الرحلة

[b]
كان الذى في مقلتيكِ شواطئاً
تنسابُ خلفَ زوارق البرق الملوَّن..،
والمجاديف المضيئةْ
ومشارقُ الشمس ابتهالات علي خديكِ..،
تحتضن ابتسامات الصباحْ
وأنا المسافر في بحارك صارخاً
يا ليتني ذوَّبتُ سحر رُقَيَّتي
فيما وراء عيون موجتك الرديئةْ
*****
كانت حكايا جدَّتي قصراً لعربدة المساء..،
وموطنا لعيون عنقاء يجللها الشفقْ
كنا نكوِّرُ جلدنا
ونرى نتوءات الملابس فوق مشجبنا..،
أساطيرَ الفَرَقْ
فنلحُّ كي نعلو بساط الريح منطلقين خلف السندبادْ
لنزور بلدان الزمرد،والخمائل،والألقْ
ونشاهد الديك الذى يحمي كنوز المقبرةْ
ونراه كيف يصبُّ عاصفة تشقق منخريهْ
كنا نناول خنجرا للسندبادِ..،
ليخضع الغيلان في أرض الوساوس والقلقْ
ونحوك معْهُ ما تبقي من رداء حبيبتهْ
ونشدها نحو المعابد..،
زهرة للحب في زمن الشبقْ
كنا نعانق جدتي،ونغوص في نهر الأملْ
فلعلها تحكي عن السيل الذى غمر البلادْ
أو علها تُنْبي عن الفرس المجَنَّح..،
كيف رفرف في الغسقْ
*****
صارت حكايا جدتي حُلما يغرِّدُ في زوايا القلب..،
يجذبني إلي الزمن المطرَّز بالندى
فأعيدهُ.....
صورا ممزقة يجيء ويختفي خلف الأفقْ
فأغادر العمر المقوَّس..،
باحثا في مقلتيَّ عن الصدى
عبثا.....
فدق الأمس دوَّى في المسامع، واحترقْ
فأعود أستجدى البراءة من عيون حبيبتي
لأشاهد التذكار فوق عيونها
لكن أغنيتي تذوب علي ذوائبها سدى
فأُحيلني نحلا تقبِّله المدائن،والسفائن،والورقْ
*****
أفنيت عمرى باحثا عبر المدى .....بين الشموس،وفي نواميس الأرقْ
فأخالُني نورا تهدده المُدى .....أو قاربا ثقبوه في بحر الغرقْ
فالقلب وهم بين أشباح الردى .....والجسم سهم في مواخير النزقْ
وأميرتي ريَبٌ،تجسِّد موعدا .....فأعيش منتظرا مصابيح العبقْ
وتردني صدئا لأنظرها غدا .....وغدا تُذَبِّحُني علي فك الفلقْ
*****
كبرت حكايا جدتي...
واعشوشبت أفكارها بالرعشة الخضراء..،
في خطو البناتْ
كان الفؤادُ ينمنم الفتيات في دقاتهِ
ويديرها قصصا مزركشة إذا حلَّ المساءْ
كانت خيوط الليل صاخبة..،
تثرثر بالوجوه الغاديات الرائحاتْ
وتظل ترسم في الفضاء مدينة خمرية...
حتي يُراق الفجر فوق الكائناتْ
*****
شبَّتْ حكايا جدتي
وتراقصت والحب في ظل الجنان البابلية والقمرْ
وتأرجحت بين الورود تفضها
وتُساقط النجم المراوغ،والبلابل،والثمرْ
كنت الذى يغزو الحقولَ..،
ويبتني في الجدول المكنون طوفانا بعطر الياسمين
وموكبا لفتي غريق في حبيبات المطرْ
كانت سواحل قريتي غجرية...
ترتجُّ حين يضمها شدو الطيور..،
فتحتمي بالضوء-في العشب المغامر-والوترْ
*****
شاخت حكايا جدتي...
وتناثرت حبَّاتها مزقا تفتش في الظلام..،
عن الأناشيد التي تغفو علي سمع الزمان وضيئة
ألقت علي أكتافها بُرْدَ الوقار
وأسبلت فوق الشجون جفونها
تجترُّ درب العمر واجفة الفِكَرْ
نامت،وكانت تعتلي قمم الفضاء جريئة
وتدثرت بالصمت في كف القدرْ
*****
ها أنتِ تعطين النفوس بريئة .....وترتلين الصبح في كل الصورْ
وتداعبين مني القلوب مضيئة .....وتصادقين،وقد تولاك الضجرْ
وتغادرين،وتصبحين دنيئة .....وأنا المُلام،فلا أفر من المفرْ
ما جئت كي تبدو الحياة بذيئة .....فخطيئة الدنيا تسافر في البشرْ
من كان منكم لا يصوغ خطيئة .....فعليه أن يأتي،ويلقمني حجرْ
*********************************
مع تحياتي.....
حسين حماد

 

الشاعر حسين حماد
عاشت حكايا جدنك
لتصوغ لنا دررا تختال في صفحات المنتى

الأستاذ الشاعر حسين حماد :
تصوير رائع بالكلمات وكأننى أراك ترسم الكلمات لا تكتبها بالإضافة إلى السرد وكأنها قصة ترويها
رائع أسلوبك وكبيرة موهبتك
دمت رائعاً
الزهيرى

[quote="حسام خليل"]الشاعر حسين حماد
عاشت حكايا جدنك
لتصوغ لنا دررا تختال في صفحات المنتى[/quote


الشاعر حسام خليل...
أشكر لكم تعليقكم الذهبي...
دمتم في خير وسعادة...
حسين حماد

[quote="جابر الزهيرى"]الأستاذ الشاعر حسين حماد :
تصوير رائع بالكلمات وكأننى أراك ترسم الكلمات لا تكتبها بالإضافة إلى السرد وكأنها قصة ترويها
رائع أسلوبك وكبيرة موهبتك
دمت رائعاً
الزهيرى[/quotecenter][[/center]b][[/b]b][[/b]b]][/b
الأستاذ الشاعر جابر الزهيرى...
أشكر لكم كلماتكم الرقيقة الراقية...
كلماتكم وسام علي صدرى،وفي قلبي...
دمتم في صحة وهناء...
حسين حماد

عاطف الجندى كتب:

أخى الشاعر المتميز
حسين حماد
لله درك من شاعر جميل
أمتعني بقصيدتك الجميلة
التى حلقت بي فى آفاق من الذكريات
و الجمال
دمت رائعا
و مرحبا بك فى بيتك و بين مريديك
أخوك

أخي الشاعر الكبير عاطف الجندى...
لقد جذبني عطر منتداكم...
فمتعت قلبي في بساتين الفصحي والعامية والقصة القصيرة...
باقات ورد أهديها لكم ولجميع أعضاء ورواد هذا المنتدى الراقي...
شكرا لكم ولكلماتكم المتألقة...
دمتم في خير وصحة وسعادة...
أخوكم
حسين حماد