عند المفترق توقّف وانظر..!

عند المفترق توقّف وانظر..!
شعر : محمد الزينو السلوم
*مهداة إلى الشاعرعاطف الجندي مدير المنتدى والشاعر الكبير لطفي الياسيني ..تحية وفاء..!
--------------------------------------------------------
ما لرياح الشؤم تهب علينا من جهة الغربِ
تؤجج نار الحقد ، تكشر عن أنياب الوحشِ الضاري
تغرس في ظهر الأحرار سكاكين مغمسة بالسم..؟!
ما لرياح الحقد ، الشر ، تهب ملوثة بالغدر ، لتنزع عن قامات النخل ِ الخضرةَ ..
ولتزرع موتاً أبدياً فينا ، نغرسه بأيدينا ، كي نحصد خوفاً يسكن في كل أمانينا..؟!
ويلي .كيف الأغصان تبدل خضرتها ، والعطر يغير ما ينشره من بوحٍ ..؟!
كيف الألوان تغطي بهجتها ، وتسوم الأبيض خسفاً ، والأحمر نزفاً ..؟!
كيف الريح تعرينا عصفاً ، قصفاً .. نتدثر بالخوف القابع فينا ، حتى الوهم يفاجينا.؟!
سقط نصيف العدل ، وسار الأوغاد جهاراً فوق رصيف الغدر ، غروراً يدفعهم
ووقفنا عند المفترق ، حيارى ..كيف نرود الحرب سكارى ..
أنرد الشر برقص شرقيٍ ؟! ألف غريبٍ ، ألف عجيبٍ .. كيف تردّتْ قامتنا ..؟!
كيف رياح الشر تحاصرنا ؟! كيف يعشش خيط العنكب فوق نوافذ خلقت للضوء ..؟!
وكيف الأرض الْكانت فائضة بالخير ، تصير هباءً منثوراً ..أبصر خيلاً تخلي الميدان فرادى
لا أدري كيف نروّض تلك الريح ، نعيد كرامتنا ؟ هل من مهديٍ يُبعث فينا النخوةَ ؟
كي ننهض من غفلة أهل الكهف ، لعل النخوة تبعث فينا الصحوة ، نخرج من جحر الخوف ِ
لنصرخ في وجه الظلم زرافاتٍ أو وحداناً لا فرق ، فإن الشمس إذا ما أشرق صبح تقتحم الآفاق ضياءْ
وإذا ما أمطرنا الأرض ضحايا ، تصهل خيل المعتصم ، وتزحف ، تغسل عنا العار ، ونرفع قامتنا
بغداد تراود كل الأحرار بقامتها ..والقدس تقدّم الاستشهاديين فرادى وجماعاتٍ
تكتب بالدم فوق الحجر وصاياها ..وتصير قنابل تتفجر ثأراً ، في وجه الأعداءِ
تعالوا نقرا ببصيرتنا ، نعمل بإرادتنا ، لا وقت لدينا نغزله صمتاً مثل خيوطٍ واهيةٍ ،لا تقوى
فالريح تُقاوم مهما كانت عاصفة ، والوحش الضاري نفقئ عينيه ، نقلع من فكيه الأنيابَ
ونكتب بالدم فرحتنا ، والأغصان تجدد خضرتها ، والألوان تخاصر أبيضها ، والأحمر ننثره ورداً
عند المفترق ، على كل الطرق ، نخاصر رحلتنا ، ونراود عشقاً يتسامق كالنخل بقامتهِ
بغداد تضم "الفاو" ، و"أم القصر" بزنديها .. والبصرة تصبح مقبرة لغزاةٍ ..والموصل تحتضن الباقي
والباقي أكثر ، أكثر ، في النجف ، وفي كركوك .. وقبل النهر ، وبعد النهر ، نعاود فرحتنا
تلقانا نقف جميعاً ..لنزفّ الورد كرامتنا ..ونطير كسرب نوارس فوق البحر ، صفوفاً ،
ترسمُ بالألوان القزحية قوس النصر برحلتها ..لن تبنى أمجاد بسيوف الوهم ، الصمت ، الخوفْ
ها ضوءاً يخلع عنه عباءته ..يأتي من خلف الأفق ، يبشر بالنصر ، لتصهل من بغداد .. من القدس خيولاً ..لا نعرف آخرها ، فوق الصهوات ("نشامى" تبرق في أيديهم كل سيوف النصرِ..!)
يكفي أن نخرج من كهف الخوف ..نوزع صحوتنا في كل جهات الأرض ، نسير معاً ، نفتح للشرفات الضوءَ
لنبني المستقبل وضاحاً ، وهاجاً ، ونعيد لماضينا أمجاداً كادت تصبح خبراً ..
هيا يا أحفاد صلاح الدين ، وخالد ..فلحاضرنا الشمس ، ولا زلنا ننتظر العرس .

أخى الحبيب محمد الزينو
شكرا لإهدائك هذة القصيدة لي و للوالد الجليل
لطفى الياسيني و الذى يستحق كل خير
نص باذج بالوطنية و يستلهم التراث و يبث فينا الحمية على هذا الوطن
لعل و عسى
دمت جميلا أيها الشاعر الكبير و الأخ الغالي
أخوك