في بيتنا فأر

استيقظ بيت المهندس ايهاب على صوت قرقضة ودربكة
صادر من خزينة الملابس.استمع الجميع الى ذلك الصوت
المزعج
وقف ايهاب وزوجته وابنه الطالب الجامعى معتز وابنته
الصغيرة ريما ووالدة ايهاب وقف الجميع متسمرا أمام
الخزينة والخوف بأعينهم فأمسك ايهاب مطرقة ليواجه
بها المجهول الذى ينتظره فهو لا يعلم اذا كان بالخزينة
شئ تافه لا يستدعى كل هذا القلق أم شئ....كل هذا كان
يدور بخاطره وبعد تفكير دام لثوانى فتحت الخزينة واذا
بالمفاجأة فأر صغير ضعيف لا قوة له
خرج الفأر يهرول من الخزينة وأخذ يتجول فى أنحاء
البيت كأنه يتعرف على موطنه الجديد وصرخات الطفلة
تملئ المكان فـأخذ يطمأنها أباها قائلا لا داعى من القلق
ياصغيرتى ولكن قلبه كان مليئ بالخوف هو أيضا ليس
من ذلك الشئ ولكن خوف على مستقبل أسرته من ذلك
الفأر.ومرت الأيام وفشلت جميع محاولات ايهاب وأسرته
للقضاء على ذلك الفأر(من ضربه بالشبشب,وضع سم له,
اشتراء مصيدة ولكن دون جدوى)
حتى الصغيرة ريما التى كانت تخاف من الفأر أصبحت
لا تهابه الان فكانت تحمل بعض الحجارة الصغيرة التى
لا يتحملها كفها الرقيق وتلقيها على الفأر وما كان على
الفأر غير الهرب من الصغيرة وهو خائف جبان بالرغم
ما يتمتع به من قوة أسنان وشكل مخيف ولكن بداخله
خوف فهذه طبيعته
ومرت أيام أخرى وكبر الفأر وسيطر على بيت ايهاب بل
وأخذ أفضل مكان فى البيت وهى غرفة الضيوف وجعله
مكانه الخاص بكل تبجح كأنه حقه الشرعى وغير ذلك
الكثير من الجرائم التى كان يرتكبها مثل قرقضة ملابس
زوجة ايهاب وعندما علم الزوج بذلك انصدم وبكت
عيناه من هول الفاجعة فهل اتى اليوم الذى يبكى فيه الرجال؟
بل وأكثر من ذلك قام ذلك الحقير بأكل كتب الصغيرة وهاجم
العجوز وجعلها تجرى أمامه وهو يضحك دون رحمة ولا شفقة
على تلك العجوز
وعندما رأى معتز كل ما يحدث بأسرته من ذلك الفأر
أخذته الشهامة وقرر أن يواجه الفأر وجها لوجه وعندما
رأى الفأر معتز ات نحوهه جرى فوق سطح البيت وفى
حركة خسة منه ومكر سقط معتز على الأرض غارقا
بدمائه وضحكات ذلك الخسيس تعلو معلنة انتصاره
وقف ايهاب مصدوما ليس بيده حيلة فاستغاث بجيرانه
ولكن بلا جدوى فالجميع يتحجج بأى شئ(بانشغالهم فى
مشاكل بيتهم_وضعفهم أمام ذلك اللعين....)
ولكن الحقيقة هى هروب من مواجهة الواقع وكل واحد
من جيرانه استغنى عن ايهاب معلنا شعار أنا ونفسى
ومن بعدى الطوفان ولو كل واحد فكر ولو للحظة بسيطة
بأن يجتمعوا ويقاوموا ذلك الخسيس ولو يفكرون بمصير
غرفة الضيوف الذى استولى عليها الفأر ولو يتذكرون
أجمل الليالى التى قضوها فى تلك الغرفة وهم يتناولون
أشهى الأطعمة أكل ذلك أتمحى من ذاكرتهم؟!!!
ومرت سنين وسنين وبقى الحال كما هو عليه استولى
الفأر على البيت وايهاب وزوجته وابنته يجلسون على السلم
(((أكيد عرفتم مين الفأر ومين ايهاب ومين زوجته
ومين ابنته ومين ابنه ومين امه العجوز)))
. .تمت,