خلاف حول التأويل وليس التنزيل ( الاسلاميون .. والحل السياسى

( 1 )
أن الصراع بيننا وبين من يسمون انفسهم الأسلامييون
أنما هو صراع حول التأويل وليس التنزيل ..
حول فهمهم للدين ومقاصد الشريعة واستخدامه تكئة للحكم..
أما الأسلام نفسه فما لا شك فيه أننا نراه هوية الأمة وضمير الشعب .
. ومثلي سيظل يسعي لعدم مرور قانون يخالف القطعي سندا ومتنا من الشريعة الغراء
مستلهميين مساحة الأجتهاد البشري الذي أصل له سلفنا الصالح
... قابضين علي جمرة العدل وقيم الحرية والمساواة ..
ياأخوتي النصوص مهما كانت قدسيتها لاتقيم دعائم الحق وأن ساندتها السلطة
أنما ايمان الناس طوعا بها
هو مايجعلها حاكمة وضابطة وموجهة لأيقاع المجتمع المنشود .
. فيا أيها الأسلاميون لا تكونوا السيف الذي يستأصل
وأنما كونوا الماء الذي يروي و يطهر ..
ولا تكونوا كاللصوص الذين يحتمون بالنصوص
بل كونوا كالخواتم اللتي تحوط أثمن الفصوص
....................................................
( 2 )
رغم أختلافي مع الأسلاميين
الا أنه من الأجحاف أن نسلب بعض التيارات الأسلامية كثيرا من المحاسن
من أبرزها نبل المقصد وحسن الغاية
ومحاولة تقديم مشروع سياسي يستلهم الهوية الأسلامية
وتقديم منتج فقهي يسعي به لتطبيق نصوص دينية أهملت عمدا
ونصوص نزعت قصدا منذ حقب طويله
. ورغم عدم تأصيل بعض المفاهيم في ميراثهم الفقهي
من ديمقراطية ومواطنة وحرية
الا أن هذا لاينفي أن لديهم أصول موصولة واجتهادات مبذولة
ومن ثم وجب علينا أن نمنع من يبغي أقصائهم بل حق علينا احتوائهم
والقبول بالتيارات المستنيره منهم - مع حق نقدهم - في اللعبه السياسية
والأستفاده من مشروعهم وخاصة مانحتاجه منه
لتفويت الفرصة علي التيار المتطرف الذي يشنع علينا عند الناس
ويدلس بأنا كارهي تطبيق شرع الله

( 3 )
هل يمتطى الأخوان حصان السلفيه الجامح
ليقدم نفسه كبديل معتدل
ام ان السلفيين يستعرضون قوتهم لسرقة الثوره
ام ان المجلس العسكرى يخيرنا
يبن كأسين احلاهما مر
اما تيار الاسلام السياسى
واما حكم العسكر
سأظل اقول
صندوق الانتخابات هو الحل و لو جاء بالشياطيين
ولن ارضى بحكم العسكر
ايه المجلس العسكرى انت تلعب بالنار
ايه الاسلاميين استعرضوا قوتكم وقولوا
انكم اكثر عددا ونفيرا
لكنكم لن تستطيعوا ان تسرقوا حرية شعب وضمير امه
( 4 )


بعض الليبراليين والعلمانيين فى قلوبهم مرضا
تشمئز قلوبهم ويلطمون كالنساء اذا ماقيل لهم
ان تيار الأسلام السياسى سيحصد مقاعد البرلمان
بعضهم يبغى ديمقراطيه تفصيل (كالبدل الأفرنجى) على مقاسهم
كثير من الأسلاميين.. يفرحون بما لا فضل لهم فيه
يحسبون حصدهم للمقاعد نصرا من الله وتمكينا من الله لدينه
يتناسون ان فوزهم هو نتيجة حصاد عهد طويلا من الاستبداد والجهل
واللعب بمشاعر الدين مع شعب متدين بطبيعته
بعض الثوار يلعنون الشعب..
ويتناسون ان لكل جوادا كبوه
وان الديمقراطيه كفيله بتصحيح اخطائها
( 5 )

ان التحدى الحقيقى الذى يواجه الاسلاميين _بعد مؤشرات فوزهم_
هو موقفهم من الحريات والمواطنه وعرض مفهومهم للحدود
وكيفية تطبيقها عبر رؤيه واضحه غير ملتبسه او منقوصه
ففوزهم اما ان يكون بدايه حقيقيه لنجاح التيار الاسلامى فى مصر على غرار تركيا
او سقوط مريع كما حدث فى افغانستان
ولا عجب ان يصبح الأخوان رمانة الميزان قياسا بباقى الكتل الأسلاميه
فهم ليسوا حديث عهد باللعبه السياسيه ومخاطرها
وبما ان صندوق الاقتراع _ فى مؤشراته _ صعد بهم للبرلمان
فعليهم ان يعلموا جيدا
ان للصندوق جولة اخرى قد يلفظهم خارج السباق
اذا لم يحسنوا سياستهم فى قيادة دوله تصبو للحريه
بعد ان نفضت عن وجهها غبار الأستبداد عبر عصور مضت



( 6 )
مبارك افسد كل شيئ في مصر
ماتشاهدونه الأن ياساده هو ثمرة نظام عفن
جرف العقل وخرب الضمائر وفكك منهجية الوعي الناقد
فكانت النتيجه ثورة بلا قائد وجهاد بلا عزيمه
وانتخابات هدفها التمكن وليس العداله
وشعارها الدين وغايتها البرلمان
واحزاب تدعي الليبراليية واخلاقها الديكتاتوريه
ومواطنيين تنسي حق الدم لتجني حق الأستقرار
وجيش خلق ليحمي شعبه الي جيش يبغي منازعة شعبه في السلطه
فلا عجب أن تنقلب الثورة بعد كل هذا الي ملهاة
بعد تغير المفاهيم فيصبح الثوار مخربيين
والشهداء الي بلطجية
وميدان الحرية الي ميدان الفوضي .. لك الله يامصر

( 7 )
كنت وسأظل مؤمن بالديمقراطيه
كطريق وسبيل لنهضة الأمه
حتى لو صعد على اكتافها من لا يستحق
ومن ثم لا عجب ان ارحب بالأسلاميين داخل البرلمان
فالزبد يذهب جفاءا وأما ماينفع الناس فيمكث فى الارض
فصندوق الانتخابات له مفارقته الغريبه والصحيه
فالصندوق الذى جاء بعمرو حمزواى هو ذاته
الذى لفظ الشحات الذى كان لعهد قريب يكفر بالديمقراطيه
صدقونى الصندوق _ رغم مفارقاته _ هو الحل

تقبل تحياتي من أجل موضوعك القيّم
و إن كنا قد نختلف حول بعض العبارات

فقط توجد بعض أخطاء مطبعية قليلة ..

لك مودتي