ترحيب وتهنئة

أسرتنا الكريمة
كنا نحلم بلقائكم وبكينا لفراقكم
كانت أقدامنا تتسمر في الأرض ولولا ثقل وازدحام القافلة التي تحمل أخي الكبير " عادل عوض سند " عبئها
وكان مسئولا عن سلامتها وتحركاتها ما تركناكم أبدا وكان توديعكم لنا أشد أثرا في نفوسنا لدرجة جعلت أخي عادل يدمع بجانبي في الأوتوبيس ويقول لي : " لو أهلنا في ذات الموقف ما ودعونا بأكثر من تلك الحرارة " فكلكم أكثر من أهل لقد كان مشهد الرحيل مشهدا إنسانيا رهيبا وكنت أتابع أعينكم جميعا وأدقق النظر فيها فأرتجف حبا وطربا :
- فكان أخي ( محمود عبد الحليم ) يمسك بنا إمساك الأخ بإخوة لا يريد فراقهم
- وكانت الأخت الفضلى كريمة الأصل والنسب ( والدة الأستاذة رشا ) تحيط بنا إحاطة الأم الحانية على أولادها
- والرقيقة الراقية ( رشا ) وما بذلته من جهد جهيد لتوفير الراحة لنا وكأنها تعد النُزُل لذويها
- ( هناء سعيد ) الكبيرة مقاما وقدرا والتي كانت كالطفلة البريئة في تمسكها بنا لا تريد لنا أن نخطو خطوة واحدة نحو الأتوبيس بل وتابعتنا عبر الهاتف ونحن في الطريق وكأنها لا تريد أن ينقطع صوتنا عنها حتى بلغنا مأمننا على أعتاب الإسكندرية
- والرائع الرائع الكريم ( وحيد وصفي ) الذي احتضننا بدفئه النبيل وكان على عزم وتصميم شديدين بعدم تركنا نرحل
- وسيدة الحرف الشاعر بنت سكندريتنا الغالية ( وداد الهواري ) التي أشارت لنا بيدها بتحية وداع ونحن في الأتوبيس جعلتنا ندمع كثيرا وحين نظرت لعينيها وجدتهما تغرورقان بالدموع حبا لإخوتها ولهفة عليهم
- ورب أسرة المنتدى ( عاطف الجندي ) الذي كان كشيخ قبيلة عربية حاتمية الخلق فيحيطنا جميعا بين ذراعيه وكأنه يوفر لنا الحماية والذي أقسم علينا أن يستضيفنا لنبيت في بيته جعله الله مفتوحا عامرا بكل خير وهناء
- والأستاذ الشاعر الرقيق قدرا ومقاما وجمالا ( مازن الجندي ) الذي دوَّخ بنات الإسكندرية وعدن جميعا حالمات بوسامته ورجولته وشاعريته المتدفقة

لقد كنا نسير وسطكم في شوارع الزمالك وكأننا أمراء في ضيافة ملوك وأنتم فعلا ملوك الكلم والكرم وحسن الضيافة

ما أنبلكم جميعا وما أرقاكم حققتم حلمنا في نصف أسرة كنا نسعى لاستكمال نصف أسرتنا بها واليوم اكتملت الأسرة بكم أيها الكرماء المبدعون

تقبلوا منا جزيل الشكر والحب والمودة وأدام الله ما بيننا من صلة رحم شعرية

إخوتنا الكرام سيبدأ من اليوم في تمام الساعة الحادية عشرة مساء على القناة الخامسة إذاعة حفل تكريم الشاعر الكبير ( عاطف الجندي ) في المعهد العالي للدراسات العربية والإسلامية ولمدة ثلاثة أسابيع السبت من كل أسبوع فمن لديه هوائي أرضي سيجد البث الخاص بالقناة الخامسة حتى تكتمل فرحتنا بكم ( لا تنسوا الحفل مذاع على ثلاث حلقات متتالية السبت من كل أسبوع بدءً من اليوم فمن لن يرى نفسه اليوم سيكون السبت القادم وهكذا )
نحبكم جميعا بل نعشق الهواء الذي تتنفسونه

عبد الله جمعة