إعتراف

إعتراف
(من وحى ثورة 25يناير )
نعترفُ بأنَّا
لم نلحظ ْعزماً ينبتُ في ظلِّ تخاذلنا /
ورداً يتفتحُ في شرفاتِ مقابرنا /
أملاً يتمدَّدُ في أروقةِ الزمنِ المكسورِعلي حائطِ قبرٍ/
لا ينقصُهُ سوي تعليق ِ شواهدنا.
عشنا في داخلِ كهفٍ ــ
تعلو أسوارُ العتمةِ فيهِ علي الحد الأقصي للرؤيةِ في أعيننا.
والليل يلاعبُنَا لُعبةَ َلص ٍ يحتلُّ جميعَ الفتحاتِ /
ويقفُ علي كل الألسنةِ ويمسكُ بزمامِ الرئتينْ ــ
لم نعبرْ وقتَ الدهشةِ ــ أو نقذفْ بالصمتِ إلي الأحشاءْ /
كنَّا نتوجهُ بالفلكِ وفي كلِّ صباح ٍ/
يخذلنا ضعفُ الريح /
وأيادينا تفقد دون مقاومةٍ ــ كلَّ سواعدِها /
فنعودُ لنلعن طقسَ العمرِ وقلةَ َحيلتنا /
وثلاثين من الأحمالِ المشؤومةِ /
ننقلها من كتفٍ للآخرَ في صمتٍ /
ثم إلي الظهرِ ــ ينوءُ/
فنجأرُ بنشيجِ في آخرِ شهقةِ عزم كادت ألاَّ تخرجَ ثانيةً ً/
وندوسُ ببطءٍ أبلهَ فوق الدَرَجِ إلي خاتمةِ العمر
ونعودُ لنجترَّ الصمتَ كعادتنا .
فاسودَّتْ أوردةُ الناي ..
وشُلَّتْ كل الأوتارِ وباءت بالعري أغانينا ــ
حتي ملَّت تلك الفلكُ وراحت تبحثُ عن طوق ِنجاة ٍ/
والتقطتْ من بين الموج ِ أيادٍ /
نبتت ْ من عرق المحنة ِ فينا ــ
لتعيدَ إلي طعم مشيئتنا الرغبة َ كي يمتزج بقدح ِسعادتنا ــ
وتشد حبال َ صواريها
وتجزُّ علي عنق ِ الموج ِالمفتول ِالعضلاتِ ــ
تجدِّفُ ــ لتمزقَ جبلَ الثلج ِ( المتجرنتِ )
ليس بفعل الماء أو الملح أو الكيمياءِ/
فتسطع ُ في الكهف ِ بشائرُ بعث ٍ/
مسحت في رفق ٍ فوق ملامحنا /
ليعودَ وصيدُ الكهف ِ براحا ً/
يتساقط َ صدأ ُ الروح ِ ــ
تهبُّ رياح ُ مخاض ٍ أبيضَ /
في الخامس والعشرين من الشهر الأول للعام الحادي عشر من بعد الألفين
وضعتْ فُلْكانا المولودَ ـــ
راح يزقزقُ في ميدان ِالتحرير ِ: ـــ
( يا كلَّ الألسنةِ الحرة ِ/
قولوا للكونِ بأن الوطنَ المنقوشَ علي عظم المصريين جميعاً /
قد أنجبَ بعد سنين ِالعقم رجالا/
لتعيدَ الوطنَ كشمس ٍ ـ ترتاحُ علي جبهة ِ هذي الدنيا )
كفر مجاهد في 5 فبراير 2011