع الخطاب الديني ام ان الامر متعلق بالسياسة .
اذا كنا نفس الناس وابناء نفس الواقع في حياة الاباء والاجداد اؤلئك الذين سالت دماؤهم في سيناء والذين تظاهروا من قبل امام بنادق الاحتلال ليؤمنّوا لنا مستقبل السنا امتدادا لهم ام انهم ذهبوا ومعهم تلك الاديولوجيات بل والحمية والنخوة التي كانت تدفعهم للموت في سبيل تقرير العدالة والشموخ ..
وبمناسبة الشموخ هل فعلا مازال فينا من يهتم لهذه الصفة التي كانت ضمن اهم ثمات الشخصية المصرية...
حنان انت مستفزة بافكارك التي تفتح الطريق للجنون.
مؤكد لي عودة ولن اقول لضيق وقتي فتغضبي .لكن فعلا لي عودة معك.
تحياتي.

اختى الطيبة جدااا حنان لاول مرة اتفق معاكى فلاسف الشديد الناس فى الدول الاسلامية تمسك الظواهر وتتراك المعاملات فاكثر النصابين والحرامية بذقون وهولاء من يسائون لديننا الحنيف اتفق معاك

الأخ العزيز محمود الشامى
لاول مرة اطلع على ردك بسبب عطل عندى فى النت
و اتفق معك فى كل ما قلت
فنحن مجتمع متناقض فى شتى مجالات حياتنا بل و فى افكارنا
و تجد نفس الرجل يقول كلاما متناقضا فى مواقف مختلفة و يغير آراءه
حسب ما تقتضيه الظروف او المصلحة
و ليست اللحية او النقاب الا رموزا نتخذها انا و انت للدلالة على ذلك التناقض
و ما أراها الا ازمة ضمير بل يكاد يكون منعدما
و أرى انه من لا ضمير له .. فلن تنفعه صلاة و لا زكاة و لا صيام و لا حج
و عليه الا يتعب نفسه فالنفاق قد يجدى مع الناس و لكنه لا يجدى مع الله
الذى يعلم ما فى الصدور

اشكرك على ردك الذى اضاف الى الموضوع و جعله اكثر شمولا ووضوحا

اخى العزيز محمد زكى
اتفق معك ان هؤلاء لا ينتمون لاى ملة
و الديانات السماوية بريئة منهم
و لا ينتمون الا للشيطان الذى يزين لهم النفاق و الرياء

بس خلى بالك انا موش دايما طيبة كدة
يعنى خليك متفق معايا دايما
عشان تبقى فى أمان هههههههههههه

نورت الموضوع