ممكن

بين القاضي والجلاد
يا ما بنلف بلاد وبلاد
لا القاضي بينصفنا بحكمه
ولا يخلف جلادنا معاد
*********
آه منهم الاتنين!! والآه
ما بيرحمها غير الله
ولا يمسحها الغنى والجاه
ولا تنفع ميّه ، ولا زاد
*********
مين راح ينصف غير الحق
لمّا نغنّي بأيوه وْ لأّْ
ونخلي الوجدان ينشقّ
عن فجر تواصل وِوداد؟
***************
ممكن كل الدنيا تهون
إلا حبيبك لما يخون
ولاَّ عدوك لما يصون
تبقى حياتك ويل وسهاد
*************
أستاذتي الكبيرة
المبدعة القديرة
الشاعرة
عزة الزرقاني
في كثير من الأحيان يضع المرء ثقته كاملة ،فيضيع معها ؛ لغفلته حينا أو سذاجته حينا آخر ، أو لفرط ما يحمله من استحالة التحول في العلاقات حينا ثالثا ...
وتاريخ الإنسانية مليء بتجارب تكشف عن انقلاب الصديق عدوا أو العكس .
لذلك تحتاج مقولة : " مش ممكن "إلى وقفة متأنية يمتزج فيها العقل والقلب ، وينطلقان لنفيها أو توكيدها .
وهذا لا يعني أن يكون التربص والشك والحذر من مقتضيات العلاقات ... فما يقبل هذا شعور، ولا يرضاه فكر ، ولا يقره عقل ، ولا يدعو إليه دين .
بيد أن الإفراط في " الطيبة " ( اللي زايدة عن حدها ) كالتفريط في الوفاء لأهله ، والاعتراف بأصحاب الفضل .
ولا أخفي عليك أنني كنت بصدد كتابة مقطوعة زجلية من الشعر العامي تحت عنوان " كل شيء جايز "
وكنت بدأتها هكذا :
كل شيء في الدنيا جايز
حتى لو قلنا : الجوايز
فاز بها صاحْب الهزيمه
وانحرم منها اللي فايز
*****
عسى الله يعين على إتمامها.

*******
وكان من فضل الله أن شرفت بالتلبث من دون تلقائيتك البعيدة العمق هنا .
والعنوان وحده أكاد أشعر فيه دعوة للشعر باستعراض الممكنات في الحياة
لكن روعتك هنا تمكن في أن فكرتك تجمع بين سهولة التناول ، وعمق الرؤية ، وتؤكد قدرة الشعر على خوض غمار مفردات الحياة اليومية ، واستخراج ما يبهر منها فنا شائق التصوير ، رائق التعبير .
وتوميء من زاوية أخرى غير مباشرة إلى بعض ما يستقر في ذاكرة التجارب الاجتماعية من مثل : " حرّس من صاحبك ولا تخونوش " ...
كما تؤكد النهاية الساخرة سخرية موجهة بلطف الإشارة في قولك :
" وابقى قابلني لو نصفوك "
أن على المرء الاستعانة بأهل الخبرة ممن يصح فيهم " اسأل مجرب ولا تسأل طبيب " ، و : " أكبر منّك بيوم يعرف عنّك بسنة ".
وليس مستغربا أن يكون الشاعر ترجمانا أمينا لما في مجتمعه ، بيد أن الشاعر ينفرد بوقدة الحس ، وتوهج المشاعر ، وهذا مما يحمل المتلقي على الاقتناع بما يطرح .
دمت كبيرة القدر ، راقية الفكر .
وحفظك ربي مبدعة فريدة الدرب ، راقية القلم .
وتفضلي بقبول تهنئة عاطرة بإشرافك الماتع المفيد على ركن العامية .
سدد الله خطوك بالتوفيق ، وكلل مسعاك بالنجاح .
تحيتي وعرفاني وامتناني .