إني لها .. للشاعر عماد عناني...ملاحظات سريعة

بسم الله و الحمد لله و صلاة و سلاما علي رسول الله ..أما بعد ,,,

منذ قرأت قصيدة الأستاذ عماد عناني و أنا أريد أن أكتب عنها نقدا - بل رأيا متواضعا - و هاأنذا أجد من الوقت خلسة لعلي أستطيع أن أدنو من عالمه الشعري و اللغوي ..

هو رجل درعمي ( متخرج في كلية دار العلوم ).. و وصيته للناس أن يتدرعموا ....هكذا قالها لي الاستاذ عماد أو قريبا من ذلك يوم أن سرنا معا يوم الأول من أكتوبر علي كورنيش النيل و تحدثنا حول موضوعات متعددة - من بينها بالتأكيد الشعر - و كان ذلك بعد ندوة منتدي عاطف الجندي في اتحاد الكتاب بالزمالك

المهم ... ندخل الآن في الموضوع مباشرة...

قصيدة إني لها ...تتوافر فيها عوامل الفصاحة و البلاغة بدرجة ممتازة ..كيف لا ! و نحن مع قصيدة لرجل متخصص في اللغة العربية و علومها

مما أعجبني في القصيدة دقة استخدام اللفظ...فمثلا لفظة ( حتما ) موفقة جدا من حيث دلالتها علي حالة الشاعر اليقينية بأن هذا البدر الذي مشي علي الأرض لن يكون سوي محبوبته( فاطمة )

و ربما يستغرب البعض و يقول إن هذا اللفظ ( حتما ) يناسب الموضوعات الفلسفية و العلمية و ليس موضوع المشاعر و الحب و لكن ليس من الألفاظ ما هو شعري أو غير شعري ...فاللفظ إنما يكتسب قيمته و دلالاته الجديدة من السياق ... و لنرجع في ذلك إلي نظرية النظم للجرجاني ففيها خير توضيح لهذا القول

زهراء يا كل النساء بخاطري
كم تملئين النفس بالأضواء

كم جميل هذا القول و غيره مما خطه قلم عماد عناني ..ففي صوره الشعرية روعة و صفاء محبب للنفس .. فهو رجل يقف فوق أرض صلبة من تراث شعري عظيم و لذلك فهذا واضح في شعره و إبداعه الجميل

و لكن لي عتب عليه...يقول :

سأعيش عمري رقيقا طائعا
همي الحياة الرفع و الإعلاء
من شأن مالكة الفؤاد و لن أرى
في صبر جهدي لو يطول عناء

أولا الأستاذ عماد ..(و هو من المؤكد أن يعرف ذلك أكثر مني ) قد علق البيتين ببعضهما و أظنني قد قرأت من عيوب القافية أن تعلق بيت ببيت - و ربما قد خانتني الذاكرة ...فأطلب من أساتذتي التوضيح !!- و هذا شيئ لا يجوز أن تعلق البيت بالبيت الذي يتلوه...


لكن هذا لا يقدح في شاعريته و قدرته اللغوية الفذة...فنحن أمام قصيدة لشاعر يعرف اللغة و يحترمها و لذلك تبادله احتراما باحترام

عاطف عبد العزيز الحناوي
الاسكندرية 16-10-2011
18 ذو القعدة 1432

أخى عاطف
جميلة هذه الروح بين الأصدقاء
و جميل هو نقدك
دمت بكل خير

الأخوان الكريما ( العاطفان )
كم هو جميل أن أرى تلعيقا ونقدا وتعقيبا على قصيدة لى

حقيقة أنا الان لاتحضرنى معلومة تعليق بيت على بيت ومدى استحسانها من عدمه
ولكن إن أردت أن أناقش الأمر الآن فأتصور أن ذلك لم يكن مألوفا للعرب القدامى لأنهم كانوا يعتمدون أن البيت وحدة القصيدة فلا مانع أن يوضع بيت مكان غيره
أما أنا فتصورى أن ذلك ربما يصنع مزيدا من الترابط بين أجزاء القصيدة
هذا ما اتصوره ولتكن لى فرصة معاودة الاطلاع على علم القافية للوقوف على ذلك الأمر واستيضاحه
واخيرا أسجل اعتزازى بثناء جميل وبمقد بناء من أخ أعتز به

عاطف الجندى كتب:

أخى عاطف
جميلة هذه الروح بين الأصدقاء
و جميل هو نقدك
دمت بكل خير

شكرا أستاذ عاطف ...هذه الروح المتفاهمة يجب أن تسود ...تلك طبيعة الأشياء...فنحن ننتصر و نتقدم بالتعاون و المحبة لا بالتنافر و النزاع...
حماك الله يا مصر

عماد عنانى عنانى كتب:

الأخوان الكريما ( العاطفان )
كم هو جميل أن أرى تلعيقا ونقدا وتعقيبا على قصيدة لى

حقيقة أنا الان لاتحضرنى معلومة تعليق بيت على بيت ومدى استحسانها من عدمه
ولكن إن أردت أن أناقش الأمر الآن فأتصور أن ذلك لم يكن مألوفا للعرب القدامى لأنهم كانوا يعتمدون أن البيت وحدة القصيدة فلا مانع أن يوضع بيت مكان غيره
أما أنا فتصورى أن ذلك ربما يصنع مزيدا من الترابط بين أجزاء القصيدة
هذا ما اتصوره ولتكن لى فرصة معاودة الاطلاع على علم القافية للوقوف على ذلك الأمر واستيضاحه
واخيرا أسجل اعتزازى بثناء جميل وبمقد بناء من أخ أعتز به

شكرا لك علي تقبلك النقد بصدر رحب يا صديقي العزيز...قد نتفق أو نختلف حول مسألة وحدة البيت في الشعر العربي القديم...( و أظننا سوف نختلف !!! ) فمن رأيي أن القصيدة العربية كانت فيها وحدة القصيدة و ليس وحدة البيت و في ذلك نقرأ تحليلا ممتازا للدكتور طه حسين في كتابه الثمين ( حديث الأربعاء )

و لكن علي كل حال فأنا أيضا لا أتذكر بالضبط موضوع تعليق القافية و لذلك سوف أنتظر منك توضيحا لهذا الأمر حين يسمح الوقت لك بذلك

إلى لقاء بإذن الله

أستاذ عماد...كل أصدقائنا في المنتدي ...
كل سنة و أنتم بخير

بحثت في أمر عيب القافية الذى ذكرته في تعليقي علي قصيدة الأستاذ عماد عناني و هو تعليق قافية - أو حرف روي و هذا أكثر دقة - بيت بالبيت الذي يليه و ها هو مثال يشرح الأمر


التضمين: وهو تعليق قافية البيت بصدر البيت الذي بعده بحيث تفتقر اليه في أصل المعنى
كقول النابغة:

وهم وردو الجفار على تميم وعم أصحاب يوم عكاظ إني

شهدت لهم مواطن صادقات تهون لهم بحسن الظن مني

فعلق (إني) بقافية البيت الأول بـ (شهدت لهم) في صدر البيت الثاني.


و لكن فكرة الأستاذ عماد و هو صديق عزيز و إن لم نلتق كثيرا قد أعجبتني حين تحدث عن وحدة البيت و وحدة القصيدة ..و هذه قضية قد يطول الحديث عنها
و نحن نستقبل العيد ..جعله الله عيدا سعيدا و جنب كل بلادنا العربية و العالم كله كل شر و فتنة...و لذلك لن أوجع رؤسكم بهذا الكلام الآن

كل سنة و انتم بخير و صحة و إيمان

عاطف الحناوي

جهد كبيبر و قراءة واعية
تحية لكما

شيماء نور كتب:

جهد كبيبر و قراءة واعية
تحية لكما

شكرا لك يا شيماء علي مرورك اللطيف
علي فكرة ما قلته من قبل في ثنايا قراءتي السريعة لا يقدح في شاعرية الاستاذ عماد و قدرته اللغوية فإن معظم الشعراء تحدث منهم هفوات - بل كلهم - المهم أن الشاعر الكبير و العظيم لا يتوقف عن الإبداع و التألق عملا من بعد عمل

كل سنة و انتم طيبين