قصتان قصيرتان جدا ً - من ارشيف نصوصي غير المنشورة

قصتان قصيرتان جدا
هلوسة انتخابية !
لم يعد هسيس الوقت يربك حصان الذاكرة ، فالمسافة التي قطعها في مشواره الطويل ، تنطوي على ارث سياسي و معرفي ثقيل – هكذا كان يتصور – تتوارى المشاهد وراءه مطوية بين شعارات ناءَ عن حملها جيل ٌعقيم حتى خُيل له ، أنه سيتمكن من تعديل دفة واقع لم يعد يخلو من الغرائبية في تموجاته ، اعتلاه هاجس الصمت ، وهو يلوك الصوت الوافد من بين الجمع المحتشد في منتصف القاعة ، فالسيد ( ف ) قد حصد مقعدين ، والسيدة ( ف ) قد حصدت سبعة .
ظل يتأمل المشهد المتواثب في جمجمته وسط ضياع لايمكن تدجينه ..
انخرط فجأة في بكاء مرير ، وهو يمسك الصندوق بالمقلوب
سأله الواقف بصفه عن الأمر فقال:-
- قائمتي ...
- مابها ؟
- قائمتي .. هي الوحيدة التي لم يصوت عليها .. أحد !

هذيان

بعد عودته من صلاة العيد ، ألقى كوفيته فوق الطاولة القريبة من شرفة شقته المطلة على نهر السين ؛وأمسك بالريموت كنترول وأخذ يقلب القنوات الفضائية برتابة ٍ بالغة ؛بعد برهة وجيزة توقفت أصابعه عن العزف على أزرار الريموت كنترول وأخذ يشاهد الموقف بصمت .
تذكّر شوارع بغداد التي تركها هربا ً من إنشوطة خيط العنكبوت القابع خلف كل من يتخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية وتذكّر شوارع الرشيد وحيفا وأبا نؤاس المتخفية بصمتها خلف الصور واللافتات المبتورة .
ألقى بمنفضته نحو التلفاز ثم شرع يركله تارة تلو أخرى عله ينفض من سلة عقله ما علق بها من قمامات الأمس الدامي ، التي باتت تسكنه حتى بعد مرور كل هذه الفترة، وبعد انتهائه من طقسه الهذياني التفت إلى جهة باب الغرفة، فاذا بأشخاص قد اجترحوا عليه خلوته ، كانوا يلبسون الملابس السوداء نفسها الملوثة بغبار الحروب وتراب المقابر، سحبوا كوفيته من على طاولته القريبة من شرفته وعلقوها في عنقه .. وتقدم الواحد منهم تلو الآخر ليشنق بها نفسه .

بالتوفيق أخى مهند
رائع أينما وجدت
تقبل التحية

ابداع لايشوبه ثمة انفلات فى احداث لحظية ممتدة التأثير فى نفس كل من يتابع باهتمام ، المبدع الكبير مهند التكريتى سررت جدا لمرورى المتواضع والى لقاء أخر قريبا

قصص قصيرة جدا لكن ممتعة ومعبرة جدا تحمل في طياتها العديد من العبر...تحيااااااااتي

هل تعلمون بأنني لا أكاد أعرف كلماتي الا عندما أعيد قرائها... أو عندما تعيد قراءتي مرة أخرى
ولا أدري من أي جرح نازف لي انبثقت
لكن سعيرها يبقى يعتمل داخل ذاتي ّ المرهقة
أصدقائي الرائعون .. دمتم بود

أخى الحبيب مهند
قصتان موجعتان
لنا جميعا كعرب الأولى عن الانتخابات التى تزور و ذكرتني بالمرشح فى القاهرة و الذى لم يحصل على صوت واحد حتى صوته من شدة غباء المزورين فى انتخاباتنا فى مجلس الشعب الأخيرة و التى كانت سببا فى احتقان الشاعر المصري
و القصة الثانية للغربة و الكتابة الموجعة عنها
دمت بخير حال

» قصتان قصيرتان
» قصتان في واحدة...
» من أرشيف نصوصي القديمة جدا
» من أرشيف نصوصي القديمة جدا
» من أرشيف نصوصي القديمة جدا