إنهم يسهرون في مقاهي السخف هروبا من زوجاتهم !!

شؤون وشجون

يبثها لكم:

محمد خضر الشريف

****

إنهم يسهرون في مقاهي السخف هروبا من زوجاتهم !!
شكت إلي بعبرة تسبقها، تقول: وقعت في الخطئية، وتكرر الأمر لسنوات، والآن صحا ضميري وثبت إلى رشدي، فماذا أفعل؟!

أما ماذا تفعل، فدللتها على الطريق، واتبعت خطوات ما نصحتها به عمليا، والحمد لله نجحت فيه.. أما لماذا وقعت في الخطئية، وأنت- كما تعترفين- زوجة، ولديك عدد من الأطفال، وزوجك معافى وموظف مرموق، وأنت كذلك موظفة ولك دخلك الشهري الذي يكفيك وزيادة ولا ينقصك من نعيم دنياك شيء؟؟!!

كان هذا سؤالي لها.. وجاءت إجابتها: السبب زوجي الشارد من بيتي في سهرات المقاهي الفضائية أو الفضائحية، وانصرف عني وعن بيتي فلم أعد أعتبره موجودا؛ لأنه يسهر الليل كله إلا قليلا ولا وقت لنا عنده، فبحثت عن الغير ووجدت في ذلك الغير بغيتي ومرادي!!

"تحوقلت" أي قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأدركت أن هذا أقل القليل مما يفعله فيها سعار" الفضائحيات" التي ابتليت بها سماواتنا العربية وللأسف استوردناها كما نستورد طعامنا وشرابنا وسلاحنا ومواقفنا الأصيلة، وأخذناها كما هي بدون وعي أو تمحيص، وأصبح ماكنا نستحيي منه بالأمس يمثل اليوم ثوابت اعتدنا عليها ، وأصبحت في كثير من بيوتنا ضرورة قائمة نتهم من يستنكر وجودها بالسخف والتخلف، وعدم مواكبة روح العصر!!

أنا لست ضد الرجال، ولست أيضا ضد النساء، وعندما أقسو أحيانا على صنف دون آخر؛ فقسوتي تأتي من باب الحزم المطلوب الذي مبعثه الحب الحقيقي لمن نخاطبه، وقديما قال القائل: ومن يكن حازما فليقس أحيانا على من يرحم..
وظاهرة هروب الرجال إلى مقاهي السخف لإمتاع النفس بالحرام القح، وإطلاق العنان لها لتسمع وترى السوء والفساد رأي العين، في مقاهي تبث شاشات فضائياتها الرذيلة تستحق منا أن نسلط عليها الضوء، وأن نبحث عن أسباباها قبل أن نبحث عن النصوص والدلائل التي تقول بحرمتها أو عدم جوازها.. وتعالوا نبدأ في البحث عن الأسباب، وكما قالوا:"إذا عرف السبب بطل العجب"!

كل أمر لا يقوم على إيمان بالله وتقوى له لن تكون ثمرته خيرا، وأني يأتي الخير والقاعدة التي بني عليها هشة سبخة لاتتحمل بناء صروح عليها، نأمل أن تكون صروحا نافعة باسقة في أفق السماء، والقاعدة العامة تستنكر علينا ما استنكره ذلك الشاعر العربي الذي قال:

متي يستقيم العود والظل أعوج / وهل ذهب خالص يساويه بهرج؟!!

أما الرجل فمشكلته الكبرى أنه عرف الشلة قبل الزواج، وهو لا يريد بعد الزواج الانقطاع عنها، بل يريد أن يثبت لرفقائه أنه (رجال) فهو يخرج كما يحلو له، ويسهر كما يريد، وأنه يفعل له من وحي هذه الرجولة، وهذه في نظره هي الرجولة ولا غير. وهذا جانب من المشكلة، فلو أن الرجل استشعر وقته، وعلم أن لبيته عليه حقا ولأهله عليه حقا، وأنه مطالب شرعا بأن يعطي كل ذي حق حقه، لما أصر على هذه المسألة بهذا الشكل.

الشيء الثاني: أن عاداتنا وتقاليدنا التي لاتزال تميز – بحمد الله – بين الخطأ والصواب، والذي يجوز والذي لا يجوز، لا تسمح لنا لأكثرنا أن يأتوا بوسائل الفساد من تلك القنوات المشبوهة التي تخرب الدين والخلق القويم، ومن هنا فهو يهرب من البيت باحثا عن المتعة، متعة " البحلقة" في أِشباه النساء ولانساء، عبر فضائيات العالم الغربي، التي لا تعرف لله أمرا فتلتزم به، ولا نهيا فتنتهي عنه.. وهي محاولة للتحلل من قيود النفس المسلمة التي تحث على سماع الخير ورؤية الخير والسعي فيه، ويقول قائلهم:" خلينا نفك عن نفسنا شويه"!!

وهو يرى أنه بذلك لن يلومه أحد، وينسى في خضم ذلك تلك الشريكة التي انتظرته نصف اليوم وهو في عمله، ونصف اليوم الآخر وهو نائم يستريح بعد عمله؛ لتحظي بالجلوس معه، يعلمها ويوجهها ويشبع رغبتها في حقوقها الزوجية المطالب هو بسدادها، بالكلمة الحلوة، والنصيحة الخالصة، والمداعبة الحانية، والمعاشرة الشرعية المشبعة، ولا تثريب عليها فيما شرع الله لها وأباح.

أيضا عدم استشعار الرجل بأهمية المسؤولية الزوجية والرعاية التي استرعاه الله إياها وتحمله لها- " والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته"- يجعله لايكترث بوجود الزوجة من عدمه، وحتى لو استشعرها جسدا في بيته، لا يستشعرها روحا وكيانا، لها حق الرعاية، وحق عدم الهروب منها أو من بيت هي فيه جريا وراء لهو غير بريء ،يغتال عليه وقته فيه بدون طائل من ورائه.

لكن تعالوا نبحث بشيء من الإنصاف- لماذا يهرب الرجل من البيت بهذه الطريقة؟ وكيف يمكن للزوجة الحصيفة أن تستخدم كل ما أوتيت من ملكات في تثبيت الرجل في البيت، أو العمل على استرجاعه إلى البيت بشكل ديبلوماسي؟!!

أما كيف تعمل الزوجة على عدم هروب زوجها من البيت فعن طريق التالي:

تجنيد نفسك وبيتك وأولادك له :

وعندما أقول تجنيد، أعني الكلمة نفسها بجرسها اللفظي وإيجاءاتها المعنوية، ولو استشعرت المرأة مقولة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:" لوكنت آمرا أحدا بالسجود لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"، يجعل كل امرأة تفكر في معنى الطاعة المطلوبة جدا والمهمة جدا أيضا، ومدى ربطها بمسألة التجنيد التي أتحدث عنها الآن.

إن مشكلة كثيرات من أخواتنا الزوجات أن الواحدة تستنكر حكايةالطاعة لزوجها، وتبرر الأمر؛ بأنها ليست أمة، وأن عصر الجواري انتهى إلى غير رجعة، وأنه لم يعد لـ" سي السيد" دوره في التحكم و" الشخط والنطر" وهو يبرم شواربه – كنايةعن الرجولة- وإن صدقناها في هذا، و في رأي أن هذه رجولة مصطنعة؛ لأن الرجولة حنان وعطاء وصبر على لأواء الزوجة وعناء البيت ورعاية من هن أو هم في كنفنا وتحت مسؤوليتنا، لكن ليس هذا معناه أن أنسى حقوقه وماله علي وما علي له، وإذا آثرت أمي وأختي وصديقتي وجارتي وحتى ابنتي، على زوجي فلن يسعه الجلوس في البيت، وسيخرج إلى عالمه الرجالي وانشغاله بهم، مقابل اشغال الزجة بعالمها النسائي أيضا.

كوني زوجة مثالية:

الحرص- في ظل هذا التجنيد- أن أكون- كزوجة- مثالية في كلامي معه، في تصرفاتي السلوكية معه، في توجيه النصيحة له إن رابني منه شيء، ولا أنسى أنه الرجل الذي لايحب أن يواجه بالنصيحة المباشرة التي يعتبرها انتقاصا من كيانه كرجل، وأن العكس هو الذي يجب أن يكون، لكن الأسلوب الجميل واختيار الوسيلة التي تقدم بها النصيحة ويلفت بها النظر يتطلب ذكاء في العرض وديبلوماسية في الطلب !

* اهتمي بمنظرك العام:

أيضا: الاهتمام المبالغ فيه، وأكرر " المبالغ فيه" بالمنظر العام لي كزوجة، والبيت والأطفال، وهذه أمور تعرفها الزوجة بطبيعة فطرتها في حب التزين، وقديما قالت المرأة العربية – وهي في عصر الجاهلية- مقولة صارت قانونا في " الاتيكيت" االوصية الجميل من الأم لبنتها:" فلا يشمن منك إلا أطيب ريح"، وهذه نقطة الفصل في كثير من حالات الزوجية، فعدم اكتراث المرأة بنفسها والتزين له والتهيؤ له بما يحب ويملأ عينيه، يهز صورتها في نفسه خاصة وأنه يسمع ويرى ماالعجب، من نساء الشاشات الفضائية، فإن لم تدركيه ببعض ما عندهن، لن تفلحي في أن يثبت في بيت أو يقر له قرار عندك.

لاتقحميه في المشاكل الصغيرة:

حاولي أن تحلي المشاكل العارضة والصغيرة بشكل مباشر منك، دون أن تقحميه في صغائر الأمور وسفسافها، ووفري عليه وقته لعمله وللمعضلة الكبرى إن لزم الأمر، واستعصى عليك الحل.

عامليه كطفل كبير!!

وأخيرا، حتى لايطول بنا الموضوع، يجب معاملته كطفل كبير، ينبغي أن تراعى احتايجاته الخاصة ومطالبه التي يرى أنها مشروعة، فلا أتمنع عنه ولاأنشغل عنه، وإذاكان في البيت بعد الدوام، فأشعريه أنه محل الاهتمام الأكبر فلاهواتف مع الجارة أو الصديقة تشغلني عنه ولا فرح وزواج يمنعني عنه، ولاسهرة عند أمي تلهيني عن السهر معه والعمل على إيجاد جو الأسرة التي يفتقده ويهرب من البيت بسببه، ثم قبل كل ذلك العمل سويا على تنفيذ أوامر ونواهي الله وتطبيق آداب الزوجة كما شرعها الإسلام من حقوق وواجبات.[/size][/size]

اخى محمد انار الله طريقك

واشكرك على مقالتك المهمه جداّ . والهادفه

موضوع حيوى للغايه وانت طرحته طرحاّ جيداّ .

مودتى وتحيتى ...

الشكر لك أيها المورق بحلو التعقيبات الحلوة مثلك أخي الشاعر / عادل عوض سند..

طرحت بمعنى جديد ، لكن بس اللي يقدر ينفذه زي ماطرحته..
ربنا يعين كل رجل ويطبق معنى الرجولة الحقيقية في نفسه، لأنه لو طبقها بإخلاص والله سوف يسعد برجولته بينه وبين نفسه أولا ثم بينه وبين أهله ومن يعول.
دمت بود أيها الرجل الكبير.

» إنهم يقتسمون موتى
» إنهم يبيعون الوهم
» أسرع بنصرك إنهم فيمن صدق