الغانية

فِي الْهِنْـدِ قُلْ تَحْتَ الْقِبَابِ الْجَاثِيَـةْ
فِي غَابَـةٍ مِنْ فَوْقِ تِلْكَ الرَّابِيَـةْ
فِي الْقُبَّـةِ السَّــوْدَاءَ أَقْنَى غَـابَةٍ
جِنِّيَّـةٌ قَالُوا وَقَالُـوا رَاوِيَــةْ( )
تَـرْوِي حَكَـايَا الدَّهْـرِ أَوْ أَطْلاَلِهَا
فِي وَجْـهِهَا آَثـَارُ بَلْوَى بَادِيَـةْ
لاَ الإِنْسُ يَدْرِي كَيْفَ جَاءَتْ أَوْ مَتَى
أَوْ كُنْهَـهَا أَوْ سِـرَّهَا أَوْ مَا هِيَـهْ
قَالَ الْكِتَـابُ الأَمْرَ مَذْهُـولاً كَمَا
قَالَتْ مَجَـلاَّتُ الْبِـلاَدِ الْوَاشِيَـةْ
أَمْضَى كِتَابِي اللَّيْلَ يَدْعُـونِي كَمَا
أَبْدَى جَـوَاءُ السُّهْدِ ذِكْرَى دَائِيَـهْ
قُلـْتُ الذي يُنْبِي وَيَـدْرِي وَصْفَهَا
يَحْكِي ثَنَـايَا وَجْهِ تِـلْكَ النَّائِيَـةْ
وَالْقَصَّ تَحْكِـيهَا رِيَاضٌ غَابِـرٌ
عَنْ عَيْشِ غَابٍ عِنْدَ تِلْكَ الضَّارِيَةْ
فَاهْتَـزَّ فِي قَـوْلِي كِتَابِي أَوْ بَكَى
فِي حُجْـرَتِي تَأْوِيهِ تِلْكَ الزَّاوِيَـةْ
أَخْفَى حِبَـالَ الصَّـوْتِ فِي طَيَّاتِها
يُنْبِي حَدِيـثًا فِي خُشُوعِ الطَّاوِيَـةْ
كُنْ حِينَـمَا تَـدْرِي مَعَانِيْ ظِلِّـهَا
عَـدْلاً يَقُصُّ الْحَقَّ يُرْضِي بَارِيَـهْ
قُـلْ مَا يَحِقُ الْعَدْلَ حَتَّى لَوْ عَلَى
نَفْـسٍ تَرَاهَا بَيْنَ صَـدْرٍ رَاسِيَـةْ
لاَ كُلَّـمَا إِذْ يَظْـلِمُ النَّـاسُ الَّتِي
فِي كَرْبِهَا تَضْحَي ظَلُومًا طَاغِيَـةْ
أَشْـغَلْتَـنِي ذِهْنًـا كِتَابِي أَوْفِـنِي
أَخْبَـارَهَا قَلْبِي يَـرَاكَ الدَّاهِيَـةْ
قَلْـبِي قَلُـوقٌ مِنْ حِوارٍ صَاغَـهَا
قَلْبِي هَوَى قَلْبِي مَحَى مِنْ مَاضِيَـةْ
عِـشْ يَا صَدِيقِي حُزْنَ ظُلْمٍ كَامِنٍ
مَنْ قال ِإنِّي سَوْفَ أَحْكِي الْغَالِيَـةْ
أَمْ كُلَّـمَا مَرَّ الْجَوَى مِنْ عَاشِـقٍ
أَلْقَـاكَ ذَوْبًا بَيْنَ ذِكْرَى الْغَانِيَـةْ
فِي قِصَّتِي شَيْءٌ يُنَادِي مَنْ مَضَى
جِنَّيَّـةٌ فِي الْكَهْـفِ عِنْدَ الْهَاوِيَـةْ
أَسْـرَارُهَا فِي صَفْحَتِي فِي بَابِيَـهْ
كَانَتْ كَشَمْسٍ فِي ضُحَاهَا حَانِيَــةْ
كَانَتْ ثُرَيَّاتٍ وَنُـورًا فِي السَّـمَا
كَانَتْ وَكَانَتْ فِي فَضَـاءٍ جَارِيَـةْ
يَهْـوَى هَـوَاهَا كُلُّ فَـذٍّ أَوْ فَتَى
وَالْبَـدرُ يَرْجُو وُدَّهَا مَِنْ غَاشِيَـةْ
وَالْكُلّ يَغْشَـاهُ الْهَـوَى فِي حُبِّها
أمَّا هِـيَ الْعَيْـنَانُ فِيـهَا لاَهِيَـةْ
أَوْ تَبْحَـثُ الْحُبَّ الَّذِي فِي وَجْـدِهَا
تَفْـنَي رَحَاهَا فِي غَرامٍ رَاضَيَـةْ
تهْوَى غَرَامَيْ حُبِّكَ الْجَانِي كَمَا
تَهْوَى فَرَاشَـاتٌ لَهِيـبًا سَاعِيَـةْ
تَرْجُو رُآَى وَجْهٍ وَيُضْـنِيهَا الْهَوَى
فِي حُبِّكَ الْمَجْنُونِ صَارَتْ دَاعِيَـةْ
يَحْـدُو هَـوَاهَا كُلُّ حَادٍ عِــيرَهَا
وَالْقَصُّ مَشْهُورٌ وَصَارَتْ سَاهِيَـةْ
وَاحْتَالَ إِبْليسُ الْمُـنَى سَـهْوًا كَمَا
أََوْحَى إِلَيْـهَا نَـارَ صَـدٍّ كَاوِيَـةْ
أَوْ قَالَ قَصْدِي حُزْنُ تِلْكَ الْغَانِيَـةْ
كَمْ كَانَ يَعْـصِي قَلْبُهَا سُـلْطَانِيَـةْ
أَلْهَـاكَ عَنْـهَا بَيْـنَمَا قَدْ سَـرَّهَا
بِالسَّـيْفِ أَوْ بِالسُّمِ تَخْبُو الزَّاهِيَـةْ
فِي لَيْـلَةٍ ظَـلْمَاءَ يَأْتِي غَــادِرٌ
نُـورٌ فَنَـاهَا مِنْ سَـمَاءٍ رَاعِيَـةْ
ظَلَّ الْفُـؤَادُ الطَّـاهِرُ الأَنْقَى كَمَا
سَـوَّاهُ رَبُّ الْخَلْقِ يَهْوَى قَاضِيَـهْ
صَارَتْ إِلَى فَوْضَى مَتَاهَاتٍ تُرَى
فِي غَابَةٍ حَيْث الصَّـوَارِي النَّائِيَـةْ
أَرْهَقْتَنِي دَهْـرًا كِتَـابِي كَمْ مَضَى
فِي حُبِّـهَا عُمْـرِي وَكَانَتْ ذَاتِيَـهْ
كَانَتْ أَمَانِي الْقَلْبِ تَرْضَى بَسْـمَهَا
كَانَتْ هَـوَايَا وَالْمُـنَى فِي آَنِيَـهْ
مَا زِلْتُ أَرْجُـو حُلْـمَهَا فِي عَالَمِي
مَا زِلْـتُ أَرْجُـو فِي حَيَاةٍ بَاقِيَـةْ
مَـنْ فِي بِـلاَدِ الْهِنْـدِ تَهْـوَانِي أَنَا
إِنَّ الَّذِي فِي دَارِهَـا فِي الْعَالِيَــةْ
أَضْـحَى زَمَانًا حَيْثُ تَارِيخٌ جَـثَا
فِي رُكْنِهَا بَاتَـتْ قِبَـابًا خَاوِيَــةْ
وَالْغَـادَةُ الْحَسْـنَاءُ فِي دَارِي كَمَا
تَهْـوَى هُـيَامًا فِي فُؤَادِي دَانِيَـةْ
قَالَ الْكِتَـابُ الْيَوْم أَسْـعَى دَاعِيًـا
فِي فِتْنَـةٍ لِلْحُـبِّ تَغْـدُو عَاتِيَـةْ
تَرْوِي عَطَاشَى الْعِشْقِ تَرْوِي السَّاقِيَةْ
تَرْوِي لِكُلِّ الْحُسْنِ تَرْوِي الْغَانِيَـةْ
فِي شِــعْرِهَا كُلُّ الْمَعَانِي رِاجِيَـةْ
فِي الْهِنْدِ قُلْ تَحْتَ الْقِبَابِ الْجَاثِيَـةْ