{.. غـَفـْوَةُ صبٍّ ..}

جميل جدا ما قرأتُ لك هنا أختي الكريمة أم القوافي. كنتُ قد قلتُ لك قبل أيام في أحد ردودي أنك قريبا ستكتبين شعرا جيدا على البسيط لأن لك إرادة قوية للإجادة في الكتابة عليه. وها أنتِ تمتعيننا بكلام عذب رائق يدل على موهبتك الوارفة. قصيدة خالية من الكسور العروضية والهنات اللغوية.
هناك ملاحظة بسيطة بخصوص هذا الشطر:
حتـّى أُبَارِي الــــوَرَى فـَالقـَلـْبُ قـَدْ شَرَعَا
فالأصل في كلمة "أباري" هنا أن نقرأها منصوبة الآخر لأنها مسبوقة ب"حتى" دلالة على الغاية، هكذا:
حتـّى أُبَارِيَ الــــوَرَى فـَالقـَلـْبُ قـَدْ شَرَعَا
وهذا سوف يسبب خللا في الوزن بطبيعة الحال، لذلك أقترح:
حتـّى أبُزَّ الــــوَرَى فـَالقـَلـْبُ قـَدْ شَرَعَا
وقولك :فالقلب قد شرعا" غير مكتمل المعنى لأن كلمة "شرع" تعني سنَّ وهذا يجعلنا نتساءل: ماذا شرع القلبُ؟ أي ما ذا سنَّ؟ وحتى إذا كان معناها "بدأ" أو"ابتدأ" فهو غير مكتمل لأننا سوف نتساءل أيضا: "في ماذا شرع القلب؟"
هذه مجرد ملاحظات بسيطة الغاية منها اكتمال الجمال في شعرك الجميل أصلا.
تقبلي تحياتي ومودتي
أخوك عبد اللطيف غسري

:
أستاذي ومعلمي الشاعر والناقد / عبد الله جمعة

إذا قلت في حقك الكثير فلم ولن أوفيك هذا الحق

فلا أثني عليك قولا:

بالفعل كنت لي المعلم الأول

أولا .. بالتشجيع على الكتابة والدخول في الساحة الأدبية

ثانيا .. لأنك (المعلم الأول ) لي بسرد تلك المساجلة

فقد تعلمت منك الكثير بوضع خطوطا تحت الخطأ كي أعيد صياغته من جديد

وكنت نعم المتابع ومازلت كذلك حتى اقتربت من الإجادة بشهادة الأخ الراقي

والشاعر المبدع عبد اللطيف غسري

ثالثا .. كلي شغف لقراءتك المتأنية ودراستك التي سوف استقي منها علما كاملا


وسوف انتظر حتى تعود

كن بخير

[b]"بسيطية" بديعة من شاعرة تمتلك القدرة على تطويع اللغة والمفردات
أو لمرة أقرأ لكِ في الفصيح ولن تكون الأخيرة بإذن الله
هنا أتعلم وأستفيد من أساتذتي

محبتي وتقديري[/b]

أبو القوافي كتب:

هنا أقرأ شعرا

حقيقة كانت أسعد مفاجآتي في المحيط الشعري حين قرأت قصيدة " غفوة صبٍّ " للشاعرة العبقرية " فوزية شاهين " تلك الشاعرة التي ظلت رابضة في مكمنها تجهز عدتها وتبني حصونها الفكرية والفنية حتى استقرت لها قاعدة الانطلاق فانطلقت إلى سماء الشعر الفصيح مجلجلة بصوتها العذب الفرات الذي يذيقنا اليوم أعذب ما تغنت به المرأة الشاعرة في وقتنا الراهن من فصيح الشعر خاصة وهي تمتلك داعما قويا لموهبتها الشعرية ألا وهو الداعم الفكري والعلمي واللغوي الذي قد يغيب عن الكثيرات بل ربما الغالب الأعم من شواعر الفصيح في الوقت الراهن
وقبل أن أخوض في تحليل أعماق ذلك النص الشعري الطاغي أحب أن أقف مع ما أثير حول هذا النص من جدل في بعض أركانه وزواياه فلولا ما حظي به النص من نجاح ما أثار حوله مثل ذلك الاهتمام لدرجة جذبت اثنين من رءوس الفكر الشعري في العالم العربي هما الشاعر العربي الكبير وأحد سادة الحرف في المحيط العربي أخي وشقيقي " عبد اللطيف غسري " والشاعر والناقد الكبير والعروضي الأفضل في زماننا الشعري الراهن الدكتور " عادل نمير " - نجم في طبق - وكما يقول المبدأ الشرعي " إن اختلافهم رحمة " ففي اختلاف الأئمة رحمة بالمأمومين فعلى المأموم أن يتبع تخريج أحد الإمامين فكل مخرج له دلائله وأوجه جوازه
وحين قلت في تعليقي الأول إننا الآن أمام خنساء أولادة العصر لم أكن مجاملا لفوزية شاهين فهي بالفعل قاب قوسين أو أدنى من بلوغ ما أطلقته عليها والدليل على ذلك تشابه قولي مع قول الأستاذ الشاعر الكبير " عاطف الجندي " وقد تدخلنا بالمشاركة في وقت يكاد يكون متزامنا ولم أطلع على تعليقه الذي سبقني قبل وضع تعليقي فإذا به ينعتها بنفس النعت والتشبيه وهذا دليل على ما بلغته فوزية شاهين من مكانة ناضجة في دائرة الشعر الفصيح
ودون إطالة ؛ فقد كان مثار الجدل حول تعبيرين عند الشاعرة الكبيرة فوزية شاهين هما :
1- قولها ( حتـّى أُباري الــوَرَى )
2- وقولها ( فـَالقـَلـْبُ قـَدْ شَرَعَـــا )
* وفي قولها الأول حين نتابع إعراب الجملة في المحيط النحوي يكون إعرابها على النحو التالي :
- حتى : حرف تعليل وهو في حقيقته لا ينصب المضارع وإنما ينصب بعده المضارع بوجود " أن " مضمرة وتقدير الكلام [ حتى أن أباري ]
- أباري : فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على الياء
مع ملاحظة أن هذه الفتحة الظاهرة ليست واجبة الظهور فالوقوف عليها بالسكون جائز وإن كان الأضعف ولكنه ليس خاطئا فحروف المد ساكنة النهاية وحركة الحرف أقوى من حركة الإعراب بدليل تقدير الحركة حينما تقهرها حركة الحرف في المعتل بالألف وإلا ما كان مبدأ التعذر والثقل في الحركات الإعرابية التقديرية
ومن ثم فكانت الشاعرة فوزية شاهين على حق حين قالت ( حتى أباري الورى ) ولكنها اتخذت الضرورة أقرب من القاعدة ولأن شاعرنا الكبير " عبد اللطيف غسري " غيور على الشعراء الحقيقيين ويريد لهم بلوغ حد الاكتمال فقد اعترض على هذا وهو قد غلب الواجب على الجائز
ولنا في ابن زيدون كما قال ابني وصديقي د. عادل نمير حين قال :
" أضحى التنائي يديلا " ذات القضية حين أتى بلفظ التنائي مفعولا به وهو اسم منقوص ينصب بالفتحة الظاهرة ولكنه سكنه وجاز الأمر ولم يعب القصيدة

- وفي قول الشاعرة فوزية شاهين ( فالقلب قد شرعا ) فليس هناك أدنى شك في صحة قولها حتى لو حملنا الفعل كل أوجه المعاني التي يمكن أن يحتملها من التمام أو النقصان بمعنى إن جاء شرع بمعنى أفعال الشروع أو سنَّ ففي الحذف بلاغة وإلا ما فائدة الإيجاز البلاغي الذي هو أرقى علوم البلاغة والذي وضعه عبد القاهر الجرجاني لخدمة النص القرآني فللشاعر الحق في استخدام الإيجاز وحذف بعض أركان الجملة مستخدما نظرية السياق في علم النفس تاركا للمتلقي تقدير المحذوف إعمالا لذهنه وإثارة لحماسته النفسية وتفاعله مع النص

معذرة سأعود بقراءة مفصلة عن النص لأنه نص جدير بالدراسة والتفحص
عبد الله جمعة

أستاذي ومُعلمي وناقدي / عبد الله جمعة

لقد استقيتُ من ردك ما يشرح صدري حتى انفرجت أساريري بشراً

ولنقدك البناء مذاق البلسم للقلوب الوجلة والعيون الشاخصة والعقول الحائرة

فقد صدقتك قولا عندما قلتُ لك أنت موسوعة في العلم

ما كان مراءً مني ولا مجاملة فأنت بالفعل موسوعة ومرجع لكل قاصٍ ودانٍ

وكلماتك لهي شهادة تقدير احتفي بها

وتاج يعتلي هامتي ووسام يمنطقني

وسوف أكون في انتظارك حتى تعود بدرر الحرف للنهل منك علماً

فلا تغب

وكن بخير

:

بسام يزبك كتب:

قصيدة جميلة يا ام القوافى
و مليئة بجماليات و فنيات عالية
اجدت فى صياغتها بإسلوب شيق
تقبلى هذا المرور المتواضع

الشاعر المبجل / بسام يزبك

الجمال تجسد في مرورك العذب وحروفك الندية

راقني ما تفضلت بطرحه من عذب الحديث ومن رقراق المعاني

فالجمال لا يأتي إلا من أهله وأنت أهل له

كن بخير

:

انسابت نغمات البسيط دون تكلف أو تصنع
فهنيئا للشعر بك اختى الرائعة