(توت عنخ آمون) هو آخر ملوك الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة توفي منذ قرابة ثلاثة آلاف وخمسمائة عام وهو إبن (إخناتون) أول من أعلن دين توحيد الله تعالى في مصر وأبطل عبادة الأصنام وألغى تعدد الآلهة وعبادة آمون وجاء من بعده إبنه توت عنخ آمون فأبطل توحيد الله عز وجل وأعاد عبادة الأصنام وتعدد الآلهة وعبادة آمون مات وعمره تسعة عشرة عاما وقد أثبتت دراسات أجراها علماء مصريون وأمريكيون علي مدي عامين, أن النتائج المؤكدة لتحليل الحمض النوويdna أثبتت أن الملك توت عنخ آمون هو حفيد الملك أمنحتب الثالث والملكة تي وابن الملك أختاتون, أما أمه فواحدة من بنات الملك أمنحتب الثالث الخمس التي لم يحدد اسمها بعد, وبذلك يكون الملك أمنحتب الثالث والملكة تي جدي من طرفي الأب والأم, ويكون قد تم استبعاد أن تكون أم الملك هي نفرتيتي كما ساد الاعتقاد من قبل.
كما أثبتت الأبحاث العلمية أيضا أن الملك توت عنخ آمون كان شابا ضعيف البنية, عاني في حياته من شق في سقف الحلق, كما أنه ورث عن جده تشوها في قدمه اليسري, بالإضافة إلي إصابته بمرض كولر الذي يدمر الخلايا العظمية ببطء ويمنع وصول الدم إلي عظام القدم مما يسبب آلاما شديدة. أما السبب المباشر لوفاة الملك توت عنخ آمون عن سن التاسعة عشرة فجاء نتيجة حالته الصحية الضعيفة وحادث سقوطه الذي أصابه بكسر في عظمة الفخذ اليسري, وجرح قطعي تلوث مع تصادف إصابته بالملاريا, وكلها أعراض تجمعت في وقت واحد لتقضي علي الملك الضعيف وتنهي سلالة الأسرة الـ.18 . ( بتصرف من جريدة الأهرام عدد 44999 يوم الخميس 4/3/1431 هـ الموافق 18 فبراير 2010م ) .
****
توت عنخ آمون
****
شعر / صبري الصبري
****
يا قائدَ الفلك شقَّ الماء مبهوتا
بدمعة الحزن يرنو الآن تابوتا
لشاطئ الغرب نحو القبر وجهته
بموكب الموت يطوي بالثرى (توتا)
ف(توتُ) بالموت في ريعان نشأته
فأصبح الشعب في الآلام مبغوتا
وأصبح الكل في الأشجان تقضمه
شراسة الفقد في الآهات محروتا
فزينة الملك حان اليوم مصرعها
بأتعس الحال صار ال(عنخ) مرفوتا
فشكلوا التبر في أشكال زهوته
ليصحب الجسم والمومياء مفتوتا
بمظهر العزِّ (توت) الموتُ يأسره
بغربة القبر يحوي الزاد والقوتا
تجمَّع الناسُ بعد الدفن في شغفٍ
لينظروا الرسم في التابوت مسبوتا
فسالف الذكر في التحنيط موضعه
يفارق الآن للكهان حانوتا
ويسكن الأرض في وادي ملوكهمِ
يجاور الصخر في الأحجار منحوتا
ألا له المجد (إخناتون) والده
على مدى الدهر نال الفخر مبخوتا
بدعوة الحق جل الله أرسلها
ب(يوسف) الطهر بثَّ النور موقوتا
فآمن الفذُّ (إخناتون) متبعا
شريعة الله بالتوحيد مثبوتا
ودمر الشرك والإشراك جندله
بحفرة الخزي في الخسران مكحوتا
بمعبد الكفر في السوءات ينهشها
(آمونُ) يهوي في الخذلان مبهوتا
ودام في مصر للتوحيد معلمه
بمنتهى الرَّغد عَمَّ القمحَ والتوتا
كذلك الماء عمَّ الفيض موجته
بجوفه الخير زان النهر والحوتا
وأقنع القوم بالإسلام في رَشَدٍ
ما استخدم الفذُّ للإقناع نبُّوتا
وجاءها ال(عنخ) بالأرباب سافلة
بخصرها الخبث في الكفران مسلوتا
ألا له الخزي (توت) الكفر مندحرا
بقبضة الغيِّ أضحي الآن مكفوتا
بوكسة الفكر عاش العمر مختزلا
يصاحب الوغد للأصنام طاغوتا
وعاد في مصرَ (آمونٌ) بسطوته
ليحكم الناس بالبهتان مزفوتا
فحاكم القطر صار الآن في يديه
كلعبة اللهو في الآفاتِ مفلوتا
أصابه الله بالأمراض في صغر
وواقع الوهن في الأسقام ممقوتا
وعايش الداء في الأهوال تعصره
بأعجز الرأي في الأشياء مقتوتا
وداعب الناسُ والكهانُ دميتهم
بها رأى القوم بالزيناتِ كتكوتا !!
وساد في مصر تعديد لآلهةٍ
تَعَبَّد الناسُ في الأحجار لاهوتا
تُنَكِّت الأرض في الأهواء تنشرها
على مدى القطر في الوجدانِ تنكيتا
يقدس الناسُ في الجدران هرَّتهم
ويعبد الشعب بالقربان خرتيتا
ألا له السوء والخسران سيدهم
حثالة التوت في الأدواء مصموتا
وأصبح ال(توت) في الأكفان مندرجا
بأفخم النعت والأوصاف منعوتا
تعاقب الدهر في الأزمان تحبسه
تشتت العقل في ذكراه تشتيتا
و(كارتر) البحث والتنقيب في وله
يفتش الأرض يعطي القوم سحتوتا
وأخرج ال(توت) في أجداث حفرته
فعاين السبقَ في التاريخ والصيتا
فطالع الناس في الأرجاء سحنته
قناعه التبر أخفى اليوم مبتوتا
وأبصروا الجسم في صندوق فعلته
وبكتوا الخصم بالشاشاتِ تبكيتا
بمتحف الحفظ بالتحنيط جثته
يرى بها الناسُ في التابوتِ عفريتا !!