ليلة العرض الكبير

"" دخول عرض الليلة مجانا و الدعوة عامة ""

هكذا أشارت اللافتات المعلقة على مقدمة المسرح الكبير ، تهلل وجه المارة ، فسيسنح لهم حضور عرض الليلة مجانا ، فهذه المرة الأولى التي يعلن فيها المسرح عن مثل هذا الإعلان .
حل المساء ، احتشد الناس ، اكتظت القاعة ، ازدحمت ، أزيح الستار ، عم الصمت ، أخذ المهرجين أماكنهم على الخشبة ، تقدم كبيرهم للجمهور ، لوح بيده يحيهم ، امتعض وجهه ، افترشته ابتسامة عريضة ، ظهرت أنيابه السوداء ، تأخر ، بدأ العرض .
الجميع ينتظر ما سيحدث ، اتخذ مهرجين ركنا ، و راح أحدهم يطلق سهامه على الأخر محاولا عدم إصابته ،وسط صيحات ، و تصفيق ، و تهليل من الجمهور .
و أخر اعتلى قصبة و أمسك بأخرى و قفز إلى الثالثة متأرجحا في الهواء ، حدق الجميع النظر ، علت صيحاتهم ، تسلطت الأضواء على المهرج المتأرجح ، خرجت مجموعة من الدهاليز في ترقب ، بخطوات ، متهدجة ، ثابتة ، محسوبة ، اتخذت مكانها في صمت خلف مقاعد الجمهور ، دقت الطبول مترقبة ، تقافز المهرج عبر القصابات ، تقافزت خلفه الأضواء محاولة اللحاق به ، تأرجحت أعين الجمهور في الهواء خلفهم .
أشار زعيم المجموعة بالاستعداد للبدء ، صوت الصولجان أعلن نهاية العملية ، و أعلن الوميض على الخشبة الترقب لنهاية العرض ، ضوء الخلفية أشار للمهرجين بالتوقف و اتخاذ الأماكن لتحية الجمهور ، تسلطت الأضواء على كل أركان القاعة ، احتدم التصفيق ، على الصفير ، تقدم كبير المهرجين للجمهور ، انحنى ، تقدم الباقين ، انحنوا مثله ، حركات يده اللولبية كانت معنى لإغلاق الستار ، قام الجميع بنفوس سعيدة ، تحسسوا جيوبهم ، أصبحت فارغة ؟؟!! تخبطوا كفوفهم عجبا ، أسدل الستار
تمت
(( نيسان / أبريل 2010))