أسكنيني في حشاك ِ

أسكنيني في حشاك
كبّليني بالحديد
أرضعيني من دماك
رددي لحن الوريد
ربما أحتاج منك مودة ً
وحنان أم ٍّ خالص ٍ
يفضي إلى فجر ٍجديد
ربما أغدو شهيداً
يقتفي أثر الشهيد
* * *
أشعلي شمع الغياب فإنني
في مركب ٍ
يعلو بظهر الموج يبحر للبعيد
مع أنني
لست المُخوَّل باقتياد الخيلِ
في ساحِ الوَغَى
لستُ المثنّى والوليد
لست أدري
أي أمر ٍ
سوف يحدث عندنا
لست أدري
أي بدر ٍ
سوف يسطعُ من جديدْ
* * *
هذا السِّراجُ على رفوف سقيفتي
يخبو ضياه تتابعاً
الزيت فيه تناقصت قطراته ُ
والزيت في بلدي شحيحٌ
أصله ٌٌمن أمّه ِ
زيتونة ٍمقتولة ٍ
والزيت منها نازف ٌفوق الثري
نادى على كل الورى
من أين يأتي بالمزيد
* * *
هلا رأيت القاتل المفتون في أشلائنا
هذا الذي يهدي لنا
كفّين صافح بعضها بعضاً أتى
يهدى لجيران ٍ لنا
قد أوغلوا من حولنا
كل المعاول ِِوالفؤوس ِ
والسواطير التي تلهو بنا
تهوي على أعناقنا
كي تذبح المولودَ والعهدَ الجديدْ
* * *
لا … والذي رفع السَّما
لو أنّ كلَّ العالمينَ تكالبوا عَدْوَاً علينا
مثلهم
أبناءُ جلدتنا… وهُم ْ
ما كان منا
أن تميل جباهُنا أو تنحني
أبداً
لغير الواحدِ الأحدِ المجيد