إلى أصحاب العقول المستنيرة فقط

لا ينكر منكر أن الساحة الأدبية المصرية كانت ومازالت تعيش اغترابا شعريا منذ ما يقرب من نصف قرن أو أكثر من الزمان حيث انعزلت المحافظات بإبداعها الشعري على المستوى غير الرسمي بل إن كل محافظة كانت تعيش على حدة نوعا من اليتم الشعري في الوقت الذي كان فيه الشعر على المستوى الرسمي قد أغلق دائرته على طائفة من أدعياء الإبداع أحكموا إغلاق الدائرة عليهم ولم يسمحوا لأجيال المبدعين المتدفقة بالدخول لتلك الدائرة بل تفشى في تلك الساحة مبدأ التوريث الذي انتشر في كل شيء فكما انتشر في الجامعة والقضاء والطب تفشى أيضا في الوسط الشعري فنسمع أن من يسيطر على تترات المسلسلات شاعر ابن شاعر ومن يسيطر على دور النشر ويحتكرها لنفسه شاعر ابن شاعر وهكذا ... فكان لابد من كسر ذلك الجمود وكسر تلك الدائرة على المستوى غير الرسمي حيث أن الآلة الإعلامية الرسمية قد مُلِّكت لتلك الطبقة التي تتوارثها ومن ثم أغلق الباب أمام المبدعين الحقيقيين ...
من هنا جاءت فكرنا كأفراد من الساحة الشعرية غير الرسمية فتجمعنا طائفة من الشعراء منهم على سبيل المثال ( عبد الله جمعة – عادل عوض سند – عبد الله عبد الصبور – الراحل الدكتور محمد محسن – سامي عقل – الباحث الشاعر محمد شاكر- الأستاذ الدكتور محمد شحاتة – ثم انضم إلينا الكبير الرائد عاطف الجندي بعدما اطلع على فكرنا وأيده .... وغيرنا كثيرون ) وقررنا أن نواجه هذا الواقع بنوع من الفكر المستنير فجاءت خطتنا الأولى من داخل مدينة الإسكندرية حيث تجمعنا لخلق حالة من الفكر الشعري الذي يخطط لكسر ذلك الجمود وفتح الطريق إلى لفت انتباه الساحة الرسمية إلى أن هناك جيلا من المبدعين الحقيقيين يستحقون ريادة الحركة الفكرية والثقافية في مصر .. فبدأ التخطيط بيني وبين الشاعر الكبير " عادل عوض سند " في كيفية جمع شتات الشعر السكندري وتوحيده في حالة جماعية تستطيع تحريك الراكد من السطح الأدبي المصري وربما العربي خاصة وأن فينا من العقول ما تملك المؤهلات الفكرية والروافد المعرفية والموهبة الصادقة للقيام بذلك ... وخلال ما يقرب من عامين نجحنا في جمع شتات الشعر السكندري وتوحيد قاطرته مما لفت الأنظار إلينا بل وأحدثنا حراكا شعريا حقيقيا في الساحة السكندرية ... وأعتقد أن كل من جاء إلى احتفالية الشاعر عاطف الجندي لمس هذا الحراك السكندري بقوة ...
ومن هنا جاءت الخطوة الثانية بعد نجاح الخطوة الأولى وهي السعي إلى تخطي حدود المكان للاتصال بالحركة الأدبية المصرية ومن ثم العربية هنا كان لابد لنا من الاتصال بأدب المحافظات المصرية فأقمنا ثلاثا من أكبر الأمسيات الشعرية الشهرية وهي على الترتيب ( منتدى مستشفى المنتزه كلينك " الجمعة الثانية من كل شهر " – منتدى جمعية أصحاب الجنة " الجمعة الأولى من كل شهر " – منتدى المعهد العالي للدراسات العربية والإسلامية" الأربعاء الأول من كل شهر " - إضافة إلى المنتدى الرابع الذي كان كائنا بالفعل وهو النادي المصري السكندري الخميس من كل أسبوع ) وكونا في كل منتدى منها لجنة ثقافية منتخبة تخطط لتحقيق ما وضعناه من أهداف ولله الحمد بدأت كل المنتديات تؤتي ثمارها وتحقق لنا الاتصال بأدباء المحافظات
ووضعنا نصب أعيننا الوسيلة التي نحقق بها الهدف وهو الاتصال بأدب المحافظات بأن نقوم بدعوة شعراء المحافظات إلينا فالتحمنا بأدباء كفر الشيخ والبحيرة ومرسى مطروح وغيرها من المحافظات وكان آخرها عاصمة القطر " القاهرة " ثم بدأنا نخطط بغرس قيم الحب والانتماء للشعر لا للمساحة الجغرافية فكان لابد وأن نبحث عن كبار المبدعين في جميع أنحاء القطر المصري ونقيم لهم احتفاليات تكريم كتلك التي أقيمت للكبير عاطف الجندي فيكون من أهدافها غرس قيم الولاء والانتماء لكبار الشعراء في مختلف المحافظات وإحداث نوع من الالتحام بينهم وبين بقية المبدعين صغارهم وكبارهم ليتحقق الالتحام المأمول وتجاوب معنا كبار شعراء ساحتنا المظلومة المهضوم حقها وأحدثنا طفرة شعرية ربما بدأ الجميع يستشعرونها في جميع أرجاء مصر بل والعالم العربي ولا أخفيكم سرا ان كل ذلك كان محتاجا إلى الدعم المادي فقمنا بتوفيره من أموالنا الخاصة المهم أن نحقق ما نصبو إليه ومازلنا نوفر الدعم المادي ولا نحتاج سوى الدعم الفكري والمعنوي ... فجاء مسلسل التكريمات لكبار نجوم صناعة الشعر على المستوى غير الرسمي أي محاولين البعد عن " موظفي الشعر " والالتحام بالمبدعين الحقيقيين فبدأنا بتكريم الشاعر الكبير " محمود الفحام " ثم الشاعر الإعلامي الكبير " عبد الله عبد الصبور " ثم الشاعر الكبير " عادل عوض سند " ثم الشاعر الكبير " السيد محمد الخشاب " ثم الشاعر الكبير " محمود خالد محمود " ثم خرجنا عن إطار الإسكندرية بادئين بالشاعر الكبير " عاطف الجندي " ثم أعلنا عن تكريم الشاعرتين الكبيرتين " زينات القليوبي " و " وداد الهواري " وبعدهما سنكرم غيرهم وغيرهم من كبار مبدعي الأدب المصري وبعد ذلك كبار مبدعي الوطن العربي وهكذا آملين تحقيق هدفين :
الأول : تقريب هؤلاء الشعراء الكبار من بقية مبدعي الساحة الأدبية غير الرسمية الذين يمثلون الإبداع الحقيقي وإشعار هؤلاء الكبار بدورهم الكبير في إثراء الحركة الشعرية الحقيقية بعيدا عن المؤسسة الرسمية
الثاني : تحقيق الالتحام الذي ننشده بين داوئر الإبداع الجغرافية المختلفة لتخطي حدود المكان وخلق الحالة التي تتحول إلى قوة دافعة تحرك العجلة لصالح هذا الجيل من المبدعين بدلا من جيل الورثة الذين يحتلون المؤسسة الرسمية لصالحهم وأبنائهم من بعدهم

من أجل ذلك فنحن نحتاج إلى العقول المتفتحة الواعية التي تساعدنا في تحقيق هدفنا شريف المقصد الذي لم يكن ليتحقق لولا توحدنا حوله بقوة والتحام كل من في الساحة من المبدعين الحقيقيين

ومن ثم فحين نجد عقلا من بيننا أضيق من أن يتفهم هذا الهدف ويقوم بخلق العراقيل دون وعي وبجهل شديد يكون لزاما علينا أن نتوجه إليه ونوجهه فإن لم يتقبل النصح فلنبتره من بيننا كي لا يمثل إعاقة حقيقية لهدف حلمت به أجيال قبلنا ولم تفلح ونحن على وشك الإفلاح فيه

أيها المبدعون من فضلكم اتحدوا معنا لإكمال مسيرتنا ورفع الظلم عنكم وعنا وإدخالكم وإدخالنا دائرة النور بدلا من أن يطويكم ظلام النسيان على الرغم من إبداعكم النبيل ولا تسمحوا للجهلاء بالعبث بمصائرنا الشعرية ومستقبلنا الإبداعي ... فمن لا يملك العقل لفهم ما نحن بصدده فليتركنا نواصل مسيرتنا

أتمنى أن نجد عقولا مستنيرة تتفهم من أجل صالح الإبداع الحقيقي

هذا ما أردت توضيحه لكم وهذا هو السبب الحقيقي وراء ثورتي على من يعرقلون مسيرتنا بجهل وغباء مخضعين الأمور لأهوائهم الشخصية وغبائهم الفردي فهيا معي نجعل هؤلاء يفيقون أو يرحلون تاركين لنا الساحة نحقق من خلالها ما نحلم به ... بل أعلن أننا سنعلن الحرب الشعواء على كل من يمارس الغباء والجهل لتعطيل مسيرتنا القوية أيا كان موقعه أو وضعه فليس الأمر قابلا للتفاهات الشخصية فنحن بصدد تحقيق هدف قومي عظيم فأفيقوا فنحن قد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مأربنا وقد لمس الجميع ذلك في احتفالية عاطف الجندي حيث أحس الجميع بفريق العمل المتكامل المتجانس المتحاب في الله وفي رحم الشعر