صدمات حمار مسلسلة 1

بطاقـــــــــــــة تعريـــــــــــــــــــــ ف

http://www.myworldfarm.com/images/MillisaHeada.jpg

أنا حمار عمرى أقل من الستين وتجاوزت الثلاثين
أنا فعلاً حِمار ولكن ليس كباقى الحمير ,فأنا حِمار أنعم بمميزات كثيرة وأهما أني حساس للغاية لدرجة لا توجد حتى فى البشر , ده بخلاف أني متعلم ,أى نعم ليس على قدر من التعليم كما قال عنى البعض ولكن يكفينى أنى أقرأ وأكتب فليس كل الحمير تقرأ وتكتب
وأيضاً من الأمور التي تميزني عن باقى الحمير أني حِمار رياضى
فأنا بطل فى لعبة الرفس العربي وعضو فى نادى الرفوسية بالقاهرة
كما أنى بطل أيضاً فى لعبة الكونغ فو وحصلت على بطولة الجمهورية للحمير فيها أكثر من مرة
ولولا إنقطاعي عن اللعبة لكنت حصلت أيضاً على ( اللجام الأسود) فيها فهذه الألجمة قد دخلت اللعبة مؤخراً بعد إنقطاعي عنها
كما أنى حمار متدين أصوم وأصلى مع علمى أنى غير مكلف ولكنى أحب أن اكون قريب من ربى وكان نفسى أحج ولكن السلطات السعودية تمنعنا معشر الحمير من فعل ذلك
وسبحان الله لعل هناك قلب حمار أرجى عند الله من قلوب آلاف البشر الذين يسمح لهم دخول الحرم
وأنا أيضاً أديب أحب الادب منذ أن كنت جحش صغير
وليس لى تصرفات الحمير فانا لا أنهق مثلما ينهق باقى الحمير
حتى النهاق الفطرى لا أفعلة فأنا لا أرى أيضاً شياطين
باختصار شديد أنا حِمار ليس له مثيل اللهم إلا حمار أحمد رجب الذى كتب مذكراته بنفسه فهو من نفس فصيلتى تقريباً
ولعل هذا راجع إلى جزورى البشرية
فأنا حمار أبن ناس
أى أبن بشر
أستيقظت ذات يوم وأنا صغير وجدت نفسى هكذا
والحمد لله على هذا
فقد سئمت حيات البشر
كل الفخر والأعتزاز لحموريتى الحبيبة

اللي اللقاء >>>>>>>>>>>>>>>>>>>

محمود بسيوني.....
بدأت في يوم
06/09/2011
السعودية الخرج

نسيت أقولكم على شىء آخر
أنا حمار لا يعجبنى الحال المايل ولا أسكت عنه
و أقوم بالرفس المباشر إن تحتم الأمر وأنشب إنشاب الأسد فى وجه الظلم
لأجل هذا يغضب مني كثير من أخوانى الحمير
و يهينوني كثيراً من البشر لصراحتى هذه
وبما أنى حِمار فلن أكون يوماً ما إنسان أمام الباطل

اللي اللقاء >>>>>>>>>>>>>>>>>>
محمود بسوني ......

الصدمـــــة الأولي
منذ نعومة حوافري وبعدما صرت بفضل الله حِمار وأنا كما تشعرون من كلامي فخوراً كل الفخر بكوني حمار
وِلما لا فأنا أنظر لنفسى لا كما ينظر الناس إلي الحمير كحيوانات بليده لا تعى ولا تشعر ولا تسعى ولا تحفر
وإنما أرى فى الحمار تلك الصفات التى قلما توجد فى البشر
فأى ألقلوب أصفا وأنقا وأطهر وأللين وأقوي في الحق من قلوب الحمير فهى كالفلورا ( نعمة وقوية وكلها حنية ) وأى ضمير فى عند الناس كضميرهم وأى صدق كصدقهم وأى فطرة سليمة تنعم بها الخلائق كما تنعم بها الحمير.. وأى ....وأى ....
هذا بخلاف طبعاً أدبهم وأحترامهم وزكائهم الذى لا يريد أن يعترف به جنس البشر, وأيضاً تدينهم مع أنهم غير مكلفين كما تعلمون ,
فمتى سمعنا أن حمار سرق أخوه أو حمار يغتاب غيره أو يدبر له المكائد أو يحاول إيذائة أو يحقد عليه
ولم نرى يوماً حمار يشرب خمراً حتى ولو وضع أمامة بغير ثمن فإن فطرته السليمة تجعله لا يستصيغه
ولم نرى حمارة متبرجة تسير فى الطرقات بدون زيل كما تسير نساء البشر بشبه زى
ولا نجد حمار ينزو على زوجة أخيه أو يحاول المساس بحمارة غيره كما يفعل خنازير البشر ....والكثير والكثير من فضائل هذا الجنس النبيل
لذا فأنا فخور جداً بأنى حمار
والمشكلة هي أن المجتمع من حولى لا يريد أن يصدق أنى حمار لما أنعم به من صفات علمية تميزيني عن كثير من الحمير
وهذه صدمتى الأولي.

إللى اللقاء >>>>>>>>>>>>>>>>
محمود بسيوني

لم تذل هويتي الحمورية وإنتمائى المخلص لها تجعلني أقف هويناً معها حتي أعطيها شيئاً من حقها فيا عجباً لذلك المخلوق العظيم
دعوني أحاول بعجالة أن ألفت النظر فقط عن بعض ميزات جنس الحمير
فقد ورد ذكر الحمار فى خمس مواطن من القرآن الكريم
وهو يرى ما لايراه الأنسان فقد ميزه الله برؤية الأشعة تحت الحمراء التي تساعده فى رؤية الشياطين التي خلقت من النار
طبعاً بخلافي أنا فقد حُرمتَ هذا حتى لا يجزع قرنائى البشر الذين أعيش معهم فى نفس المكان من نهيقي, فما أكثر الشياطين
والحمير تسمع ما لا يسمعه الأنسان
قال –صلى الله عليه وسلم- عن الكافر لما يعذب في قبره : ((وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال: لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين)).
ومن الطرائف التي تذكر هنا : أن بني عبيد الباطنيين الذي حكموا مصر والذين عرفوا بالفاطميين كانت لهم مقبرة خاصة لموتاهم ، فكانت دوابهم إذا حصل لها إمساك! أتوا بها إلى قبورهم فتسهل حميرهم!!
فيعدون ذلك كرامة!! وإنما هي تسهل –والله أعلم- من خوفها وشدة رعبها لما تسمع من صياح أولئك المعذبين من العبيديين الملاعيين .
وكذلك الحمار له أنف ، وله يدان ، ورجلان ، ورأس ، وظهر ، وبطن ، ويأكل ويشرب ، ويحس ، وينام ويصحوا ، ويفرق في طعامه بين ما يصلح له أو لا يصلح بفطرته التي فطره الله عليها .
ومن الطرائف أيضاً التي تذكر عن الحمير أنها تحش من الأعشاب والنباتات ما شاءت فإذا قربت من شجرة التبغ (شجرة الدخان) أبت ولم تأكل !!
فتباً لمن يكون الحمار أعرف منه بما يصلح له وما لا يصلح !! رغم عدم وجود عبارة ( التبغ ضار جداً بالصحة ويؤدى إلى الوفا)
ونحن معشر الحمير من الفصائل التي عظمها العرب فقد سمانا العرب أسماءً كثيرة تعظيماً لنا وإجلالَ منها .
أبو صابر- وابن شنة وابن دلام - وأبو زياد - الجورف- العرد - العكموس- العمكوس- الكسعوم - المكراف- النخة
-الكباص-العلج- الفيدار- الجلعد- الاخطب- الصعل- الصلصل
- المصلصل- الصلاصل- الهمهيم- الدبل- النهاز
- الكير-الكنادر- القلو- القلح- المعضض-المحلج

http://www10.0zz0.com/2010/11/09/17/457131821.jpg
هذه بعض مناقب الحَمير يا معشر البشر
فهل عرفتم من أنا ؟
نلتقى إنشاء الله قريباً ونبدأ الخوض
إلى اللقاء }}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}

محمود بسيوني ...

الصدمات التي فى حياتي كثيرة فإن تحدثت عنها بشمول حياتي أظنها لن تنتهي وسيصيبكم الملل بطولها .
وإن كنت أُحب أن أتطرق لشىء منها فتلك الكلمات أريد بها أن يستبين الخلائق من خلالها حقيقة ذلك المجتمع البشري
تذكرت يوماً عصيباً مر على لن أنساة كانت صدمة بمعنى الكلمة ألهذا الحد يغدر بنى البشر
كان لجارٍ لنا شاة ( معزة ) وهى بين قوسين لأن الشاة تطلق على الضأن والماعز معاً , المهم
جارنا هذا أتى بتلك المعزة وهى طفلة صغيرة ,كان لذلك الرجل أيضا طفل فى الثامنة من عمرة أسمه نبيل كان نبيل سعيد أيما سعادة بتلك الشاة ظل يتولى أمرها فيضع لها الطعام والشراب ويقوم بتنظيف مكانها فوق سطح البيت
كان يلعب معها كثيراً بل معظم وقته كان معها ,كانت هي أيضاً تبادله ذلك الحب فما إن تراه إلا وتهرول فرحاً نحوه تتراقص فى جريتها تتمايل برقصها يميناً وشمال بكل سعادة تقفذ على كتفية تحاول تقبيل فمه ثم تتركه لتعود فتصنع مثل صنيعها كالعاشق الذى يرقص طرباً بالقاء محبوبته , كنت أراقبهم كثيراً أحببتهما معاً, نشأت بينهم علاقة أخوة لا توجد بين أخوين حقيقين , حتى أنها كانت إذا غاب عنها نبيل لا تأكل ولا تشرب تأكدت من هذا بنفسى , كانت مشاهدتي لهما معاً أحب شىء إلى قلبى حتى أنى كنت إذا ما رأيتها وحيدة حزينة ساكنة كأنها تغزل خيوطاً من الحزن لتصنعها ثوباً كئيباً فتصبغها بسواد دموعها لترتديه حداداً على نبيل , كان صمت نحيبها أبلغ من صرخات الشياة ,فلا أستطيع فراق ذلك المشهد حتي يتبدل بعودة نبيل فتعود الرقصات إلى قلبها وتغمر السعادة حركاتها تتزايد ضحكات نبيل وتتزايد معها ضحكاتها وفى مشهد طالما يتكرر معهما أجد فوق سطح البيت الحمام يطوف كأنما جاء مهنياً بعودة السعادة مرة أخرى على هذا السطح .
أفتضح أمر تلك الشاة ونبيل بين الأسرة حتى أن رب الأسرة جارنا صاحبها أحبها جداً لحبها نبيل وهى أيضاً أحبته وكانت تحتفل أيضاً برؤياه كأنها تريد أن تشكره أن كان له أبن مثل نبيل , مرت السنين وعلاقة المحبة تذداد بينهما
حتى آتي ذلك اليوم الذى تمنيت ان لا أراه
إنه يوم العيد عيد بنو البشر عيد المذبحة ( نسمية هكذا فى عالمنا ) صعد جارنا بعد صلاة العيد إلي سطح المنزل وكانت زوجته معه ,علمت بما سيصنعون فقد كانت أدوات الجريمة مشهرة دونما أدنى خجل , لم أرى نبيل وقتها ربما أنهم قد دبروا أمراً ما ليصرفوه عن حضور هذا المشهد وما سيحدث فيه
مسرح الجريمة هو نفسة بستان الذكريات الجميلة رقصات الشاة قفذاتها المرحة على كتف نبيل وحنانها الفرط مازال أمام عيني ثُغائُها العزب مازال يتردد فى أذني, آه لهؤلاء البشر !!
تمت الجريمة فى أقل من دقيقة دونما أبداء أى حديث يعتزر به الرجل للشاة قبلها , نعم أعلم أنها ليست بجريمة عندكم
وأيضاً
أعلم أن الشاة لم تعترض فهل تستنكر الذبح الشياة ؟؟؟؟
ولكن هذا هو عالمنا معشر الحمير نحمل فى طيات حياتنا أسما معانى الوفاء

إلي اللقاء }}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}
محمود بسيوني ...

فى هذا اليوم زارني أحد أصدقائى الحمير بعد أن أنها عمله مع عم زنهم العربجي طبعاً كنت فى منتهي السعادة فزيارته لى قليلة جداً لأن عم زنهم العربجي راجل معندوش رحمة بالمرة ,وأقل ما يقال عنه أنه إنسان ,فهو لا يترك صديقى الحمار إلا بعد أن يراه قد نام واقفاً
المهم أخذت صديقي بالأحضان وتبادلنا رفسات الفرح
وقلت له أهلاً يا بن الناس , وتبعتها مسرعاً بقولى يا أبن الناس الحمير , فصديقى هذا يغضب كل الغضب إذا سبه أحد وقال له يا إنسان
جلسنا بضع دقائق فى البيت نتسامر وشرب صديقى عصير البرسيم الذي أعدته له , فأنا دائماً ما أجعل شىء من ذلك العصير فى البيت للضيوفي وإن كنت لا أشربة
ثم طلب صديقي بعدها أن نخرج لنتمشى معاً داخل المدينة فهو يعلم جيداً أن اليوم عم زنهم لن يثقل علية فى العمل فهو الآن يسكر مع بعض البشريين فى غرزت الحج بطرس
قلت له فكره والله ياصديقي وخرجنا من المنزل وما أن قطعنا الشارع الذي فى منزلى إلا وقد أصبحنا على الطريق العام فالبيت بشارع متفرع منه , وبعد أن مضينا فى سيرنا بضعة أمتار
إذا بعسكرى مرور يعترض طريقنا أنا وصاحبى وقال لي إنت يا أستاذ يا حمار لا تسير فى الطريق العام هذا مكان السيارات,
نظر صديقى بأيمن منه ثم بأيسر منه بنظرات تعجبيه ونظرت انا كذلك حتى نرى غير هذا الطريق فلم نجد إلا طريق واحد هو الذى مررنا فيه وطبعاً لم يكن هناك كبارى ولا أنفاق فأنا أعلم جيداً طرق المدينة , قلت لعسكرى المرور طيب نمشى فين يا حضرة الظابط , أخذته نفشة فى صدرة ولان لنا الكلام وتلطف معنا وقال ممكن تكملوا طريقكم هذه المرة ولا تعودا للسير فى هذا الطريق مرة أخى , حمدنا الله ومضينا فى طريقنا وبعد دقائق قال صديقى الحمار لو سمحت أنتظرنى دقيقة هاهنا فإنى أريد أن أقضى حاجتى , ثم توجه إلى دورة مياة عمومية كانت قريبة من المكان
وما أن دخلها إلا وقد عاد إلىّ مسرعاً وقال لى صديقى العزيز أنت تحسن الكتابة هل لك أن تكتب لافتة تنبه فيها من يستخدمون الحمام لضرورة تنظيف مكان أستخدامهم فالمكان فعلاً قذر
قلت لصديقى سأفعل وتوجهت إلى الحمامات وما إن قربت منها حتى أزكمتنى ..........حقاً إنها رائحة ..............تحملت كل هذا من أجل إكمال مهمتى عسى أن تؤثر فى مستخدمي تلك المراحيض
أنتظرت بعض الوقت بخارج الدوراة فكانت المراحيض كلها مشغولة من بنى البشر وما إن فرغ إحداها حتي دخلته على مضض, ولما رأيت المنظر حمدت الله فى نفسى أنى ما زلت أرى لأنى خشيت أن أصاب بالعمى من الرائحة
وكان المنظر داعياً لتساؤلات كثيرة , أهمها هل أني رأيت أحد قد خرج من هذا الحمام قبل قليل أم كان ذلك وهم ؟
لا أنا متأكد أنه ليس بالوهم فقد رأيت شخصاً فعلا ً
تحملت الموقف وبدأت أمسك بالقلم لأكتب لافتة على ورقة كانت معى لألصقها داخل الحمام وإذا بى أرى أمراً عجيباً أخر.....
إن الحمام توجد به لافتة قديمة مكتوبٌ عليها ( فضلاً أيها البشر حافظوا على نظافة الحمام) أخذنى سؤال آخر قلت لعل من يأتون لهذا الحمام لا يقرأون ولا يكتبون لذا فهو قذر , ولكنى تذكرت صديقى الحمار الذى رأى نفس المنظر وهو لا يقرأ أيضا ً وقد عافت نفسة دخول ذلك الحمام
أمسكت قلمى وكتبت ( عفواً أيها البشر لقد تأذت الحمير من صنيعكم ) ثم لصقتها

إلى اللقاء }}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}}
محمود بسوني