عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح شاعر فلسطين الكبير محمود درويش / د. لطفي الياسيني
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2023 1:11 am من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد الناصر حجازى
شاعر
شاعر
عبد الناصر حجازى


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 113 نقاط : 145 تاريخ التسجيل : 08/04/2010

دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Empty
مُساهمةموضوع: دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح   دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالجمعة مارس 25, 2011 3:19 pm


إبراهيم راجح (رباعية)تختصر الحياة
شرف للغة العامية المصرية أن أفرزت من ضمن إبداعاتها رباعـيات بهذا الثراء الفنى ، بدأها الرائد الراحل / صلاح جاهين عام 1963 وسار على دربه بعض الشعراء ، منهم من تأثر به ، ومنهم من تأثر بالخيام ، ومنهم من حاولوا التجديد وتركوا بصماتهم الخاصة بديوان الرباعـيات .
من فرط هذا العنقود يتدلى ( إبراهيم راجح ) برباعـياته الفارقة ، ليترك بعالم الأدب المصرى عملاً يشير إليه ، ويجلسه على الهودج ( الرباعى ) بجوار الخيام وجاهين.
وفن ( الرباعى ) منذ إبتداعه على أيدى رواده من شعراء الفرس الذين ينحدرون من أصول عـربية ، لم يكتب باللغة العامية إلا على يد الشاعـر الرائد / صلاح جاهين ، الذى سبقته بعض محاولات ترجمة رباعيات الخيام إلى اللغة العامية ، وخلفتها بعض الترجمات الأخرى كان آخرها ترجمة الشاعـر / محمد رخا ، التى قام بها عام 1975 وترجم 106 رباعية إلى اللغة العامية ( الزجلية ) .
ومن بورسعيد (مدينة شاعـرنا إبراهيم راجح) ظهرت
( رباعيات خيام مصرى ) للشاعـر الراحل / حامد البلاسى ، التى شقت لنهر الرباعـيات روافد تميز جديدة ، وأضافت تجربة ثرية وإسهاما يشار إليه بالبنان.
و ( رباعـيات راجح ) هى إضافة أخرى حقيقية ، وحجر آخر يلقى بماء فـن الرباعـيات الراكد ، ليؤكد حضور هذا الفـن الراقى وقدرة شعرائنا المصريين على إرتياد آفاقه .
وأول إضافة فى هـذه الرباعـيات هى تقسيم الشاعـر رباعـياته إلى عـناوين ، كل عـنوان ينضوى تحت لوائه موضوع ما ، وهو ما ربط بين أجواء هذه الرباعـيات وجعل لها وحدة عـضوية .
حتى من الناحيتين : الشكلية والايقاعـية ، إنحاز الشاعـر إلى الشكل الواحد والإيقاع الواحد فى أغـلب الرباعـيات ، حرصاً منه على مرونة اللفظ وانسيابية الموسيقى ، واللغة عند الشاعـر سلسة طيعة ، لا يتعالى ، لا يتثاقف ، لا يتقعـر ، لا يكتنفه الغموض ، لا يبحث فى قواميـس الكلمات عن المفردات الصدئة المهجورة :
بـــــــكل لون ياورد منقـوش ومتلـــون
فيك الزهور أنواع .. سبحان من كـون
إسود يا طين و منين بتوهب الألـوان ؟
قـــــال : بص فـوق سبحــان من لـون
الشاعـر غارق فى تأملاته ، والتأمل هو السمة البارزة
فى الفن الرباعى بوجه عام،إضافة للعديد من السمات المميزة الأخرى مثل : الحكمة ، الوعـظ ، التوبة ، الضعـف الإنسانى ، الوصف ، وغيرها .

فالشاعـر دوماً يتأمل ، يتساءل ، يتواصل مع الموجودات :
سـألت الموجة لمـا جـت فــــــــى رجليـّــــا
كم موجة فاضلة ومن أى الجهات جايـــــة ؟

*****
سألت دودة ف حجر منين هتــــتغــــــذى ؟
قـالت : ياغافـل هـدى الكـــــــلام هـــــدى

*****
الدنيا بتشتى يا شمس وانتى ليه حاميـــــة ؟


يا أرض إيه وزنك ؟ لا انتى تقيلة ولا

ذرّة فى طرف الكون ..رملة فى وسط الفلا
*****

يامراية العمر ليه ملامحـى متكرمــــــشــة ؟

*****

يا بــــــــــــطن منفوخة فيها الجنين مستــور
نايـــــــــــم فى دنيا البراءة والصفا مســرور
ليـــــــــــه القلوب بيضا وهى فى الأرحـــام
وبتبــــــقى آخــــر سواد لما تشــــوف النـور ؟

تساؤلات موحية ، ثرية بالرؤى والدلالات ، يجذب بها الشاعـر متلقيه الى حوار هامس ومشاركة وجدانية ، هو يدفعه الى البحث عن إجابات ورؤى جديدة ، وهو يدفعه الى الكتابة معه واستكمال الرباعـية أو ربما يدفعه الى كتابة .
رباعـية جديدة موازية .
وفى رحلة بحث الشاعـر عن الخلاص واليقين يمر بالعديد من التجارب الإنسانية واللحظات المستفزة ، فتكون مثل هذه الرباعـية العبقرية الموحية التى تختصر الحياة ، بل تختصر الحياة والموت معاً ، تختصرهما فى ( رباعية ) :
اللى مـات ارتـاح مجـرد ما انــــــدفـن
والنـعيم يمكن يكـون وسـط العـفــــــن
كون حكيم واعلن خبر موتـك (بنفسك)
وامشى لابس فوق سـراويـلك كفـــــن
براعة فائقة فى التعبير ، لم يرتد الشاعـر عـباءة الواعـظ ليقدم تفسيراً خطابياً للحديث النبوى الشريف:
إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً لم يقل : ( تذكروا الآخرة ولا تنسوا الموت ) بشكل مباشر ، بل استخدم تعبيرات متجاوزة ، وقدم حالة إبداع مدهشة .
وإبراهيم راجح ليس أول المتسائلين فى رباعياته ، بل جميع من كتبوا الرباعـيات تساءلوا وتأملوا ، لكن فى تساؤلات راجح ما هو جديد ، فالجميع تساءلوا واستغرقوا فى التفكير ، ثم تكون النتيجة مزيداً من التخبط والعجز عن تقديم الاجابات
يقول الخيام فى إحدى رباعيته :
أفنــــــيت عمرى فى اكتنـاه القـضـاء
وكــــــشـف مـا يحجبه فى الخـفـــــاء
فـــــــــلـم أجـد أسـراره وأنــــقــضى
عـــــــمـرى ، وأحسست دبيب الفنـاء
وفى ذلك السياق يقول ( حامد البلاسى ) :
مـن مـــــــــــنـذ بــدء الخـــــــــليقـــة
عـــــــمـال بـاعــــــــافـر واعــــافــر
وأســـــــــــبـح فى بـــــحـر الحقيقــة
والســــــــــر فى المـــــــوج مسافـــر
بين هذه الرباعـية وتلك تطل علينا رباعـية راجح الفارقة ، إذ أنه لم يطلق لخياله وعقله العنان ثم يعود مستسلماً وممسكاً الخيط من أوله كما فعل الاخرون ، بل أعلن هذا القصور منذ البداية ، وصرف ذهنه عن البحث عن اجابات مفقودة :
سألت نفسى : مين أنـا ؟ مالقيت جـــواب
إزاى وصـلت لدنيتى ومـن أى بـــــاب ؟
لا ليا خيرة فى الوصـول ولا فى الرحيـل
ونا مالى بـس بأسئلـة تجــــيب العـذاب ؟
والحيرة عند الشاعـرلا تقتصر على التساؤلات الوجودية والبدء والانتهاء ، بل هى نابعة أيضاً من الذات وحول الذات فالإنسان عنده جاهل بتصرفاته ، جاهل بما يعنيه وبما لا يعنيه مؤكداً بذلك عجزه عـن معرفة الأخر ،وعجزه عـن معرفة ذاته ،وعجزه عن استجلاء حقيقة الوجود .
نحّات نحَـت تمثال .. كبيـر من الصــــــوان
راجل طويل وعريض غريب مالوش أوطان
سـألتـه يطلـع ميــــــــن الأخ دا قـــــــاللــى :
دنا كنت ناوى أسألك : كان قصده ايه الفنان
متاهة وألغاز وجهل بالذات و بالأخرين ، وعجزعـن تأويل المعطيات.
وفى باب ( عبقرية الموت ) تبدو لنا عبقرية الرباعية وعبقرية الإبداع ، والحنين الى الموت للخلاص مما يراه الشاعـر عبثاً وجودياً ، قد لايكون هذا الحنين جديداً ، إذ يقول الخيام :
ليتــــك يـاربى تزيـــل الوجــود
وتخلــــق الاكوان خلــقـاً جديــد
فتغـــــفـل إسمى او تـزيـد الــذى
قدرت لى فى الرزق بين العبيــد
ويقول حامد البلاسى :
خلصنـى يـاربى .. وحـرر كيـانى
من ذل خوفـى ومن مخـالب هـوانى
خلصنـى من سجـن الجسـد والتراب
خلصنى منه أخلقلـى فيـه حـد تانـى
فى ( الأعراف ) بين هاتين الرباعيتين ، تقف رباعية راجحية تهمس بلا ضجيج ، تبوح بلا شطط ، تبحث عن الموت بمعان تنبض بالإيمان .

يا ساعة الحيـط .. طول الوقــــت بتدقـى
تحسبى الاعمـار .. بالثانيـة وتعــــــــدى
سايق عـليكى النبى .. لـَ تسرعـى شويـة
وادى الشهادة ابتدت .. تطُــل من بــقـى
وانطلاقاً من هذه المعطيات الإيمانية وهذا الثبات اليقينى يقول فى رباعـية آخرى :
يا مراية العمر ليه ملامحى متكرمـــشة ؟
وصحتى مش قوى .. وصورتى منغمشة
يا ( هادم اللذات ) .. تكونش هتزورنى ؟
أمانة لو زرتنى .. لا تسيبنى اصلى العشا
اشتهاء للموت وحنين إليه عـبرعنه أبو العلاء المعرى إذ قال:
رب متى أرحل عــــــن هذه الدنيا
فـــــإنى قــــدأطلت المـــــــقـــــام

وإذا كان ( المعرى ) يدعـو الى الإئتناس بالذات والبعد عـن الانخراط مع الجموع فيقول :

إجتـــــــــف النـاس وعـش وحيداً
لا تظلــــــم النـاس ولا تُظـلـــــم ُ

فكذلك (راجح ) فى رباعـياته ، يخشى من إيذاء البشر ويحمل ( ذاته ) ويهرب من أذى الأخريـن ومن
( شبه الانسان) .
حاولت افارق وحدتى .. فى الصحرا والوديان
بنيت أساس سكنتى .. والسقف .. والجـــدران
قالوا الجيران : عليت .. حُشْت الهوا عـــــننـا
سبْت لهم إللى اتبنى .. وهربـت م الإنــــسـان
وفى رحلة هروبه من(شبه الانسان) ، أو من توحشه يجد الخلاص والحكمة عند (عصفورة) تدله إلى اليقين ، إلى الهجرة من العالم المادى إلى رحابة الروح:
فى صباح جميل زقزقت عصفورة ع الــــشباك
قــــــــــــالتلـى : ليـه دايمـاً دنيتــــك واخــداك ؟
قــــــــلـت : ابـــــن آدم ضعيـف والهـم راكبنـى
قالتلى: سيب (أرضك) تلقى العلاج فى (سماك)
والقبر مفردة أساسية بقاموس الموت ، فالقبر يقود خيال الشاعـر الى الموت والموت يقوده الى القبرهى علاقة وثيقة فكل منهما يعبر عن الآخرلذلك فالشاعر يحن الى القبر حنينه الى الموت ، مؤكداً عبقرية القبر كما أكد لنا عبقرية الموت .
مولود وجيت دنيتى .. وليا سـت أخـوات
عايش فى بيت جدتى .. مجـاور الأمـوات
صار الهدوء صاحب .. والجبانات واحــة
أحس فيها بسلام .. واتقوى ع الأزمــات
و( التوبة ) مفردة أساسية هى الآخرى بقاموس شعراء الرباعـيات ، وهى فى ( رباعـيات راجح ) توبة صافية
لا يشوبها شك أو تجاوز أو تنصل من مسؤلية السقوط .

قــــــريت كتيـر يـارب .. عن جنتـك والنـار
وشوفـت قوة قدرتك .. فى الارض والأنهـار
إغـفـر لعبد (اعـترف ) بذنوب مـا تــــتعـدش
وعارف انى ( ما ليش فى المعصية أعـذار )
هذه هى التوبة فى ( رباعـيات راجح ) ، يعترف بالمسئولية والزلل ، ويقربالحقيقة ، لا يدفع بالجبرية ولا ينفى الاختيار ، وهو ما يؤكده فى رباعـية أخرى :

مجنى عليا انما .. برضك ( أنا الجانى )
واعترافاً بالسقوط ،و بأنه حقاً ( جانى ) يستخدم الشاعـر البارع فى رباعية آخرى كلمة (منى) العبقرية التى يؤكد بها أنه مخير لكنه أساء الاختيار ، انه اعترف بهذه الكلمة العبقرية بخوفه من نفسه الآمارة بالسوء التى تجنت عليه .
مالك زمام الخلايق .. والكون دا لك موروث
والحكم لك وحدك .. ونا شـوقى لك مـــبثـوث
لـــــــكنى خـايف قـوى .. يوم اللقـا ( منـى )
واللـى مطــــــــــــــمـنى .. شفاعـة المبعـوث
وهذا عكس ما قرأناه للخيام فى رباعيته
- التى أشك فى نسبة معظمها إليه - على شاكلة قوله :


خلقـــــتنـى يـارب مـاء وطيـن
وصغْتنى ما شئـت عزاً وهـون
فما احتيالـى والــذى قـد جـرى
كــــتبته يـارب فـوق الجبيـن ؟
وانغماس الشاعر فى تأملاته وإيمانياته لم يشغله عـن مستحدثات العصر ومجريات الأمور بالوطن وإشكاليات السياسة ، ففى مستحدثات العصر يكتب عن ( الموبايل ) وعـن ( الطائرة ) ويقف بنا فى (طابور العيش ) فهو غير منسلخ عن مجتمعه ، ولا يعبر إلا عن عالمه .
شهريـن ونا باســــأل .. ساعى البريد بجنـون
يقول : مفــــيش جوابات .. ولاحد بيك مفتون
سايـر إيقاع عصرك .. وانسى بقى الجوابات
فى ثانية تسمع حبيبك .. برنـة م التــــــليفـون

وفى إشكاليات السياسة يحرض بلا ضجيج ، ودون أن تحمل أشعاره لافتة ، إنه يحرّض بالهمس ، ويُحرّك بالإيحاء :
ساكت سكوت الجبل .. ما رميت فى يوم طوبة
تكسـر إزاز صمتـك .. تنطــــــــــق ولـو نـوبة
رغــــــم إن فيك قوة .. تنسـف سنـيـــن قهـرك
إصرخ عـــــشان صرختك .. دلوقـت مطلـوبة
هذه الرباعية الثورية الموحية كانت إرهاصاً تنبأ به الشاعـر بثورة شعبية يصرخ فيها المقهورون فى وجه لصوص القوت و الأحلام وزمرة الطغاة والمفسدين، وهو ما تم فعلاً بثورة يناير 2011 التى تنبأ بها الشاعـر فى هذه الرباعـية ، وألحق بها عـدة رباعـيات جديدة عن واقع الثورة الذى بدأ حلماً فى
رباعـيته الملهمة
فها هى مصر تستغـيث بأبنائها الثوريين :
الصرخة كانت ع الملأ ( ٳصرخ يا مصرى )
وقد تحول الهتاف إلى فعل ميدانى ، وتحول الحلم إلى واقع معاش.
رفعنا راية الكرامة فى ساحــــة التحـــريــــر
طهرنا مصر بدمانا.. وجراحــــنا رح تــتــلم
هذه الروح الثورية الجديدة أحيت آمال الشاعـر من جديد بعـد
أن كان على شفا حفرة من يأس جعـله يقول :
الدم فى عروق الوطن .. بارد ومـا بيمشــيش
قـــــرب يموت ونلفـه بالكتـان ومترين خيـش
والنعــش متفصل .. بإيد الغرب ع المقاسـات
وبعد ما يموت الوطن .. عايزين نكوّن جيش

وفى حديثه الى ( مصر ) كثيراً ما كان يلجأ إلى الرمز ولم يذكر إسمها صراحة مما أعطى الرباعية بعداً ممتداً وأفقاً أرحب للتلقى ، واستدعى وعى القارىء واستفز ذهنه ليكشف النقاب عن هذا الرمز الشفاف كما نرى فى رباعيته التى أصبحت من استدعاء الماضى أيضاً :


لبستى توب الفرح .. ورْكبتى ضهـرالخـــيـــل
وعـريسك اللى اتخدع .. ما بقاش يحـب الليــل
عـشان فى يوم دخلته .. لقى غـيره فى سريــرك
ولقـــــــــــاكى بتحَميٌه .. وتنجّســــــــيبه النيــــل

هذه الرموز والصور الشعرية تشير الى بكارة التعـبيرعند إبراهيم راجح ، فالرباعية عنده حياة ، عالم مستقل ، موحية ، مكثفة ، قادرة على طرح العديد من الدلالات .
هو بناء ماهر يجيد تدشين الرباعية ذات المعمار الفنى المتين ، ورسام يجيد عمل ( بورتريه) للنفس الإنسانية ، يكتب عن ذاته كى يعـبر عن ذوات الآخرين ، يمتلك قاموساً خاصاً يستمد مفرداته من تضاريس الحارة الضيقة والوطن الكبير ، ينحاز الى أشباهه من الفقراء والحيارى والمقهورين
مستشعراً دائماً بعدميته وتلاشيه :

عـديت سنيـــــن العمر .. طلْعم كذا و ستـــيـــن
حسبـت عـــــمـر الكـون .. لقيتـه بالملايــــــيـن
بصيت على نــــفسى .. وضحكت ميت ضحكة
لا طلعت علْو الهرم .. ولا عرض سور الصين

ومن هذه الرباعـيات الـ ( لاشيئية ) ، رباعـية أخرى يقول فيها :

مـشيت عليك يا تراب .. وقلت : مين أدى ؟
نفخْت صدرى هــــوا .. ما زدت عن حـدى
كحيت وكنت خلاص .. قــربت انى أتخنـق
فـ عرفت انى لسان .. لا يجيب ولا يـــْـوَدّى
هذه الـ ( لاشيئية ) التى عبّر عنها( الخيام ) فى إحدى رباعياته بقوله :

جئنــا إلى الأرض ورحنـا كمـا
دب عـليهـا النمـل حينـاً وغـاب
والشاعر واعى تماماً لأهمية الختام القوى للرباعية ، الذى يترك آثراً يظل طويلاً بذهن المتلقى بعد انتهائه من القراءة أو الإستماع الى الرباعية .
والرباعية الراجحية تملك التطور والنمو الداخلى ، فهى لاتقدم كل ما عندها فى الشطر الآول ثم تستنسخ معناه فى بقية الرباعية ما يجعلها مناطق ميته بالرباعية .
أو يعتبر تفسيــراًلهذا الشطر ، إنما الشاعر حريص على هذا التنامى وذلك التطور ، مستخدماً فى ذلك ما يسمى بـ
( حتمية اللفظ ) فمعظم الألفاظ فى رباعياته لا ينوب عنها سواها ولا يعبر عنها إلا هى .لذلك أقول : أن ابناء الرباعـية النجباء قـد ازدادوا واحداً بـ (راجح) ، ومن قرأ لجاهين ، لن يشعـر بغربة وهو يتنقل بين أشجار (رباعيات راجح )
الوارفة . وسوف يزهو الفن الرباعى بـ ( راجح ) زهوه
بـ ( الخيام ) و ( جاهين ).





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عادل عوض سند
نائب المديرالعام

نائب المديرالعام
عادل عوض سند


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح   دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالخميس أبريل 07, 2011 8:52 am

اخى الشاعر والناقد

عبد الناصر حجازى

قدمت دراسه رائعه وقيمه لشاعر كبير من شعراء

بور سعيد . وقد اظهرت اعماله انه من الشعراء الذين يتأملون فبل

واثناء الكتابه .

ولكنى اشتم من بين حروفه رائحة صلاح جاهين .

وهذا لايمنع انه متميز وجيد وشاعر مفارق .

احييك على دراستك المدهشه .

مودتى وتحيتى ...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد الناصر حجازى
شاعر
شاعر
عبد الناصر حجازى


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 113 نقاط : 145 تاريخ التسجيل : 08/04/2010

دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح   دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح Icon_minitimeالأربعاء مايو 11, 2011 1:41 pm

عادل عوض سند كتب:
اخى الشاعر والناقد

عبد الناصر حجازى

قدمت دراسه رائعه وقيمه لشاعر كبير من شعراء

بور سعيد . وقد اظهرت اعماله انه من الشعراء الذين يتأملون فبل

واثناء الكتابه .

ولكنى اشتم من بين حروفه رائحة صلاح جاهين .

وهذا لايمنع انه متميز وجيد وشاعر مفارق .

احييك على دراستك المدهشه .

مودتى وتحيتى ...



أحييك أخى الحبيب
الشاعر الجميل
الاستاذ / عادل سند
على القراءة وعلى الاشادة بشاعر هو بالاشادة لجدير
واحيطك واحيط السادة الاعضاء علماً بأن الديوان أعيد تسويقه وهو الآن بالاسواق بسعر رمزى 3 جنيهات
كل ديوان أنت وشاعرنا الكبيروالسادة الاعضاء بخير ان شاء الله

و
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة حول ديوان (رباعيات) للشاعر الكبير / إبراهيم راجح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مبروك إصدار ديوان (رباعيات)للشاعر الكبير ابراهيم راجح
» دراسة نقدية عن ديوان اعترافات ليلية للشاعر عاطف الجندي
» من ديوان رباعيات للشاعر أشرف حجازى
» من ديوان رباعيات للشاعر أشرف حجازي
» من ديوان رباعيات للشاعر أشرف حجازى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: