ضيف

موضوع: ضيف الأحد ديسمبر 11, 2016 7:30 pm

..ضـيـف..
بقلم : إبراهيم رفاعي
...قدر لي – بحكم ذهابي للمدرسة- أن أجالس العم "ضيف" المراكبي المنوط به إيصال الطلبة إلي الجانب الآخر من النيل- كان أحد ظرفاء عصره، أسعد بتعليقاته وحكاياته، وعيناي وأذناي كاميرا تسجل في أعماق الذاكرة روعة الإنسان والطبيعة أنذاك , النيل لم يكن كنزا من الجمال والصور والخير فحسب, بل كان- دو درسا يوميا في الصفاء ن وعي- درسا يوميا في الصفاء والتأمل وروعة الطبيعة عندما تعطي بسخاء مكونة جزءً هاما من وجداني.
أيام مرت.. والعم ضيف عاد من "مركز البوليس" ساخطا.. يلعن الشرطة والإهانات التي لحقت به إثر شكوي كيدية للريس "عنتر" في حقه استدعي علي إثرها إلي مركز البوليس.. الإهانة.. مضغها –ولأن الغضب لا يتحلل-... اختزن العم ضيف الإهانة في جوفه وأطلق آهة.. غاية في المرارة.. وثقيلة مرت الأيام ...حتي إذا جاءت الفرصة حتي قدميه قرر ألا يفوتها أبدا.
ضابط المركز في حلته الكاكي المنشاة والأزرار لامعة وكذا الأسنان. والعصاه تحت إبطه –
ويا دنيا ماحدش قدي–
البيه الضابط يرغب في الوصول إلي الضفة الأخرى للنيل.. الدور من نصيب العم "ضيف" بين المراكبيه ."أنا والمركب تحت أمر البيه " قالها العم ضيف .
ولظروف الطمي المترتبه علي فيضان النيل المركب لا يصل إلي الشاطيء تماما فقد جري العرف أن يحمل المراكبي الركاب قدر استطاعته من الشاطيء إلي المركب .. وحيث أن الضابط راكب .. "سيبوني أشيل البيه" قالها العم ضيف وأسنانه تطحن الهواء..
الضابط علي ظهر العم ضيف متقدما إلي المركب عبر الطمي الموحل .. ومع انتصاف الطريق تظاهر العم ضيف بأن توازنه قد اختل محاولا التماسك .. البيه الضابط في الطين.. العم ضيف ممتطيا سيادته .. صائحا.."لا قوه الا بالله... دا البيه..وقع"
بينما يداه تقلبانه باحتراف من اليمين إلي اليسار وتضغط علي عنقه لأسفل.
كتلة من الطين مغمورة في بركة من الطمي ..أو.. البيه الضابط.. وكذا العم ضيف..
أسنان عم ضيف تبدو وسط الطمي لامعة.
يبدو أن الرضا عرف طريقه للعم ضيف ..
عم ضيف والضابط إلي الشاطيء في ثوب واحد..... طين مصر .