هذه دعوة على أحلى زجاجة كوكاكولا في حياتي ،، هذه دعوة لكل من يقرأ هذه السطور ويتخيل معي طعم هذه الزجاجة .. فهيا بنا نطوف حول هذه اللحظة بين شباب وهبوا أنفسهم فداء لتراب هو الأغلى على كل محب لمصرنا الخالدة
يوم من أيام معركة التحرير
في آخر أيام التعامل مع الثغرة ، ثغرة شارون اللعين ، يجلس كل منا لتناول غذاؤه ،، أقول لمن يجلس معي ، عبد العزيز الجمال ، محمود الصعيدي ، عبد العزيز الكبير من بني سويف و الشاويش يوسف ، نتفق على عمل ما في تلك الليلة ، نبلغ القائد بهذا العمل ، يقوم القائد بالموافقة ،، رغم الهدوء السائد في هذا الوقت بالتحديد ،، هدوء مشوب بالحذر ،، كانت آراء لم تصل إلى حد اليقين تقول أن الاتجاه السياسي يوحي بعدم التعامل مع هذه الثغرة ،، نتفق نحن زملاءالكفاح على رهان ما ،، من يذهب إلى قوات الثغرة ويأتي بدليل من عند العدو ، بعد صلاة المغرب ؟ يتطوع لهذا العمل الجميع ويصر كل منا على القيام بتلك العملية ، كان الرهان هو الأغلى .. ذلك لان رأس أي إسرائيلي لا تساوي أكثر من ذلك هذا في اعتقادنا ! فعلاً يقوم كل منا بتجهيز نفسه من معدات وخلافه حتى نكون مستعدين لهذه العملية التي تعتبر الأخيرة لنا قبل انسحاب الثغرة مباشرة .. كنا ندرك من متابعة السياسة المحلية والدولية المشتعلة في ذلك الوقت اشتعال الحرب ،، إسرائيل تصرخ وتستنجد بأمريكا ، جولدا مائير تلطم وجهها القبيح وتنادي أبناء العم سام ، الاتحاد السوفييت يقول ضبط النفس كما كان ولم يتغير ،، الغرب جميعه يشتعل سياسياً حتى لا تقوم مصر بالقضاء على الثغرة أو وضع إسرائيل في موقف لا تحسد عليه أكثر مما سبق قبل وقف إطلاق النار ،، الاحتمالات جميعها مطروحة للتفاوض وكانت آنذاك شبه اجتماعات على مدار الساعة ،، يتدخل مجلس الأمن ويستجيب لإسرائيل التي علا عويلها إلى عنان السماء ، هنا نعرف يقيناً أن الجندي الإسرائيلي له وزن وقيمة لدى رؤسائه والأمثلة كثيرة على ذلك ،،رفاة الميت عندهم ياسوي مئات الأسرى الفلسطينيين ،، ولهذا كانت الثغرة شوكة في قاضية ووسيلة ضغط على الحكومة الإسرائيلية ،، كنا ندرك هذه الأحداث والتطورات وكثيراً ما كنا نتحادث في تلك الأمور ،، كانت كل لحظة تمر لها أخبارها المختلفة تماما عما سابقتها ، كل لحظة، نشرات الأخبار لم تعد تعاد كما في هذه الأيام ،، الأخبار جميعها جديدة وتحمل لنا ما نتمناه نحن جنود القوات المسلحة ويتمناه كل وطني في هذه الأيام ،، وما بالنا برجال هذه السياسة في تلك الأيام وعلى رأسها ذلك الثعلب الأصيل الذي عَبَرَ بنا من دروب اليأس إلى ما نحن فيه الآن ،، نعم كان قراراً مصيرياً لأمة .. ندرك أشياء وأشياء لن يطويها الزمن ويجب أن تدرس في الكليات والمعاهد حتى يعرفها هذا الجيل ، ربما تكون هذه العملية هى مسك الختام حتى لا ينسحب العدو من هذه الثغرة البهلوانية التي أحدثها شارون هذا ، نبدأ إذن في تنفيذ هذه العملية التي كان الرهان فيها على زجاجة كوكاكولا ، نبدأ في الاتجاه صوب الساتر الترابي ليلاً بعد تقسيم أنفسنا إلى ثلاث مجموعات ، تتوسطها المجموعة التى كانت أنتمي إليها ،، المسافة بيننا لا تبتعد كثيراً ،، كانت حوالي النصف كيلوا أو يزيد قليلاً ، نقترب من الساتر الترابي الذي صنعوه مسبقاً ،، نختبئ بعض الوقت أعلى هذا السور ، نراقب قوات العدو عن كثب بعض الوقت وكان هذا متفقاً عليه بين الثلاث مجموعات ولكن يالها من مفاجأة غريبة ،، مفاجأة من العيار الثقيل لكل منا ، نرى فيما نرى أن جنود العدو الإسرائيلي وقد رفعوا الراية البيضاء ،,,والأن صديقي إيه رأيك في زجاجة الكوكاكول ,, عموماً لو عجبتك راسلني
.................[justify]