أنقدنى صح

من المهم للشاعر ان يجد من ينقد أعماله نقدا بناء ينير له الطريق ويساعده على التقدم
شرط ان يكون الناقد ذا علم وخبرة وفكر واعى

ولكن أعتقد ان النقد يجب ان ينصب على فنيات القصيدة وليس على موضوعها او طريقة تناولها
فهكذا انت كتبتها كما احسستها وبما يلائم افكارك وفلسفتك فى الحياة وان كان الناقد سيوجه الشاعر فى هذه الجزئية فعليه ان يعيد كتابة القصيدة بنفسه لأن الشاعر الذى كتبها لن يستطيع اعادة صياغتها بنظرة واحساس الناقد

ومن الطريف انى ألقيت قصيدتين فى ندوة احداهما عاطفية جدا (أنا وقلبى) الموجودة فى القسم العامى والثانية وطنية بحتة وشتان بين الموضوعين
ففوجئت بمن ينصحنى ان ادمج القصيدتين فى قصيدة واحدة مما أثار دهشتى
وطلب منى شاعر آخر ان أدخل موقف الحجاج ذلك الظالم على قصيدة (انا وقلبى) عندما كان يضرب سجينه بالسوط ويرجوه ان يصرخ ويعبر عن ألمه حتى يتركه ومن يقرأ القصيدة يعلم ان قصة الحجاج ستكون نشاذا بين تلك الأبيات الحالمة

واعتقد ان النقد غير الواعى يحبط الشاعر
وأتساءل هل من حق الناقد أن يفرض ثقافته واسلوبه على الشاعر ام عليه ان ينقد الناحية الفنية فقط ؟

تحياتي لك علي هذا الكلام الجميل

طبعا عندك حق في أن النقد يجب أن ينصب علي العمل الفني نفسه..و لكننا هنا أمام مكونين للعمل الفني : الشكل ( القالب الذي صاغه الشاعر ) و المضمون ( الهدف أو الفكرة ) فإذا نجح القالب أن ينقل لنا المضمون أم أنه قد فشل..هذا هو معيار الحكم علي العمل الأدبي..و الخلل قد يكون ظاهرا في العمل الفني مثل اختيار لفظة تدل علي الخوف أو الفزع في الوقت الذي يكون فيه جو القصيدة رومانسيا حالما و مليئا بالطمأنينة ...و كمثال "الحجاج" الذي أوردته في مقالتك الرائعة

اما أن يفرض النقاد رأيهم علي المبدعين فإن هذا لا يجوز ...اللهم إلا إذا كان هناك خطأ لغوي أو تناقض صارخ بين مكونات القصيدة فإن للناقد أن يشير إلى الخطأ دون فرض آراء أو نظريات معينة

تقبلى تحياتي


عاطف عبد العزيز الحناوي