بيروت .. شعر عاطف الجندي

بيروت
شعر عاطف الجندي
***
بيروتُ تختصرُ الرواية
بارتعاشةِ حاجبين
وتهز إصبعَ سحرِها
كمليكةٍ تهبُ الأمانَ
بطرف عين
والغمزةُ الخضراءُ تنتجُ صهدَها
فأمدُّ بالوردِ اليدينْ
***
بيروتُ تختصرُ المسافةَ
بين قلبك والخطر
فاحذرْ بداياتِ الولوجِ
ودعْ لحدسك ما يشعُ
من الجمال المنتظر
بيروتُ غانيةٌ وطاهرةٌ
وعاشقةٌ وكارهةٌ
وما قال النبيذ.. وبين بين
بيروتُ قصةُ وردةٍ
نامتْ بحضِ العاشِقَينْ!
***
وحدى أكون
وقلب من أهوى معى ..
ويداك تمسح أدمعي
بيروت فارهة الجمال
ومثلما كنتِ الغزالة
والغزالةُ عندما
تهبُ العيون لمقلتي
سأصير طيرًا بالسما
صارت عشيقتي التي غازلتها
عمرًا
وأضحت بين كفِّي بالوما
بيروت تفتح لي قصائدَ عطرِها
ولأنت بيروت التى راودتها
فتمنعت
حتى نسيتَ غرامَها
وبلحظةٍ مالت وقالت: مِن هنا
يا أنتَ أنتَ
ولا سِواك من الدنا
عرِّج على شط الغرام بنظرةٍ
فالروشة ، الحمراءُ تبسمُ سوسنا
كم واهبٍ هذي القلوب نقاوةً
أو مانحٍ وردًا لقلبٍ أعلنا
كم قصةٍ للحب فاح عبيرُها
فوق الرصيف
وبين ناهدةٍ وعين
فتناوب السُّمار قص إزارها
وتنسم البحر اخضرار يمامتين !
***
الصبح في بيروت بسمة مؤمنٍ
والليلُ منتجعٌ لكفار المدينة
رضوانُ أصبحَ خازنا للنار
في وجعِ المطار
وبسمتي صارتْ حزينة
رضوانُ صلى ،أو يصلي
أو يؤمُ سذاجة الأطفال بالطرق اللعينة
ليهرّب الأفيونَ
في جيب الصديق ويدعى
أن البراءةَ في سماه المستكينة
ويبيعَ ربَ العالمين بدرهمٍ
ليزيدَ منتفخَ الخزينة !
لا زهرة للصدق تنمو
بين أوحال الضغينة
***
بيروت
تغسل كل يوم حزنها
وتجدد الساعاتِ في يوم الأحد
بيروت تضحك
والبكاء يهزني
فأرى الجمال وقد تناثر في الزبد
يا كل هذا الحسن
يا وحدي ،ووحدك والمدى
قمر وعاطفة وتمر
هل آن للنبض الطفولي
التسكعَ في الوجوه
فربما
خبرٌ جديدٌ للندى
والليلُ تفاحٌ وخمر
شربت شفاه العالمين نبيذها
وأناي مشدوه بأين ؟!
***
هذا التناقض ضمنا
وأعادنا لغة يسامرها المطر
فلأنتِ مفتتحُ الجنون وقصتي
دومًا يخاتلها القدر
حِضني وحيدٌ فادخلي
يا فرحة العشاق في لوح السمر
مرت على شفة الزبيب قصائدي
فتلونت وجعًا يعانقه الثمر
كل العيون محبةً فتشتها
حتى وجدتك والوريدُ على خطر
قولي وداعا
أو أقول إلى لقا
في كل حال
أنت وحدك في الفؤاد
وما سواك على سفر !
***
15 /8 /2018

» منتدى عاطف الجندي عاطف الجندي الأدبي يستضيف أبو سالم وصباح
» عاجل إلى عاطف الجندي
» لماذا؟؟؟؟
» لا أحب الشاعرة / شعر عاطف الجندي
» الاستاذ عاطف الجندي هام