عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح شاعر فلسطين الكبير محمود درويش / د. لطفي الياسيني
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2023 1:11 am من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Empty
مُساهمةموضوع: أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء   أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالسبت مايو 22, 2010 2:21 am

بحث الشاعر الكبير أحمد فضل شبلول و الى ألقته الشاعرة عزة رشاد بدلا منه لسفره للعمل فى مجلة العربي الكويتية - فى مؤتمر مطروح مايو 2010
خمسة شعراء
من إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي
بقلم: أحمد فضل شبلول


خمسة من كبار شعراء إقليم غرب ووسط الدلتا أثروا الحياة الشعرية في محافظاتهم وفي إقليمهم وفي مصر كلها، وعلى الرغم من ذلك لم يدرسوا الدرس اللائق بأسمائهم وبإنتاجهم الشعري، وكلهم أمضى ما لا يقل عن ثلاثين عاما في رحلة الإبداع والعطاء الشعري والثقافي بوجه عام، وكل منهم يستحق التحية والتكريم على إخلاصه للشعر والكتابة، كما يستحق التوقف طويلا أمام قصائده وأعماله الشعرية المتنوعة شكلا ومضمونا والتي تعد إضافة حقيقية للمشهد الشعري المصري في أنصع تجلياته ومراياه.
وشعراؤنا الخمسة ـ طبقا لترتيب أسمائهم المعجمي هم: أحمد عبدالحفيظ شحاتة (المنوفية)، أحمد محمود مبارك (الإسكندرية)، جمال الدربالي (مرسى مطروح)، صلاح غانم (البحيرة)، محمد نشأت الشريف (الغربية).
ولا تزعم هذه المشاركة أنها ستحقق كل الآمال والطموحات النقدية من وراء قراءة أعمال هؤلاء الشعراء الخمسة، فكل منهم يستحق كتابا كاملا، بل أكثر، لتقريب تجربته الشعرية وإخضاعها للتحليل النقدي والدرس اللغوي والموسيقي والخوض في بحار أو غمار عالم جماليات النص الشعري لديه.
ولكن سنحاول أن نقف على شط تلك التجارب الشعرية الخمسة التي مضى على بعضها زمن طويل، ونعرف أن هناك عوائق تحاول أن تحد من وقفتنا على شط التجارب، منها: رادءة الطباعة (ديوان الدربالي "لقيتك نصف مملكة من الجن" غير مرقم على سبيل المثال، وتشكيل حروفه تم باليد، وهو ما حدث مع ديوان "بلا أنت" لصلاح غانم أيضا)، وعدم تمثيل بعض تلك التجارب أو القصائد للشاعر في الوقت الحالي، لقدمها، فبعضها يعود إلى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، فضلا عن أن دراسة تجارب خمسة شعراء معا في هذا الحيز الضيق من الوقت أو من مساحة النشر في كتاب الأبحاث (الذي يضم عددا آخر من الدراسات) يؤكد أن وقفتنا لن تطول مع شعرائنا الخمسة.
ولكن بعامة نستطيع أن نستخلص بعض الملامح المشتركة بين الأعمال التي اطلعت عليها لدى شعرائنا، ومنها: يمتلك شعراؤنا الخمسة ناصية التعبير من خلال الشكلين الشعريين: العمودي والتفعيلي معا، بإجادة تامة، ولم يلجأ أحد منهم إلى خوض غمار قصيدة النثر، وعلى ذلك فإن التحدي الذي نجده لدى هؤلاء الشعراء هو الكتابة من خلال أشكال مستقرة، فلا توجد لديهم مغامرة ما من خلال الشكل وخاصة الشكل العمودي (أو ذي الشطرين)، أما بالنسبة للشكل التفعيلي الذي استقر بدوره بعد الموجتين الأولى والثانية، فمغامرته تنبع من خلال التقاط الموضوع والمفردات اللغوية الجديدة بعد أن أصبح الشكل شبه مستقر.
ونضرب مثالا بكلمة "روج" لدى جمال الدربالي الذي يقول في قصيدته "الطريق ـ عودة إلى عمر المختار":
يا أيها الشيخ الصديقْ
قدمٌ على قدمٍ
طريقْ
والخيل أصبح عندها
مرضُ التأنثِ
أصبحت تخشى الخروج بغير
"روج"
تغوي وتدرك خدرها
وتموت عند فراشها
وتغيب
من أوج لأوج.
مرثية للأمة العربية يقدمها الدربالي بدون أي زعيق أو هتاف حنجوري، من خلال خلع صفة أو مرض التأنث على الخيل التي كانت قديما رمزا للجهاد والنضال والنصر على أعداء الأمة، وتأتي لفظة "روج" لتؤكد أنثوية تلك الخيل، ما يشي بتحولها في عصرنا إلى رقم (في حلبات المراهنة الدائرية / في نزهة المركبات السياحية المشتهاة / وفي المتعة المشتراة) على حد تعبير أمل دنقل في قصيدته "الخيول".
ويبدو أن رمز الخيل أو المُهْر في قصائدنا المعاصرة في حاجة إلى بحث طويل، فالخيل تحولت عند شعرائنا إلى رمز يعربي أصيل، يعلق عليها الكثير من الآمال والأحلام بعد أن تراجعت همة الرجال، وفي بعض الأحيان يتحول الخيل إلى رمز للتراجع والانهزام، وما جملة الدربالي إلا إشارة لهذا التحول.
وهذا ينقلنا إلى أحمد محمود مبارك الذي أصدر ديوانا بعنوان "ومضة في جبين الجواد" عام 1998 وديوانا آخر بعنوان "مُهر الفجر المأمول" عام 2005، حيث يقول في نهاية القصيدة التي عنون بها الديوان:
لا تبكي يا أيتها الأم عليه
فمهرك ذاك المنطلق
إلى آفاق الفجر المأمول
تبارك طلعته
ومضةُ سيف الله المسلول
تعطر غرته
رايةُ حطين
سيرجع بقميص فلسطين
يعيد إلى عينيك الصبحا
ومن خلال هذا المقطع الأخير بالقصيدة نلاحظ كيف يوظف مبارك قميص يوسف القرآني توظيفا جديدا، فهو يستدعي من خلال هذا التوظيف قصة النبي يوسف عليه السلام، من خلال إشارة سريعة ولمحة ذكية، وكأننا بصدد تقنية القصة من داخل القصة، أو السرد من داخل السرد الذي وجدناه في "ليالي ألف ليلة وليلة".
لقد أدخلنا مبارك في هذا المقطع القصير إلى عوالم وقصص ومعارك خالد بن الوليد، وصلاح الدين الأيوبي، والنبي يوسف، منهيا مقطعه الشعري بإشارة إلى الآية القرآنية "والمغيرات صبحا" على الرغم من أن الصبح في قصيدة مبارك، قد يختلف ظاهريا عن الصبح القرآني الوارد في الآية الكريمة، فالصبح القرآني حسب بعض التفاسير يعني السير إلى أرض العدو ليلا حتى ينشق الصباح للبدء في الهجوم المباغت، حيث لا تزال العيون نائمة، والأعصاب مخدرة. أما في قصيدة مبارك فيعني عودة الأمل والبشائر في نصر قادم، وهو ما يتفق جوهريا مع المعنى القرآني. وما يتسق مع التوظيف القرآني الوارد في المقطع الأول من القصيدة "ويضبح ضبحا"، والضبح هو الصوت الذي تخرجه الخيول وهي تجري أو تعدو. وهو ما يذكرنا ثانية بخيول أمل دنقل:
اركضي أو قفي الآنَ.. أيتها الخيلُ:
لستِ المغيرات صبحا
ولا العاديات – كما قيل – ضبحا
ولعلنا نلاحظ هذا التناقض في الرؤية بين كل من دنقل ومبارك، فأمل ينفي صفة الضبح عن الخيل العربية (الآن) باستخدام أداتي النفي (لستِ، ولا) بينما يؤكد مبارك صفة الضبح عن طريق المضارع المستمر في قوله:
يشق تروس الأهوال
ويضبح ضبحا
بل إنه يشتق الفعل (يضبح) من الضبح، مؤكدا فعل الضبح نفسه، فلا مجال للشك في قدرة هذا الخيل أو المهر على الجري والعدو في أرض المعركة، وتحقيق النصر على أعداء الأمة.
ويبدو أن عالم الخيول والمُهَر أو المُهَرات، تتشكل من خلاله إحدى زوايا الرؤية الشعرية للشاعر أحمد مبارك، فيقول في ديوانه "نبضات وألوان" ص 65:
حين تثور المهرة
تلك الكامنة
بنفسي..
تنفر من كل قيود..
تجمح
وتود لو انطلقت
في أدغال الغلس.
المترامية بغير حدود
تغري عينيها
قطرات الطل
على الأعشاب البرية.. الخ.
***
ومن العوالم الشعرية المشتركة بين شعرائنا رثاء الأعلام، وهنا نتوقف عند رثاء الشيخ محمد متولي الشعراوي للشاعرين أحمد عبدالحفيظ شحاتة، وأحمد محمود مبارك.
يرثي شحاته شيخنا الشعراوي بقصيدة عمودية من 32 بيتا عنوانها "طائر المجاز" جاءت من بحر الخفيف، يقول في مطلعها:
داخلٌ أنت بالخروج وباقِ
مثلما الحب خفقة ونشيد
مثلما الماء في عيون السواقي
ثم يمضي لسائر الإعراق

ويمضي شحاتة في تشبيه الشيخ الشعراوي بالماء الذي هو أصل الحياة وسر الإله قائلا:
كنتَ مثل المياه في رحم الأرض تصوغ الحضور في الأعماقِ

بينما ينطلق مبارك في قصيدته التفعيلية "في وداع الإمام" التي تتكئ على تفعيلة المتقارب (فعولن) من بلدة الشعراوي "دقادوس" فيواسيها قائلا لها:
ما أنتِ وحدك
حطت عليها طيور الكروب
طالبا منها أن تقرأ للشيخ الفاتحة على روحه:
فاقرئي الفاتحة
على روح مَن ذكره ليس يفنى
على روح مَن..
عمَّه البشرُ وهو يعود إلى ربه..
راضيا مرضيا.
وهو نفس الاتجاه الذي اتبعه مبارك في رثاء الشاعر عبدالله السيد شرف حيث ينطلق من قصيدته التفعيلية "صناديد تلبس غيم الحداد" التي تتكئ على تفعيلة المتدارك (فاعلن) من بلدة شرف "صناديد".
وهكذا يتفرع بنا مثل هذا الرثاء إلى عالمين مستقلين تماما ـ رغم أن الشخصية واحدة ـ الأول مائي والثاني جمادي، وقد خلع الشاعران عليهما كل المشاعر والأحاسيس الرهيفة.
ونتوقف عند رثاء آخر شارك فيه كل من الشاعرين جمال الدربالي وأحمد مبارك وهو رثاء الشاعر الراحل عبدالمنعم الأنصاري، حيث يرثيه الدربالي بقصيدة تفعيلية من تفعيلة "الكامل" متفاعلن، عنوانها "لم تعد تلك المسافة بيننا"، بينما يرثيه مبارك بقصيدة تفعيلية من تفعيلة "المتقارب" فعولن، عنوانها "رياح الأسى".
ويستثمر الشاعران العلاقة الشخصية والشعرية والمعرفة الجمالية لقصائد الأنصاري، فيتكئان عليها في رثائهما، فتسمو القصيدتان فوق الرثاء العادي ليصبحَ رثاءً للزمن والجمال والأميرة، إشارة إلى أحد دواوين الأنصاري "على باب الأميرة".
يقول الدربالي:
وفوق الباب مكتوب
"أميرة"
عنوانها..
شرق العذاب وبيتها
بين البنفسج والرحيل
بينما يقول مبارك:
و"باب الأميرة"
يبكي رحيل الحبيب
فكيف تعود القصائد خضراء
كيف يبدد ومض الغناء
ضباب الغثاء.
ونلاحظ مرة أخرى أنسنة الجماد لدى مبارك، فالباب يبكي، ومن قبل استمعنا إلى صوت قرية صناديد في رثاء عبدالله السيد شرف، وقرية دقادوس في رثاء الشيخ الشعراوي.
ويبدو أن باب الرثاء ـ وهو غرض شعري قديم ـ لم يزل مفتوحا أمام شعرائنا المعاصرين، ولمَ لا، وهو من أكثر أغراض الشعر إنسانية وتفاعلا مع الموت والحياة، على عكس المديح أو الهجاء أو النسيب الذي يتعامل مع الحياة فحسب.
ولم يكتف مبارك بقصائد رثاء الأحباب من الشعراء والأعلام، ولكنه أهدى ديوانه "نبضات وألوان" إلى الشاعرين الراحلين: عبدالمنعم الأنصاري وعبدالله السيد شرف، فيقول في إهدائه:
"إلى الصديقين الحبيبين
الراحلين عن عالمنا بجسديهما
الخالدين بخلود عطر إبداعهما الشعري الأصيل..
الشاعر الراحل: عبدالمنعم الأنصاري..
والشاعر الراحل: عبدالله السيد شرف..
عليهما رحمة الله".
وإذا تتبعنا قصائد الرثاء لدى أحمد عبدالحفيظ شحاتة في ديوانه "حريق الرماد وتراجيع الفؤاد" سنجده يرثي أيضا الشعراء الأصدقاء: عبدالله السيد شرف وأحمد الحوتي، إلى جانب رثاء الشيخ الشعراوي، والإمام الشهيد الحسين بن علي الذي خصه بقصيدتين.
ويعلو رثاء الأم لدى شحاتة، ليصلح لكل أم في العالم جاءها المخاض وأنجبت وأصبحت:
رحمة الله في الخلائق تمشي
حيث كانت أمومةٌ ترعاها

إلى جانب قصائد الرثاء لدى بعض شعرائنا سنجد قضايا وأصوات وعوالم شعرية أخرى، لعل من أبرزها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي الذي يعلو صوته لدى جميع شعرائنا بلا اسثناء، سنجد لدى شحاتة: "حوار خلف الحواجز مع شاب فلسطيني"، و"أيتها القدس أطلي"، و"نداء على مشارف القدس"، وسنجد لدى مبارك: "الحجر المبارك"، و"عزة العرب"، و"حديث جديد للدم العربي" وغيرها، وسنجد لدى صلاح غانم "الساعة تدق.. صفرا"، ولدى الدربالي "وطن يموت"، ولعلي أتوقف عند نقطة في قصيدة الدربالي وهو التصريح بالاسم ضمن قضية أشم وأعم من هذا الاسم، وفي سياق سياسات عالمية وأجندة دولية تمارس علينا ينفذها سين أو صاد من الأشخاص أو الرؤساء والحكام، وأرى أن التصريح بالاسم في هذه الحالة لا يقدم أو يؤخر كثيرا، وأشير بذلك إلى اسم الرئيس الأميركي الأسبق "ريجان" في قول الدربالي:
الريح قالت..
إن كلب الغرب "ريجان"
مرة أخرى سيأتي
ثم يقصف ثم يأتي
ثم يقصف
ثم يخلع إن أراد ثيابكم
ويعاقر الأشياء في وضح النهار
يا ذل قافيتي
ويا هم القصيدة
والقرار
هنا لا أرى أهمية لذكر الاسم، فلا خصوصية له، ومثله في ذلك مثل البوشين (الأب والابن) أو كلينتون، فكلهم ينفذون سياسة واحدة تجاه القضية وتجاه الصراع العربي الإسرائيلي، ولأن الشعر حمال أوجه، فيمكننا القول إن "ريجان" هنا مجرد رمز لكل حاكم أميركي ينفذ الأجندة الإسرائيلية والأفكار الصهيونية، وكنت أود من الدربالي أن لا يعطيه حتى شرف الهجاء في قصيدته بذكر اسمه تصريحا.
***
وإن كنا قد وجدنا في طريقنا لهؤلاء الشعراء دروبا معبدة من الشعر الرومانسي والواقعي والرمزي، فإننا أمام ديوان "بلا أنت" لصلاح غانم لم نجد إلا وجها واحدا هو الشعر الرومانسي بامتياز، فقصائد غانم تذكرنا بكبار شعراء الرومانسية أمثال: إبراهيم ناجي وعلي محمود طه وأبوالقاسم الشابي وصالح جودت ومحمود أبوالوفا وإبراهيم عيسى وغيرهم، كما تذكرني بشعرائنا العرب المعاصرين الكبار من أمثال: محمد مهدي الجواهري، وبدوي الجبل، وعمر أبوريشة وغيرهم.
هكذا وجد غانم طريقه في الشعر على مدى العقود السابقة فأخلص لهذا اللون الجميل من الشعر العربي، ومنحه كل فكره وإبداعه وثقافته، واستوقفتني كثيرا قصيدته "حديث إلى الهرم" التي جاءت من بحر البسيط والتي يقول في مطلعها:
ماذا رويت إلى العشاق.. يا هرمُ

هل قلت ما قد جرى أم قلت ما زعموا


قيل الهوى قد هوى في قلب قاهرتي
منذ العهود التي مادت فهل علموا


أن الصخور التي في السفح تفهمني

والصخر قد يحتوي أشلاء من ظلموا


مثل هذه القصيدة تلخص الموقف الشعري لصلاح غانم، فهو شاعر يمتلك ناصية التعبير من خلال الشكل العمودي، إلى جانب التفعيلي، قارئ جيد للتراث وحين يوظفه في قصائده فإنه يوظفه برؤية معاصرة، مع الاحتفاظ بقاموس لغوي تراثي أو معجمي من أمثال الكلمات: الفلا، الورى، الدمن، وهو في جميع الأحوال لا تفصله الرؤية الرومانسية عن قضايا وطنه التي تتسلل إلى القصيدة بنعومة وخفة، فهو يحول تراب الذي يربض على سفح الهرم على سبيل المثال إلى تراب يحمل قضية وطنية، أو قضية تراب الوطن، فيقول على سبيل المثال:

ذاك التراب الذي في السفح يعرفني
فيه السطور التي ما خطها قلمُ



فيه الإباء الذي قد بات منعدما

فيه الكلاب التي في القدس تُحترم




فيه البيوع التي بالذل قد وصمت

فيه العراق الذي بالقهر يتسمُ




فيه النهود التي للصرب قد كشفت

فيه الظلام الذي للنور يلتهم



ويستثمر صلاح غانم جماليات الشعر العربي أو الدرس البلاغي العربي، موظفا علم البديع أجمل توظيف في خاتمة أبيات تلك القصيدة بقوله:

ماذا رويت إلى العشاق.. يا هَرَم

هل قلت ما قد جرى أم هدَّك الهرم؟



وما بين التساؤل المطروح والجناس الكامل (الهرم والهرم) مع تباين المعنى، و(رويت) و(قلت) و(جرى) و(هدَّ) تتجلى جماليات النص الشعري في قصيدة صلاح غانم.
***
محمد نشأت الشريف من خلال "تجلدات أبي الفهد" أراه نسيجا شعريا مغايرا ضمن شعراء الإقليم، وهو شاعر ربما ظلم نفسه أو ظلمناه كثيرا، فلم يأخذ حقه من الذيوع والانتشار، رغم أن تلاميذه حققوا شهرة عنه، وملأوا الدنيا بقصائدهم وأعمالهم. ولن نتوقف طويلا عند هذه النقطة التي ربما نجد مثيلا لها في أكثر من مكان على تراب وطننا الغالي.
وما وصلني من الصديق الشاعر يعود نشره إلى يناير 1998 (أي إلى أكثر من 12 عاما) وهو ديوانه الفقير طباعة الغني مضمونا وشعرا "تجلدات أبي الفهد" الصادر ضمن عن سلسلة كتاب "غزل" بقصر ثقافة غزل المحلة، ثم ديوان مخطوط أو مرقون على جهاز الكمبيوتر يحمل عنوان "فصلُ نَا"، ولعل المقدمة التي كتبها الأستاذ مصطفى صيام عندما كان مديرا لقصر ثقافة غزل المحلة وقت صدور الديوان، والتي جاءت بعنوان "هذا الشاعر وهذا الديوان" تشي بالكثير مما يحمله الوسط الأدبي العارف بفضل شاعرنا محمد نشأت الشريف، فهي مقدمة صادقة صائبة، خاصة عندما قال "ومن الجدير بالتقدير أن جموع الأدباء ـ من زملائه وتلاميذه ومريديه ـ قد اجتمعوا في ائتلاف غير مسبوق، على ضرورة إصدار هذا الديوان".


هذا أمر يكشف عن مدى عزوف الشاعر عن نشر أعماله، وإن قرار النشر لا يد له فيه، ونتساءل: إلى هذا الحد يبلغ اليأس مداه من شاعر متمكن وأصيل، فيترك الساحة بكاملها ويصيبه نوع من العزوف، أو لنقل اليأس؟
وعندما نتوغل في صفحات الديوان البالغة 104 صفحات، ضمت 23 قصيدة، نجد تفسيرا لعنوان الديوان "تجلدات أبي الفهد" فأبو الفهد كُنية الشاعر، وهو أمر يذكرنا بديوان "الأخضر بن يوسف وشواغله" لسعدي يوسف، وقصيدة "من سفر ألف دال" لأمل دنقل، وغيرهما.
ويشتغل الشريف على تيمة السفر في بداية قصائده التي يقول في مطلع إحداها:
مسافر
ـ طارده القطار ـ
يرتب الرمال والأمطار
يداعب النجوم والأقمار
يُلقِّح الغيطان بالمحار
وهو القطار..
جدَّ.. في رمال رحلتي..
وداس في البيداء خلف بصمتي
إنه سفر الروح عبر الزمان والمكان، وخلط الأشياء بالأشياء لخلق عوالم جديدة، مثلما يخلط الفنان التشكيلي ألوانه مستخرجا لونا جديدا لم يره إنسان بعد. فتلقيح الغيطان بالمحار (وهو تركيب شعري جديد) يفتح لنا مجالا رؤيويا جديدا، وينتج لنا صورا بين الدال والمدلول، قد لا نراها كثيرا في عالم الطبيعة، ولنا أن نتخيل كيفية العلاقة بين ما هو أرضي ريفي (غيطان) وما هو بحري (محار). والفعل يُلقِّح يشي بالتناسل والتوالد ولكن في عالم النبات، وهو على كل حال يذكرنا ببيت زهير بن أبي سلمى عن الحرب والذي يقول فيه:
فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا
وَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ


والمسافر عند الشريف الذي (يداعب النجوم والأقمار / يُلقِّح الغيطان بالمحار)، مسافر من نوع خاص، أقرب إلى الطيف والخيال منه إلى الإنسان، ومن ثم لا نستغرب إذا كان القطار هو الذي يسافر معه أو في معيته.
ويستمر الشاعر في العزف على تيمة السفر في قصيدة أخرى تحمل عنوان "قاطرتي والمداد" يقول في مطلعها:
مع الذين سافروا
في تعب الورق
أسافر
وألف وردة..
تُحضُّني
وألف وردة
تُقِلُّني
حيث الذهاب
أخضرُ
في صفرة الطرق
إنه سفر معنوي على الورق إلى عالم الشعر والجمال والضياء، إلى العالم المائي والملكوت الأعلى الذي تنكشف عنده الحجب:
أكسر سر الماء
فتفرح الصحراء
ويفرح الغرق
عالم من الصوفية المحلقة تنكشف فيه الحجب أمام الشاعر، فيأتينا بالتراكيب الجديدة والعبارات المدهشة وتتبدل مواقع الكلمات وينصهر الدال في المدلول أو المدلول في الدال، في خلطة شعرية مبتكرة تشي بأننا أمام شاعر غير عادي اسمه محمد نشأت الشريف وكنيته "أبو فهد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
عادل عوض سند
نائب المديرالعام

نائب المديرالعام
عادل عوض سند


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء   أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء Icon_minitimeالإثنين مايو 24, 2010 6:15 am

استاذ / عاطف

نشكرك على نشر تلك المقالات والدراسات

والتى إكتسبها هذا المهرجان الشعرى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحمد فضل شبلول و خمسة شعراء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لقاء مع أحمد فضل شبلول
» معاك فكة خمسة جنيه !!
» ندى إمام تعاين بجرأة بكاء الجسد .. كتب : أحمد فضل شبلول
» رحبوا معي بالاخ أحمد ابراهيم أحمد
» مالوش لازمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: