المتشرد ( القصة الفائزة عن شهر إبريل 2010 )

قم يا ولد يا بن الـ .........
وركله بمقدمة حذائه.. كان الولد يرقد على ظهره مظللا عينيه بذراعه..
رفع ذراعه ونظر إلى صاحب الركلة الذى أشار بيده كى ينهض من فوق عتبة المحل حتى يفتحه..
قام الولد بتكاسل شديد يسلخ جسدا مهدودا من الأرض..
رفع الكرتونة التى كان يستلقى عليها.. دسها تحت إبطه ومشى يجر ساقيه خلفه..
جسده ثقيل ككيس من الجير حمِّل على ساقين كفرعين من شجر جاف،
عند نهاية الرصيف فرش الكرتونة وحط فوقها كيس الجير.. شد حافتى قميصه الممزق يدارى بهما صدره الصدىء..
عبث بأصابع معروقة فى مزق بنطلونه المدهون بالشحم، فجأة رفع يديه الاثنتين إلى رأسه يهرشها بعنف وضيق حتى جرح فروتها..
مسح الدم العالق بين أظافره فى قميصه.. تثاءب.. عاد وهرش رأسه وركبته، وظهره، وأذنه، وأنفه.....
قام ينفض ملابسه، ويرتبها فوق جسده النحيل، ثم عاد وقعد فى مكانه
مسترخيا واضعا ساقا على ساق .
دون أن يمد يده ألقى أحدهم إليه بقطعة نقود.. تفحصها جيدا دون أن تلمع عيناه فرحا ..
قام رافعا الكرتونة ومشى خطوات بطيئة إلى عربة الفول المدمس ناولها للرجل، ناوله نصف رغيف محشو فولا بالزيت الحار عاد بـ الساندويتش إلى مكانه
افترش الكرتونة وجلس يلتهم إفطاره بشهية، ثم أعطى ظهره للطريق ونام .
لما إلتفت الشمس ناحيته وبعثت بأشعتها إلى قفاه وظهره وساقيه،
استحلى دفئها فاستدار لها لتغمر وجهه وصدره وبطنه،
ولما تحول الدفء إلى لسعات محرقة قام ساحبا فراشه تحت إبطه وراح يجر فرعيه الجافتين .
المحلات تفتح أجفانها واحدة بعد الأخرى.. تبرق فتريناتها بملابس الرجال والنساء ،
ملابس داخلية وخارجية ملابس للسهرة وأخرى للصباح، وهو يمشى من أمامها ولا يبالى ..
فإلى أين سيذهب بها مجتمعاتها غير مجتمعه.
يمر على محلات تبيع الأحذية البنية والسوداء، وهناك أحذية بيضاء وصفراء. هو أيضا لا يبالى
إزداد سمُك الجلد في قدميه فما حاجتهما لجلد البقر .

هناك محلات لعصير الفاكهة والوجبات السريعة، وهو لا يشعر بجوع أو عطش .

ثم تسمرت ساقاه فجأة أمام واجهة محل .. "بالفاترينة" يقف تمثال لأنثى
صب جسدها فى قالب بمقاييس الجمال.. اكتسى هذا الجسد بملابس بحر حريرية من قطعتين،
فوقهما روبا من الحرير الملون لا يستر ساقها المتقدمة عن الأخرى وقف المتشرد يتأمل الموديل.. يتفحص أجزاء جسدها عضوا عضوا .
دب النشاط فى جسده عضوا عضوا
تخيل عينيها ترنوان إليه.. تخيل شفتيها تبتسمان له.. شعر بحاجبيها ترتفعان وتهبطان له،
بدأ يلاغيها بحاجبيه، وابتسامته، وشره عينيه .

تجرأ ومد يده يدعوها للانطلاق معه، ولما كان صادقا فى دعواه لبت نداءه
مدت يدها وخطت خارج زجاج "الفاترينة" بخطوات رشيقة انطلقت بصحبته
ظلا يركضان ويركضان فوق رمل الشاطىء الخالى إلا منهما..
ظلا يضحكان ويضحكان حتى سمعت ضحكاتهما نجمة نائمة فى السماء
سحبها من يدها ناحية البحر .. ترددت وهزت كتفيها فى دلال
جذب ذراعها باصرار لطيف.. مشت معه مستسلمة بحذر،
ظلا يتوغلان داخل المياه رويدا رويدا..
تغطى المياه أقدامهما، ساقيهما، أفخاذهما، ارتفعت إلى البطن فالصدر
قفزا لأعلى يصدان الموجة تمددا بنعومة فوق سطح المياه..
ظلا يسبحان ويسبحان دون أن تبتل ملابسها الناعمة
كست الشمس جسدها بأشعتها الذهبية فوردت وجنتيها أكثر
اقترب يقطف لهيبهما بشوق .
ظل يضغط بشفتيه ويضغط فوق زجاج "الفاترينة".
قذفه صاحب المحل بطول ذراعه على الرصيف..
شجت رأسه

القاصة نادية كيلاني..
تحية وبعد:
أشكرك على قصة"المتشر" وهي قصة رائعة فيها ما يعالج واقع معاش وفيها من الخيال أيضاًً.. بدا لي متشرداً "مشاغباً"وقلما نجد ذلك..!
تكتبي بفنية نتيجة خبرة في القصة وأدواتها..بوركت..!
تحياتي

أستاذتي و معلمتي القاصة القديرة نادية كيلاني , قصة غاية في الروعة أعجبني جدا الطريقة السردية الممتازة رسمت في مخيلتي شاشة عرض تعرض احداث بطلك , دمتي أستاذتي بكل خير ودام قلمك مبدعا لنا و تقبلي مروري و تحياتي
ملاحظاتي :
1 _ " قام الولد ...." أعتقد لو قولنا " قام بتكاسل ... " أفضل لان القارئ يدرك إنك تتحدثين عن الولد الممد أمام المتجر
2 _ النقاط التي وضعتيها كفاصل بين المواقف سيكون أفضل لو إستخدمنا الفصلة
3 _ " و مشي يجر ..." يمكن الأستعاضة بدلا من مشي ب سار أو تسكع أو إنطلق حسب المعني
4 _ عند نهاية الرصيف... كان الأفضل أن نقول " افترش الكرتونة عند نهاية الرصيف ..."
5 _ " ثم تسمرت... " أعتقد أن حذف الأداة ثم سيكون أفضل فإستخدم الفعل دون أداة يعطي إحساس للقارئ بالمفاجأة في الموقف
6 _ " وقف المتشرد " نفسي الملاحظة الأولي

شريف العجوز كتب:

أستاذتي و معلمتي القاصة القديرة نادية كيلاني , قصة غاية في الروعة أعجبني جدا الطريقة السردية الممتازة رسمت في مخيلتي شاشة عرض تعرض احداث بطلك , دمتي أستاذتي بكل خير ودام قلمك مبدعا لنا و تقبلي مروري و تحياتي
ملاحظاتي :
1 _ " قام الولد ...." أعتقد لو قولنا " قام بتكاسل ... " أفضل لان القارئ يدرك إنك تتحدثين عن الولد الممد أمام المتجر
2 _ النقاط التي وضعتيها كفاصل بين المواقف سيكون أفضل لو إستخدمنا الفصلة
3 _ " و مشي يجر ..." يمكن الأستعاضة بدلا من مشي ب سار أو تسكع أو إنطلق حسب المعني
4 _ عند نهاية الرصيف... كان الأفضل أن نقول " افترش الكرتونة عند نهاية الرصيف ..."
5 _ " ثم تسمرت... " أعتقد أن حذف الأداة ثم سيكون أفضل فإستخدم الفعل دون أداة يعطي إحساس للقارئ بالمفاجأة في الموقف
6 _ " وقف المتشرد " نفسي الملاحظة الأولي

الأخ الفاضل شريف
شكرا لمرورك الكريم وتجشمك هذا العناء في قراءة القصة واستخراج ملاحظاتك التى بالتأكيد هى مفيدة لي ولغيري فكلنا نتعلم من بعضا.
وإن جاز لي أن أرد عليها فأقول الأتي:
لاحظاتي :
1 _ " قام الولد ...." أعتقد لو قولنا " قام بتكاسل ... " أفضل لان القارئ يدرك إنك تتحدثين عن الولد الممد أمام المتجر
أنا قلت (قام الولد بتكاسل شديد يسلخ جسدا مهدودا من الأرض)
وتخيل كلمة يسلخ جسده من الأرض أى ينزعه نزعا كم هى المعاناة.. أنت تريد أن أحذف الولد لعلم القاريء ولكن في كل تكرار لها احساس بصغره وبالظلم لهذه الفئة من البشر.
2 _ النقاط التي وضعتيها كفاصل بين المواقف سيكون أفضل لو إستخدمنا الفصلة.
النقاط هنا تدل على كلام محذوف والانتقال إلى معنى جديد مع بعض التروى وكأنك تأخذ نفسا، وهو تكنيك جديد في القصة لا استعمله كثيرا

3 _ " و مشي يجر ..." يمكن الأستعاضة بدلا من مشي ب سار أو تسكع أو إنطلق حسب المعني
سار يا شريف معناها المشى ليلا، ومشى معناها السعى على الرزق، وهى فصيحة. وموجودة في القرآن الكريم
4 _ عند نهاية الرصيف... كان الأفضل أن نقول " افترش الكرتونة عند نهاية الرصيف ..."
من يكون أولا أن يصل إلي نهاية الرصيف أم يفرش الكرتونه، أجب على نفسك.

5 _ " ثم تسمرت... " أعتقد أن حذف الأداة ثم سيكون أفضل فإستخدم الفعل دون أداة يعطي إحساس للقارئ بالمفاجأة في الموقف
ملاحظتك في محلها في حالات ليست هنا، ثم معناها التعقيب مع التراخى، تخيل بذهنك الولد وهو يمشى بتراخ فيري ولا يري في آن واحد لأنه لا يهتم، فهو لم يفاجأ بشيء لا يعرفه ولكنه بتراخ في البداية وقف يتأمله ثم حدث ما حدث.. أنا أتخيله بعد أن عدى الفاترينة بخطوة ثم عاد إليها
6 _ " وقف المتشرد " نفسي الملاحظة الأولي
نفس الاجابة

هذه الوردة هدية لمشاغباتك التى تحفزني على مشاغبتك.
تحياتي

الأخ اديب شريف العجوز/القاصة نادية كيلاني..
تحية الحب والحرية والإبداع وبعد:
أشكركما على المجاملات التي تخفي تحت أسطرها ما أثار فضولي أن أرد ثانية..وأقول:لكل مبدع أسلوب (صوت ولون)خاص به..ويتميز به عن غيره..!
وفي قصة المتشرد - والكمال لله - ولا مبدع أو نص فوق النقد ..
ومع أن القصة بالفصحى إلا أن بعض الكلمات غير الفصحى كانت تحتاج أن توضع بين هلالين..إلا أنني وجد بعض ما تفضل به خي شريف لا حاجة لذكره وهي أمور تختلف بين مبدع ومبدع عادة..ويجب أن تتضمن القراءات النقدية(الشكل والمضون)المبنى والمعنى..وفي قصة "المتشرّد"ما يدعو إلى التأمل والغوص كثيراً..وكان الأولى أن تركّز القراءة على ذلك..!
القاصة تمتلك خبرو ودربة في فن القصة..وقد قالت الكثير فيها..!
أعود لأشكر أخي شريف العجوز على ما تفضل به..وعلى القاصة نادية كيلاني على قصتها الرائعة ..!
تحاتي

تثبت أستاذتي رائعتك بواستطي

استاذتى الشاعرة والقاصة المتميزة :نادية كيلانى
قصتك رائعة بها سرد محكم لتفاصيل شخصية أمتلىء بها هذا الزمن ومتطلباته البسيطه التى لايقدرها أحد ويستنكرها ويصفوه بأنه متشرد لا يجوز له بأن يعيش وسطهم لا يشفع له أى شىء حتى لو كان يسمى أنسان
أستمتعت جدا بقراءتها أستاذتى القديرة
تحياتى لك ولأبداعك الراقى

امتعتنا يا أستاذة نادية
قصة جميلة يتعانق فيها المضمون القوى مع التعبيرات المؤثرة يزين ذلك تمكنك من اللغة بمفرداتهاو 00

لك تقديرى

أعجبتنى اللغة كثيرا و المضمون كثيرا
تسلم الأيادى

الله الله
هنا نتعلم فن كتابة القصة القصيرة
شكرا على هذا الدرس الدسم في فن الكتابة

أستاذتي الأديبة الكبيرة القديرة نادية كيلاني ألف مبرووووووووووووووووووك حقا تحفة إبداعية تستحق التقدير و فخر لقسم القصة و إرجو أن تتقبلي دراسة خاصة بالقصة الفائزة تقديرا بالنيابة عن قسمنا , دمتي لنا سيدتي بكل خير و دام قلمك مبدعا لنا دائما و تقبلي مروري و تحياتي و مباركاتي

أستاذتي الأديبة الكبيرة القديرة نادية كيلاني ألف مبرووووووووووووووووووك حقا تحفة إبداعية تستحق التقدير و فخر لقسم القصة و إرجو أن تتقبلي دراسة خاصة بالقصة الفائزة تقديرا بالنيابة عن قسمنا , دمتي لنا سيدتي بكل خير و دام قلمك مبدعا لنا دائما و تقبلي مروري و تحياتي و مباركاتي

قصة رائعة من كاتبة أروع
والروعة هنا لها معنى واحد فقط
اسمه نادية الكيلاني
تستحقين الفوز بجدارة
ألف مبرووووووك

وهذا ماكنت اتوقعه وهو فوزك الكبير بجائزة القصة لانك الاجدر فى استحقاقها
فالف مبروووووووووووووك
ومن نجاح الى نجاح
والى مزيد من التألق
تقبلى تهنئتى المتواضعة