عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح شاعر فلسطين الكبير محمود درويش / د. لطفي الياسيني
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2023 1:11 am من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد باقي محمد
أديب
أديب
محمد باقي محمد


الدولة : سوريا
عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Empty
مُساهمةموضوع: حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً   حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالثلاثاء مارس 24, 2015 1:12 pm

قد يتموضع المسرح داخل قبيلة الفنون النثرية ، غير أنّه يفترق عنها بتأسّسه على الحوار كعمود فقريّ يحكمه ، وهو لا شكّ حوار شديد الخصوصيّة ، ذلك أنّنا نفترض فيه الرشاقة ، ناهيك عن إسهامه الرئيس والمطلوب في تنامي المتن الدراميّ ، إلاّ أنّ التساؤل الذي يلحّ علينا عبر تجربة بعينها أن ما هي إمكان مسرحة العمل القصصيّ ، تأسيساً على أنّه هو الآخر يندرج في خانة النثر الفنيّ ، أي أنّه يتقاطع والعمل المسرحيّ على غير مستو !؟ أي أننا نقف بتخوم التناص أو تداخل الأجناس الأدبيّة كمفهوم غير قار بعد تماماً في العلاقة بين عناصر الجنس الأدبيّ الواحد ، أوفي العلاقة بين الأجناس الأدبية المختلفة ، ترسماً لنداء كان الشاعر السوريّ الكبير أدونيس قد أطلقه ، وذلك في الدعوة إلى الاشتغال على نصّ يتجاوز الأجناس الأدبية في تقييدها الصارم !
وفي الإجابة سنترسّم تجربة المسرحيّ إسماعيل الخلف على سؤالنا المُسلف ، وذلك في عمله الموسوم بـ " عن هول ما جرى " كعنوان رئيس ، و " قتل الأحبة " عنواناً فرعيّاً ، إذ عمد إلى الاشتغال على نصوص قصصية سبعة ، تتباين أساليبها في التناول الفنّي ، إلاّ أنّها تتوافق في مضامينها ، أي في الموضوع أو المادة الحياتية ، مُتكئاً إلى تجربة مُشكِلة ، لن نقول بأنّها فريدة في نوعها ، غير أنّها - تلج فضول السؤال من بابه الوسيع ، ربّما لأنّها - أي القصة القصيرة - تصنّف في جنس آخر كما أسلفنا ، يأتلف مع المسرح كفنّ سرديّ ، لكنّه يختلف عنه في الخصوصية أو في الأدوات ، ناهيك عن الشكل الفنّيّ ، إذ أنّ خلفاً آنَ أوكأ عرضه إلى مسرحة نصوص سرديّة ، إنّما كان يطرح أسئلة تتعلق بتداخل الأجناس الأدبيّة ، على الرغم من أسلوبه الخاص في الكتابة الإبداعيّة !؟ المُصادفة المحض أو المقصودة - إذاً - أو الفعل المحكوم بالنيّة الحسنة ، إن لم يكُ محكوماً بالعمد - هما اللذان كانا في خلفيّة المشهد لإدراج قاصّين خمسة من سورية ، هذا إذا لم يكن إسماعيل قد تعمّد الاتكاء على نصوص محليّة ، ذلك أنّنا إذا نحينا نصّ المسرحيّ " عدنان خرابشة " الموسوم بـ " العكش " لانعقدت للنصوص راية محليّة !؟ هذا لا يُعفينا من تحرّي القاسم المُشترك بين هذه النصوص ، ذاك الذي دفع خلف إلى توليفها في عرض مسرحيّ !؟ ثمّ كيف لنا أن نُمسرح قصاً ينهض على السرد كبنية رئيسة !؟ كيف نُحوّل فيه لنصيّره نصّاً مسرحيّاً يقوم على الحوار والتشخيص لا على السرد !؟ وما هي الآلية أو الأسلوب الذي سيُدمجها في نصّ مسرحيّ واحد !؟ ثمّ ما هي الحلول الإخراجيّة التي اعتمدها في بلورة عمله كعرض مسرحيّ ناجز !؟
إنّنا إذ نحاول الاشتغال على جواب ابتدائيّ سنقفق بتفكيك العنوان الرئيس " عن هول ما جرى " ، إذ أنّه - سيميائياً - سيشير إلى خطب كبير نتوخى فيه إمكان ضمّ المضامين في خيط واحد ، ولكي تتغطى الحروف بالنقاط سنذهب إلى العنوان الفرعيّ " قتل الأحبة " ، لنرى فيه تضاؤلاً للأمل ، إن لم تشي بإمحائه !
وفي فضول مشروع قد نطرح سؤالاً آخريتلخص في : ولكن لماذا يُقدم الإنسان على قتل أحبّته ، ما يقلب حياته جهات حزن لا يريم !؟ ذلك أنّنا سنتفاجأ بأب يقتل ابنه ، أو بابن يقتل أمّه على نحو مُباشر أو غير مُباشر .. على مستو ماديّ ، أو على مستو معنويّ ، أو شقيق ينحر اخته ، فلماذا !؟
إذا استثنينا نصّ الـ " عرابشة " إلى حين ، فإنّ " الدراجة " تمهّد - والقصة تستوحي أفقها قصيدة للشاعر منذر المصري - للحكاية المُبتدأ في توليفة الـ "خلف " ، ذلك أنّ الشخصية المحوريّة تحلم بدراجة هوائيّة ، نحن إزاء عالم الطفولة - إذاً - في بحثها عن ثيمة صغيرة قيد الإطلاق ، إلاّأنّها تنأى ، إنّها - أي الشخصيّة المحريّة - منبثقة من القاع الاجتماعيّ ، فهي ابن حمّال فقير ، والغالب في أحلام هؤلاء القادمين من القاع - على تواضعها - التأجيل ، أو أنّها لا تتحقق ، وها هي الظروف تؤجّل الحلم ، تؤجله المرّة تلو المرّة ، ولكنّه إذ يتحقق ، يكون صاحبه قد أضحى في أرذل العمر ، فالعظم منه قد وهن والعزم ، بشكل يجعله غير قادر على قيادة دراجته ، ما يُفسّر صرخته الإنسانيّة : " أن أليس ابن الحمّال إنساناً " !؟ لتظلّ تسوطنا بحرقة السؤال في تبدّيه الإنسانيّ الحارق ، وفقط عندما تؤون منيته .. فقط عندما يُتوفى ، يُجلسه الابن على دراجته ، يروم نقل الجسد إلى مقبرة أخرى ، عندما يعرف أنّ البلديّة استكثرت على جسده القبر ، الذي أضحى برسم النقل ، وهكذا إذاً يكون قد أنجز حلمه ، ولكن بعد أن أضحى ترابا !
وفي النصّ الثاني يعمد " خلف " إلى رائعة الراحل " سعيد حورانية " المعنونة بـ " الصندوق النحاسي " ، وفيها سنقع على طبيب شاب ، إلاّ أنّه - هو الآخر - قادم من القاع الاجتماعيّ ، ذلك أنّ أمّه كانت تمتهن غسل ثياب الآخرين ، لقد أنهى الابن دراسته ، وافتتح عيادته بدمها وعرقها ودموعها ربّما ، فهل حان الوقت الذي تختفي فيه لكي لا تتسبب في إحراجه أمام الآخرين !؟ هي - وبلا تردّد - تستجيب لرغبته ، ولكن لتموت معنوياً ثمّ مادياً وتتلاشى ، وحين راح يدفنها من غير أن يشعر بأي ندم أو حزن ، يتفاجأ بحذائه ، إنّه حذاؤه ذاته الذي رماه في وجهها ذات غضب ، يتفاجأ به محفوظاً إلى جانب صورة أبيه الراحل في صندوقها النحاسيّ القديم ، إذاك فقط - ربّما - عرف فظاعة ما كان قد فعل ، ولكن بعد فوات الأوان !
أمّا في نصّ الـ : د " عبد السلام العجيلي " المعنون بـ " الصيد الثمين " ، فيقدّم لنا حكاية غريبة ، فالأب يقوم على تدريب ابنه حمدان ، ليُصبح صياداً ماهراً ، يحلّ الليل ، ويأخذ النعاس الأب إلى عالم الوسن والحلم ، لينهض على حركة مُريبة ، وكصياد قديم يعمد إلى إطلاق النار بشكل غريزيّ ، ليتفاجأ بأنّ الطريدة ما كانت سوى ابنه حمدان ، والآن هو مُكلّف بأن ينقل الخبر الفاجعيّ إلى أمّه ، فأيّ مهمّة !
ثمّ يقدّم لنا في " ابن حرام " لـ " حسن حميد " طفلاً مجهول الأبوين ، تشرف عجوز على تربيته ، بيد أنّه يُنكرها ، ويمارس حياته بعيداً عنها ، فتموت كمداً ، فهل قتلها الشوق والحنين !؟ ولماذا بعد فوات الأوان يشعر الطفل بأنّه وسخ ، ويطلب موتاً لن يأتي سريعاً ، لقد كان وراء قتلها على نحو ما ، بيد أنّه ما كان يعرف بأنّه كان ينحر نفسه !
في قصة " نجمة " وهي - أيضاً - لـ " حسن حميد " يحضر القتل ثانية ، إلاّ أنّه يحضر للدفاع عن الشرف ، وهو قطعاً يضع الأنثى في مغازيه ، باعتبارها مكمن هذا الشرف ، في هذه الحكاية تنتفخ الفتاة في مرض غريب ونادر ، لكنّ الداية تخطىء في التشخيص ، تماماً كطبيب القرية إذ يذهب إلى أنّها حامل ، ولسوء الطالع - أو لقدر مشؤوم - يُؤكّد طبيب المدينة المُصيبة الكبرى ، فيندفع شقيقها في لحظة حمقاء - تحتكم إلى منطقها الخاص - إلى اجتثاث رأسها ، ذلك أنّ ألسنة الناس تخيفه ، ما يذهب جهات التأكيد على حضور موروث اجتماعيّ واسم في مُجتمع بطريركيّ أبويّ فظّ !
أمّا في " مأساة محمد " لـ " محمد باقي محمد " ، فإنّ " خلف " ينبري للحرب كفعل بشع مناقض للإنسانية ويُدينها ، صحيح أنّه ظلّ أميناً لفكرة النصّ الأصليّ ، ولم يذهب بمُشاهده إلى ساحات القتال لرؤية الدم الإنسانيّ المُستباح ، بيد أنّه يعكس بشاعتها عبر اندياحها على الأواصر الإنسانية إذ تتقطّع تحت أثرها المُدمّر !
رجع محمد من السفر برلك - إذاً - بعد غياب ناف عن سنوات سبع مدمرات ، وكان قلقه على أمّه وزوجته يرضّ فيه الإنسانيّ والنبيل ، إلاّ أنّه فضّل تأجيل المفاجأة إلى الصباح ، ربّما لأنّه أشفق على أمّه الطاعنة في السنّ ، ونام في فراش زوجته ، لكنّ العجوز استفاقت على المُريب ، فانتضّت خنجره ، إنّه الخنجر ذاته الذي كان قد تركه في حوزتها ، وطعنت الرجل الذي يخون ابنها ، وفقط عندما أدركت فداحة ما أقدمت عليه ، انهارت على ركبتيها ، فيما تناقل المدى صدى صرختها الآدميّة المُلوّعة !
تتبدى القصص عن قتل للأحبة والقضاء على أيّ أمل ، هناك أكثر من موت ، موت أو موات بالمعنى الروحيّ، ذلك أنّنا إذا تفكّرنا في المقبرة لألفيناها مكاناً رمزيّاً لا يكتفي باعتقال الأجساد فقط ، بل يخنق الأرواح إذ يحاصرها حصاراً ثقيلاً ومُبهظاً ، هناك موت ماديّ أو قتل ، والمُؤسي في هذا القتل أنّه يتحقق على أيدي الأحبّة .. ليوجّه إلى الأحبّة !
وعلى صعيد آخر سيتبدّى العام في تفاصيله الباعثة على القلق ، سواء أجاء هذا القلق على لسان كتاب النصوص ، أو عبر تبنّيها من قبل المُخرج ، بشكل دفعه إلى انتقائها وتوليفها ، إذ يذهب نصّ " نجمة " إلى الاجتماعيّ المُفوّت ، ليشير إلى مُجتمع ذي منظومة ذهنيّة ذكوريّة مثلاً ! فيما يذهب نصّ " الدراجة " إلى تراتبيّة طبقيّة ، تنعدم في ظلّها العدالة الاجتماعيّة ، ولن ينأى عن الإشارة إلى علاقة الحاكم بالمحكوم مُعبراً عنها عبر إضمار علاقة الرعي بالقطيع المسيحيّة بحسب ميشيل فوكو ، إذ ها هو مجلس المدينة - كأحد رموز السلطة - تنقل رفات الموتى ، ناهيك عن هواجس إنسانيّة مُلتفة بأبعادها الوجوديّة ، إذ ما معنى أن تقول إحدى الشخصيات في لوحة الختام : " هكذا أتيت .. هكذا أمضي " ، أو أن تقول أخرى : " كلّنا ضيوف .. لا أحد سيبقى ، كلّنا ضيوف .. وحدها الحياة هي صاحبة المنزل " ! ، لتؤازرها شخصيّة ثالثة بالقول : " قلت لها : أمي .. أتعلمين بأنّ ثلثي جسدنا ماء !؟ فقالت : لا .. بل أنّ ثلثيه دموع " !؟ غير أنّ أن هذا الإنسانيّ لا يذهب بها جهات التسليم ، وإلاّ فما معنى أن يُسرّ أحدها بـ : " الحياة لمن سيبقى يُقاوم أعداء الحياة " !؟
باعتماد نصّ " العكش " إذاً ، للربط بين النصوص ، يرأب خلف الأجزاء في وحدة متكاملة ، إذ يستقرّ فيه على المقبرة كمكان رئيس ، ثمّ أليست المكان الذي سينتهي إليه هؤلاء الأحبة في موتهم أو مقتلهم أو مواتهم الروحيّ !؟ عنها - إذاً - ستنبثق شخصيّة " العكش " ، و " العكش " هذا هو حفار قبور يقوم بدور الراويّ ، كشخصيّة فوق الزمكان !
نحن أمام التغريب في المسرح ، ربّما لأنّ شخصيّة الراوي - حالها في ذلك حال المجنون - تنهض على تجاوز لمفهومي المكان والزمان في إطارهما الفيزيائيّ ، إنّها فوق المكان .. وفوق الزمان ، إضافة إلى أنّها لا تخضع لمفهوم العقاب والثواب ، عليه فهي قادرة على البوح بالحقيقة من غير أن يطالها العقاب ، ثمّ أنّها - إلى ذلك ـ تتشكّل من لحم ودمّ لتكسب العمل صفة الواقعي ، وتتحصّل على الإقناع ، لذلك نراها تروي ، بيد أنّها أبداً ليست شخصية محايدة ، لذلك سرعان ما تتفاعل مع المصير التراجيديّ لشخوص المسرحيّة ، وتروح تبكيهم بحارق الدمع ، هذا إذا لم تنسنا العجالة والزخم أنّها هي الأخرى صاحبة حكاية تتمفصل مع الحكايات الأخرى في تداخل ، إذْ ثمّة زوجة تموت ذات فجأة ، وكوخ يهدّمه المجلس البلديّ لدواعيّ تصعب الإحاطة بها !
وهكذا - وبالتوالي - تتابعت القصص بالاتكاء على التداعي والتذكّر ، لتسرد - من ثمّ - حكاية شخوص يتموضعون في القاع الاجتماعي ، ما يشير إلى انحياز " خلف " لجموع الفقراء ، وإلاّ فما الداعي لاستحضار مجلس بلديّ لا يجد غضاضة في نقل مقبرة بأكملها ، لتخطط في مكانها لسوق تجاري ، من غير أن تستوقفها أو تكبحها أنات الموتى !؟
بدأت المسرحيّة بمشهد جمع شخوصها في كادر أو لوحة ، فيما راح " العكش " يستعرض وجوهها ، فهل نحن أمام مونودراما جماعيّة ، ربّما لأنّ حفار القبور إذ راح يقصّ حكايات شخوص مرّوا به في مقتلهم أو موتهم التراجيديّ ، أنشأوا يُشخصون الأحداث على الخشبة ، وقد تكون تلك أحد المآزق التي اعترضت المخرج في توليفته تلك ، ذلك أنّ استغلال خشبة المسرح بالشكل المطلوب عبر عدد محدود من الشخوص ليست بالعمليّة السهلة ، وبما أنّ الفعل - غالباً - هنا ينتمي إلى خانة الداخليّ ، فلقد أكره " خلف " على حركة محدودة تتناسب والمقام ، على ألاّ يُفهم ممّا أسلف بأنّ التوفيق جانبه في هذا الجانب ، إذ أنّ الحركة المُفتعلة كانت ستسم أداءهم بالمُبالغة ، هذا إضافة إلى أنّه لعب لعبة الإيهام ، عندما لجأ إلى كسر الحاجز بينهم وبين الجمهور ، عندما وزعّهم داخل صالة العرض في إحدى الحكايات ، ليعملوا على استثارة فضول المُشاهدين من جهة ، ويوهمونهم بأنّهم جزء من المسرود من جهة أخرى ، وذلك بالاتكاء على تقنيّة تعدّد الرواة !
المأزق الأخر تجلّى في المسافة بينّ لغة القصّ الرفيعة ومسرحتها ، إذ أنّها قد تشْكِلُ في الحوار المسرحيّ ، باعتبارها بطلاً يُنافس الشخوص على البطولة ، وما كان أمامه - في ما نتوهّم - سوى حلّيْن ، أن يُقدّم تلك اللغة كما وردت في القصّ ، فيُنتج عرضاً يتسم بالنخبويّة ، أو أن يلجأ إلى البسيط في اللغة لكن الأنيق ، من غير أن تذهب الظنون بالقارىء إلى إمكان الوقوع في مطبّ التسطيح مثلاً !
مرة أخرى حالف التوفيق " خلف " إذ لجأ إلى الحلّ الثاني ، ليتكىء على لغة تجمع الأدبيّ إلى الفصيح المُبسط في غير ما إسفاف ، وباعتماد ديكور بسيط لا يتعدّى باباً خشبياً قديماً مُصمتاً من الأسفل ، ومفتوحاً من الأعلى ، ليُبدو كإطار لصورة شخوصه ، وغسالة قديمة صدئة ، وعجلة لنقل الشخوص أو الحوائج ، إضافة إلى ستارة الصالة السوداء ، قدّم " خلف " توليفته ، ولا نظنّه إلاّ مُتقصّدا ديكوره البسيط ، في تنويه إلى بساطة المقام وبشره ، ثمّ آزرَ " العكش " في ربط الحكايات بموسيقى حزينة ، محضت المُتفرج عزيفاً جنائزيّاً مهيباً ، موسيقى بدت وكأنّها - هي الأخرى - تسهم في رثاء شخوصها ، غير أنّ لعبة الإضاءة خذلته ، لا لأنّه لا يُجيدها ، بل لوهن في إمكانات الصالة ! أمّا أداء المُمثلين فلقد كان لافتاً ، لقد حمل " العكش " - على سبيل التمثيل لا الحصر - عبئاً كبيراً على امتداد العرض وباقتدار ، هذا كان حال المرأة التي حاولت أن تنوّع في أدائها ، على الرغم من أنّها قدّمت شخصيات ذات مناخات متقاربة ، فهي - وعلى الدوام - إمّا أمّ مُلوّعة في تشخيصها أو زوجة ، قد تكون المُبالغة سمة لأداء البعض جزئياً ، إلاّ أنّ غالبيتهم تفوق على ذاته ، ما يقتضي التنويه !
بما يشبه الكادر التشكيليّ افتتح " خلف " عرضه ، وبه اختتمه ، ذلك أن الشخوص إذ لخصّوا أدوارهم في جمل مُقتصدة ذات دلالة ، عادوا إلى كادرهم ، فبدوا كما لوحة مُغبرة مُعلقة على جدار مُهدّم ، لكنّها - بالتأكيد - لوحة مشهديةلا تنسى !
غنى الرجل إذاً فأشجى وأحزن وأطرب ، ومحض النصوص رهافة ضافية تضاف إلى شاعريتها ، التي كانت وراء اختياره لها ، ولتعيش المسرحية - من ثمّ - دراماها اللافتة ، التي لا تنسى !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف عبدالعزيز الحناوي
مشرف النقد و تحت المجهر
مشرف النقد و تحت المجهر
عاطف عبدالعزيز الحناوي


الدولة : مصر
الجدي الثعبان
عدد الرسائل : 1923 46
نقاط : 2096 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً   حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالأربعاء مارس 25, 2015 4:15 am

موضوع متميز جدا

دمت بخير و تألق سيدي الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://awordaboutislam.blogspot.com/2011/09/what-is-islam.html
محمد باقي محمد
أديب
أديب
محمد باقي محمد


الدولة : سوريا
عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً   حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالأربعاء مارس 25, 2015 2:18 pm

الأستاذ عاطف عبد العزيز الحناوي ..
سلاماً
شكر لكم مروركم الأثيث بالمادة ..
محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً   حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالسبت مارس 28, 2015 9:00 pm

أحسنت أيها الأديب والصديق النبيل
لا فض فوك
كنت هنا وسعيد بما قرأت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
محمد باقي محمد
أديب
أديب
محمد باقي محمد


الدولة : سوريا
عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً   حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالخميس أبريل 09, 2015 2:04 pm

الأستاذ عاطف الجندي
مروركم بالمادة شرف كبير لي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد اسماعيل
أديب
أديب
احمد اسماعيل


الدولة : غير معرف
العذراء الفأر
عدد الرسائل : 352 75
نقاط : 395 تاريخ التسجيل : 15/07/2010

حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً   حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 10:03 am

الأستاذ والاديب الكبير محمد باقى عندما يتكلم او يكتب احد ملاحى اللغة العربية واحد جامعى اصدافها على الجميع الصمت وها نحن امام المشهد صامتون مستغرقون والحيرة عنواننا هل نمتع بعقد اللؤلؤ الذى جمعه ونظمه الملاح ام نفكر فى الموضوع الذى ابحر فيه كمادة ادبية جديرة بالدراسة والتحليل وينتهى بنا المطاف الى كل ما سبق من اعجاب ودراسة وتحليل دمت لنا نبعا لا ينضب وتقبل ارق تحياتى وامنياتى بموفور الصحة والعافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد باقي محمد
أديب
أديب
محمد باقي محمد


الدولة : سوريا
عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً   حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً Icon_minitimeالجمعة أبريل 17, 2015 12:56 pm

الأستاذ أحمد إسماعيل ..
سلاماً
خجلتني وحملتني مسؤولية كبيرة ، أتمنى أن أكون عند حسن الظن دائماً .. كل الشكر !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حول تداخل الأجناس الأدبية .. مسرحة السرد نموذجاً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخواطر و الأجناس الأدبية
» طريقة السرد
» التقنيات الحديثة وأثرها في أسلوب السرد القصصي
» تحولات الخطاب الوطني والقومي في السرد السوري المعاصر
» الجوائز الأدبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: