شجــرة التيــن

أعتاد الخروج والتنزه بين المسطحات الخضراء ، إنه عاشق للطبيعة .. يدرك تماما ً داخله أن الشمس تموت حين الغروب ليخلق من الضلع الأقرب لقلبها قمراً به تضاء العيون ، به تذوب المشاعر .. وتنصهر بشدة لتسكب عشقا ً بأوردة المحبين ..
دائما ً يجلس مسترخيا ً .. ساندا ً ظهره على أمه تلك الشجرة العجوزة .. إنها شجرة التين البنغاري .. هى شجرة ذات أفرع عديدة تسقط على الأرض فتتحول لجذور شجرة جديدة ممتدة من الشجرة الأصلية .. فهي كشجرة أم ، حولها أبنائها من الشجيرات الصغيرة ، المتصلة بها والتى لا تقوى على الانفصال أو الفراق من شدة العاطفة وحينما يزداد عليه الهيام فى حبها فيفرد جسده ساندا ً رأسه على إحدى الجذور .. محلقا ً بعينيه إلى عنان السماء التى يخترق نور قمرها البراق .. الفروع المتشابكة والمورقة بكثافة فيخيل له .. أن القمر ينثر خيوطاً من الفضة .. تتسلل بين الفروع ليتسلق عليها حتى يصل إلى القمر .. وهناك سوف يجد حبيبته التى طال البحث عنها بين بنات حواء والتى يرى وجهها دائما ً بين الزهور بجوار شجرة التين ، يخيل له أنها ليست زهور ..
بينما هى حبيبته الغائبة والحاضرة بوجهها فى طبق من الزهور العابثة .. فيكسو وجهه ابتسامة رقيقة حانية ، ويزداد حبه لحبيبته المجهولة .. والتى يشكى بعادها دائما ً لشجرة التين ، أثناء استلقائه تحت شجرته أشتد الصقيع فحمل نفسه في تكاسل ملقيا ً التحية عليها ومودعها ليذهب إلى الجانب الآخر من الطريق الطويل الساكن ،المظلم.. ويظل يسير حتى الميدان بنهاية الطريق حيث منزله المقابل للميدان الكبير المتسع .
وأثناء عبوره للجانب الآخر من الطريق شعر بحركة .. فنظر حوله فلم يجد شئ .. فلم يكترث ولم يلقى بالاً ، وأستكمل عبور الطريق .. ثم سمع خشخشة بأوراق الشجر على الجانب الآخر من الطريق فتلفت سريعاً ونظر بموطن الصوت فوجد أن الشجرة يعلوها شخصين يبدو أنهم لصوص يرتدون ثياب جلدية ضيقة سوداء وقفازات سوداء وشئ ما على الرأس لا يظهر سوى الأعين فقط ، ويمتزج الشخصان بالظلام فلم يميزهم بوضوح حيث ظنهم أشباح .. وعندما قفز أحدهم على الأرض مهرولاً نحوه .. أدرك تماماً أنهم ليسو بأشباح ..
إنهم لصوص .. سرقة .. قتلة .. من يدرى ؟..
، أدرك أن التصرف السليم هو الفرار خشية حدوث ما تخفيه صدورهم .. فأسرع مهرولاً باتجاه الميدان بالطريق الطويل ، الهادئ والمظلم ،الخالي من المارة بهذا الوقت المتأخر من اليل .. فلا يوجد أحد ليغيثه من هلاك مؤكد ..
فلاحظ أن هناك مسافة بينه وبينهم .. فحاول المراوغة بين الأشجار العتيقة الكبيرة الحجم على جانبى الطريق حيث وجد خلفها حماية من رؤيتهم له مما مكنه من بلوغ الميدان وآنها لمحه أحدهم فأبلغ الآخر فأطلق الرصاص عليه ومن حسن حظه لم تصيبه.. فسارع للجانب الآخر من الميدان ..عائداً مستكملاً طريقه باتجاه شجرة التين تاركاً الميدان خلفه واللصوص أيضاً وأخذ يهرول بسرعة شديدة لم يلحظها بنفسه من قبل والخوف والفزع يملأ وجهه .. وكاد قلبه القفز من صدره من شدة وسرعة ضرباته المتتالية وكادت أنفاسه أن تنقطع من السرعة في الهرولة .
أختلس النظر خلفه فوجدهم على مسافة كبيرة منه .. لا يستطيعان اللحاق به .. فراوغ بين الأشجار فخدع أعينهم وسط الظلام الدامس وحينما أقترب من شجرة التين شعر بالآمان وأخذته .. بين جذوعها الكثيرة المتلاصقة وسط الظلام كأنها أمه.. تخفيه بحضنها مطبقةً زراعيها .. فلا يظهر منه شئ .. فمر اللصوص أمام الشجرة مهرولين حتى نهاية الطريق ولم يلحظوه ..
آنها فقط شعر أن الخطر قد تعداه ، أنتظر ساكناً بقلب الشجرة الحانية حتى بدأ الظلام في الرحيل بإ شراق شمس تنثرالضياء لتبدد الدماس من حوله لتبدد الظلام و الخوف من قلبه .. وبدأ المارة في الحراك ما بين مقبل ومدبر .. فذهب لمنزله مودعاً أمه في سلام .

الاخت العزيزة الغالية أسماء بداية احيك على فكرتك الجميلة بلا شك
تاد الخروج والتنزه بين المسطحات الخضراء ، إنه عاشق للطبيعة .. يدرك تماما ً داخله أن الشمس تموت حين الغروب ليخلق من الضلع الأقرب لقلبها قمراً به تضاء العيون ، به تذوب المشاعر .. وتنصهر بشدة لتسكب عشقا ً بأوردة المحبين ..
دائما ً يجلس مسترخيا " دائما ما تجيدين البداية في معظم ما قراءته لك من قبل .
ساندا ً ظهره على أمه تلك الشجرة العجوزة " هنا يبدا إبداعك بأخذ منحى أخر نبداء بالحديث عنه و لكن يجب أولا أن نتفق على تعريف القصة القصيرة لأن هذا سيكون أساس كلامي التالي لك .
اولا انك استطردتي في حديثك و تشبيهك للشجرة و تقريبا ربع القصة الاول ليها .. مفيش مشكلة اطلاقا لكن ما ازعجني " إنها شجرة التين البنغاري .. هى شجرة ذات أفرع عديدة تسقط على الأرض فتتحول لجذور شجرة جديدة ممتدة من الشجرة الأصلية .. فهي كشجرة أم ، حولها أبنائها من الشجيرات الصغيرة ، المتصلة بها والتى لا تقوى على الانفصال أو الفراق من شدة العاطفة " طيب انت بعد ما كنتي بتتكلمي عن صورة أولى و هي وصف البطل روحتي سايبها خالص و اتكلمتي عن الشجرة بسرد مقالي لأننا لو اردنا ادخال الشجرة خصما في القصة .. اقصد بطلا اخر فسيختلف الحديث بمعنى مثلا " الجذور المتناثرة حولها يجسدها بلوحة أم يتقافز حولها أبنائها ، و استعارته لهذه الصورة أعد له شعور من الدفىء إفتقده كثيرا ... " هكذا ذاك ان القصة القصيرة كلما كانت مختزلة و مكثفة كلما كان أفضل .
اذكر ذات مرة احد استاذتي امسك بقلم و اخذا يقرا قصة لي و يشطب كلمات و ظل كذلك حتى بقى سطران او ثلاثة متفرقين وقال لي إليك قصتك و ما تريده منها ، المهم نرجع لقصتك " م سمع خشخشة بأوراق الشجر .... " من هنا نبدا في جزء أخر منفصل تماما عن ما رسمتيه لنا في البداية و ما اردتي مناقشته ، أعلم انك تودين رسم صورة معينة لتلك الشجرة فلم تاتي الا ذلك انما اذا اردنا الوقوف على النص فسنجد ان هذا الجزء دخيل على القصة بل لا ابالغ ان قلت انه دخيل على الفكرة نفسها .
" وحينما أقترب من شجرة التين " حاولتي العودة من هنا لنفس المحور الاول الذي سلكتيه راسمة بذلك ما اردتيمن صورة و إن كانت غير مرتبة و محبوكة نوعا ما .
انما يسعني في ذلك ان ادعوكي للاستمرار و القاءة في هذا الابداع الفريد و الذي لا يكثر متقنينه و احيكي على ثبات العامل النفسي بين سطورك و محاولة الارتقاء بالاسلوب عن ذي قبل .
لكي أختي العزيزة خالص تحياتي

اشكرك صديقى الغالى
وانتظر نقدك فى باقى القصص الاخرى

قصة حقا جميلة بطلا القصة انسان وشجرة
الخلفية غروب قلب القصة الحنان والدفئ المفتقد عند الادميين
فكرتك واقعية حكتيها بخيال اديب وجمال وسحر كلمات متناسقة
امتعتيني ايتها الرائعة
تقبل مروري

إنها أماكن تحتضنّا حينما تفترسنا الهموم..
***********
أختى وعزيزتى أسماء/ أحييكى على هذا الإبداع الذى لفت نظرى وفكرتك الجميلة التى رسمتيها ببراعة... ولولا ظروف الدراسة والإمتحانات القاسية, لكنت أول من علق عليها....
________

قرأتها مرتين حتى أستطيع أن أخرج لها نقدا يليق بكتابتك:

1-رسمتى صورة جميلة عن حبيبته الغائبة, لكن أين هى... لاوجود لها... أقصد أن موضوع القصة بين هذا البطل وبين الشجرة(المكان), البطل بدوره يبادل هذه الشجرة شعورا ما, و الشجرة(تبادله) شعورا, الذى يكسره شدة البرد, فيهرب إلى مكان آخر يحتمى فيه, لكنه وجد ماهو أخطر من البرد.. القتل... فيلوذ بالشجرة التى (أخفته) عن أعينهم... ومن هنا يتضح أن الشخصيات الرئيسية هى: البطل, الشجرة, اللصوص.

لكن ذكر حبيبته هذه - أعتقد- أنها شتتت التفكير عن مجرى الأحداث..

2-صوت أوراق الشجر"حفيف", ستكون أفضل من خشخشة..

3-"يعلوها شخصين يبدو أنهم لصوص يرتدون ثياب جلدية ضيقة سوداء وقفازات سوداء وشئ ما على الرأس لا يظهر سوى الأعين فقط ، ويمتزج الشخصان بالظلام فلم يميزهم بوضوح حيث ظنهم أشباح .. وعندما قفز أحدهم على الأرض مهرولاً نحوه .. أدرك تماماً أنهم ليسو بأشباح ..
إنهم لصوص .. سرقة .. قتلة .. من يدرى ؟.."
لكان يكفى أن تبثى فى نفس القارئ الريبة, ولاتذكرى فى البداية أنهم لصوص, لأنك ذكرت ذلك فى نهاية الجملة... وقد يتحقق عنصر المفجأة..
--------

هذه هى ملاحظاتى( ملاحظات بسيطة).

أعجبنى:
-البداية: صورة شمس الغروب, وضوء القمر الفضى..... أحسنتى وأبدعتى.

-الفكرة وتسلسل الأحداث.
-التصوير الرائع لنهاية القصة...وعامة تملكين موهبة التصوير الجيد
---
قصة موفقة جدا
---
تحياتى واحترامى

عزيزى احمد رجب اكن لك كل الود
واتمنى من ربى ان تنال القصة اعجاب الجميع
اشكر مرورك العطر

اخى الغالى محمد الشواف
اتمنى من الله التوفيق لك بإمتحاناتك واشكر كلماتك النقدية
واشكر مرورك العطر
دام الود عزيزى